Home»Régional»إذا كان خروج شعب للتظاهر تصرف غير حكيم فما هي الحكمة ؟؟؟

إذا كان خروج شعب للتظاهر تصرف غير حكيم فما هي الحكمة ؟؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

الذين ينظرون إلى الدنيا من ثقب سم الخياط لا تعوزهم التبريرات والتخريجات والتأويلات ؛ والأحكام القيمية جاهزة عندهم في كل وقت وحين. فما أن خرج الشعب اللبناني إلى الشارع يريد بكل بساطة تغيير حكومته؛ وهذا شأن داخلي لا دخل لأحد فيه حتى ظهر أهل الفتاوى من الساسة ينعتون خروج الشعب اللبناني نعوتا فيها من القدح ما يجعل الشعب اللبناني قاصرا وسفيها حاشاه. وصفت احتجاج الشعب بالطائفية وبالانقلاب وبالعمالة لسوريا وإيران وبالشغب والتهور…. الخ وأصحاب هذه الأحكام الأمريكيون والفرنسيون والمتأمركون والمتفرنسون والمستغربون الغرباء في أرض العرب. لقد شهدت بعض دول العالم ما يجري الآن في لبنان ؛ فبارك العالم الواقع تحت وصاية أمريكا التظاهرات الشعبية في تلك البلاد وسماها برتقالية لأنها صادفت هوى في نفس الأمريكان بل لأنها كانت صناعة أمريكية ؛ ولما قامت ثورة الشعب اللبناني ومن حقه أن يثور نظرا للتدخل الأمريكي الفرنسي الأطلسي الإسرائيلي السافر في بلاده وصفت ثورته بالانقلاب والتهور والفوضى والاستجابة للتحريضات الخارجية وما شابه ذلك من التخريجات. ولو تنبه هؤلاء المتهمون إلى طبيعة تهمهم لوجدوا أن نفس التهم تعلق بهم ؛ فمن قال الثورة الشعبية اللبنانية صناعة سورية إيرانية ؛ قيل له إن العكس يصح أيضا وهو صناعة أمريكية غربية إسرائيلية وحتى عربية عميلة . فإذا ما ذم الغرب الثورة الشعبية اللبنانية فهو معذور لأنه أراد لبنان مدخلا لشرق أوسط جديد كما يسميه ؛ ولكن الخاتم ليس على مقاس الإصبع كما يقول المغاربة ؛ لهذا لا بد من شماعات ؛ ولكن الغريب أن يصف زعيم عربي المظاهرات اللبنانية وصفا قدحيا عوض التنديد بتدخل الغرب في الشأن العربي؛ وله عذره أيضا فهو لا يسمح بالمظاهرات أصلا في بلاده ؛ وقوات شغبه مرابطة دائما في الشوارع تنهال هراواتها حتى على من كمم فمه بملصق عليه عبارة كفاية ؛ ولا يسلم من هذه الهراوات حتى أهل الصحافة ؛ والمارة والسواح. فإذا ما كان خروج الشعب اللبناني في شأن يعنيه؛ وهو شأن داخلي تصرفا غير حكيم؛ فما هي الحكمة يا ترى ؟؟ أعتقد أن الحكمة هي الإصغاء إلى ادراة الشعوب لا إلى قرارات أمريكا لأن شاعر العرب الحكيم قال : إذا الشعب يوما أراد الحياة / فلا بد أن يستجيب القدر إن الحكمة هي الإصغاء إلى كلمة كفاية فهي معبرة تعبيرا بليغا فصيحا ؛ كفاية من الانبطاح ؛ كفاية من التبعية ؛ كفاية من الهرولة ؛ كفاية من التنازلات ؛ كفاية من الاستسلام ؛ كفاية من الذل والهوان ؛ كفاية من الاحتلال ؛ كفاية من التشبث بكراسي الحكم ؛ كفاية من إعداد الأنجال لوراثة الكراسي في بلاد لا تورث فيها هذه الكراسي ؛ كفاية من الأذن الصماء تجاه إرادة الشعوب ؛ فالغضب الكاسح آت لا محالة ؛ وشعب لبنان العظيم هو أستاذ الشعوب العربية في الثورة ضد الامبريالية والصهيونية والخيانة والعمالة . إن ما تخشاه يا فخامة الريس آت لا محالة ؛ فاحتفظ بنصحك لنفسك ؛ وأمريكا لا تعوزها الشماعات إذا ما أرادت ظلما وعدوانا وجدت إليه ألف طريق وطريق؛ فلا ترتزق بمصير أمتك ولا تعجبك صداقة المصالح ؛ فإنها تزول بزوال المصالح. صدقني يا فخامة الريس فأنا لا أملك عيني زرقاء اليمامة ولكنني أنظر بفراسة مواطن بسيط متواضعة تتنبأ بحلول ما تحذر منه ؛ وصدق من قال : سيذكرني قومي إذا جد جدهم / وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. صباح الشرقي
    03/12/2006 at 13:13

    أستاذي الفاضل محمد الشركي القدير،،،
    يا سيادة الرئيس ….هل عدل الحكومة المنتخبة هو ظلم العباد، أم الغش، أم القسوة، أم الضعف؟؟؟؟
    المحك في أي أزمة ليس أن تحقق ما تراه يصون الكرامة بل السلوك المنتهج أثناء الأزمة وحلها العقلاني هو الذي يحافظ على السمعة والمكانة ليس على صعيد الوطن فحسب بل في العالم أجمع.
    دام قلمكم ونبضكم الصارخ الداعم للحق،،، ولكم أستاذي التوفيق والتحية الخالصة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *