اود من خلال هذه الدراسة الكشف عن بعض الهموم والمعانات التي يعانيها افراد جاليتنا بالخارج في صمت ، ماظهر بالنسبة الي وما خفي قد يكون اعظم ، وهم ادرى به واعلم فان كانوا ليسوا كذلك فهم دون مستوى المسؤولية المنوطة بهم تجاه هذه الشريحة الغالية من المجتمع المغربي …واستسمح بالانجراف مع هذه المسيرة التي تمررني بمحطات تاريخية وتستوقفني عند ارقام كان لا بد من تأملها بعمق ، وتبدأهذه الرحلة مع بداية رحيل اول جيل من الشباب المغربي نحو الشمال وذلك انطلاقا من بحر عقد الستينات حيث لم يكن هذا الاخير يتزود في رحلته برصيد ثقافي او علمي او كان يتسلح بتكوين صناعي او تقني باستثناء ما كان يتوفر عليه من طاقات بدنية الى جانب جواز سفرهوبعض تقاليده وطباعه ، ومغربيته ووطنيته ، التي كان قلما يقبل فيها مساومة مهما كلفه ذلك من ثمن ، برغم ذلك فقد حضي هذا الجيل باحترام المجتمع المضيف الذي احتمل من اجل مصلحته كل طباعه واخلاقه وتقاليده وعاداته ، حتى تخلفه وجهله مهما كانت هذه السلوكات تتعارض نقوة مع السلوكات الاخرى

رغما عن ذلك قد استطعنا التكيف معهم في كثير من الاشياء ، كما قبلوا هم بالاخذ عنا الى حد انه نشأ بيننا نوع من الرضى باكتساب كثير من الفضائل في اطار حوار من الثقافات ، وتجانس الحضارات وقد تقبلنا منهم كل ما لايتعارض مع مبادئنا ، ومغربيتنا ، وديننا الذي يقر بان لا نكون مؤمنين حتى نحب لغيرنا ما نحبه لانفسنا ، وحتى نصدق فيما نقول ، ونفي بما نعاهد …وهذا ما يوافق شعارهم في الحياة اليومية ، فالممكن ممكن والغير ممكن غير ممكن ، ونعم هي نعم ، ولا هي لا ، وبمنتهى كل الصراحة بالممارسة اليومية ترسخت في نفوسنا هذه الطبائع الحميدة ، والتي لا اظن انه يوجد منا من يختلف حولها فكل اخلال بها يعتبر في اعتقادي عملا سيبعدنا اكثر عن بعضنا ويقطع صلة الرحم بيننا ويفقدنا الثقة فيمن نتعامل معه في اي مجال ، فاذا ما اعتمدت ادارتنا التعامل معنا في اطار هذا الطبع لا شك اننا سنكون قد قطعنا شوطا مهما في سبيل ما نرمي اليه بشعارنا  » جميعا من اجل تنمية اقتصادية ومعرفية وثقافية وطنية  »