Home»Régional»هل بالفعل الصحافة تفسد الأدب ؟؟؟

هل بالفعل الصحافة تفسد الأدب ؟؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

هل مقول طه حسين الشهيرة « الصحافة تفسد الأدب « صحيحة « ؟ وهل تجسد نفسها حاليا؟؟

الصحف اليومية وما أكثرها، ولا يمكن الاستغناء عن قراءتها رغم تعدد الصفحات الإلكترونية، والمجلات، وغيرها، لكن نجد معظم المشرفون على الصفحات الأدبية
والثقافية، إما مبتدئون، أو لا يملكون مقومات الأدب، أو تجربتهم الهزيلة والضيقة في الميدان. المصيبة الكبرى أنهم بمجرد تسلمهم المهام والتربع على منبرها، و بعجالة تكون الأولوية عندهم إصدار قرارات التصنيف هذا أديب غير مبدع، ذاك شاعر فاشل، هؤلاء كتاب رديئون وكل هذا بدون تبرير أو بحجة الصحيفة اليومية لا تسع للدراسات الموسعة، ولا للأبحاث المعمقة، ولا لقصائد الشعر المطولة.

نجد معظم المشرفين لا يحسنون كتابة اللغة، قلما تخلوا من أخطاء في الصرف والنحو…. وهم لا يتورعون من تجريح كتابات مبدعين يتميزون بكفاءات عالية وبسلامة اللغة، ون صافة الأسلوب، ورشاقة العبارة، بل أصبحوا وسيلة في خدمة قضية أو موضوع من هنا يمحون حلم أدب صادق خالص لصالح شيء آخر.

إن انعدام روح المسؤولية أصبح الصفة الطاغية لمعظم ما تورده صحفنا اليومية، رغم تطور وحداثة المعدات، وهذا راجع ومرد إلى هؤلاء المشرفين الذين هم أنصاف مثقفين لا يصلحون حتى مخبرين محليين، أو معلقين، حشروا في الصفحة الأدبية لغرض في نفس يعقوب. نصاب أحيانا بالغثيان ونحن نقلب الصفحات الثقافية في الجرائد من فرط السطحية، وقلة مصداقية الحدث، غدا التجريح والتهجم وسيلتهم المفضلة لإجتداب الأنظار إليهم ومحاولة التسلق على أكتاف الأدباء، القصاصين، الروائيين والكاتب… الخ أو بشتى الطرق المباحة وغير المباحة.

المسوؤلية الكبرى تعود كذلك لأصحاب الصحف، لما آلت إليه من انحدار وهبوط
لأنهم عهدوا بأمانتها إلى من لا يملك حس المسؤولية وعدة الأديب الناقد. ألم يحن الوقت بعد للوعي المستعجل والمطالبة بجودة الأعمال وحشد الكفاءات التي تتبنى
بنزاهة مقتضى المسؤولية والمشاركة الفعالة؟؟

على سبيل المثال، انعقد مؤخرا ملتقي الشعر الخامس، فتسارعت الصفحات الثقافية والأدبية إلى تغطيته، فراح جزء منهم في تفشيل الشعراء، والبقية حكموا على سقوط الملتقى كله، ولولا قليل من الحياء لطالبوا بإلغاء الشعر من القاموس وإبادة الشعراء، ولو بحثنا عن أثر نقدي صحيح لهؤلاء المحررين حتما لن نجده، أو يكون جد ضعيف لا يسمن ولا يغني من جوع، كيف سمحوا لأقلامهم ذبح الشعراء الذين يثبتون جدارا تهم بدون أن يرف لهم جفن أو ترتجف لهم يد؟؟

من هنا نستنتج (هناك عدة أمثلة في هذا السياق) أن الأدب العربي لا زال يعاني من كثرة الطفيليات التي تنهش وتنخر جسد ثقافتنا، وهي كذلك آفة العصر التي تخنق الأدب وتضعف من قوته ومستواه، تحل الفجاجة، والتسطح محل الإبداع الراقي بروح المسؤولية.

يجب التحرك وبسرعة لمعالجة الوضع، حتى نرسخ التحول في المنظور الذي يغير نفسه لخطاطات تقيم أعمال المشرفين والمسئولين عن صحفنا اليومية الذي تمثل رغما عن أنفنا الحضور الشامل المؤكد دور القطب المعدل كي يحافظ على أدبنا الراقي الحديث الذي ينتشر وينهل منه الرأي العام الحديث.

28/11/2006 بقلم صباح الشرقـــــي


MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. مدير جريدة جهوية
    29/11/2006 at 21:06

    أعجبني كثيرا ما كتبت

  2. محمد شركي
    29/11/2006 at 21:46

    تحية أخوية للأخت الفاضلة الأستاذة صباح الشرقي
    وبعد ؛ لقد وضعت الأصبع على علة من اخطر العلل ؛ وأرجو أن تتوسعي أكثر في الموضوع ؛ لقد صار كل من هب ودب صحفيا بدون دبلومات من مراكز تكوين الصحفيين لخلو الساحة من كفاءات ؛ وصارت بعض أنواع الصحف لا تبارح موضوعات التشهير الخادشة للأخلاق بدعوى الكشف عن الواقع ونقل الحقائق ؛ وهي في حقيقة الأمر تسعى الى الارتزاق بهذه الموضوعات الشاذة بكل المقاييس . فمن يقرأ جريدة من جرائد التشهير يخيل اليه أن المغاربة رجالا ونساء لا خلاق لهم قد عششت فيهم الرذيلة ؛ ولم تعد لهم كرامة ؛ ولم تعد لهم غيرة على أعراض بل صاروا كلهم في كنف الدياثة. ورب كاتب عن أعراض الناس مشهرا بها وعرضه تنهشه الألسنة ؛بل ربما كان ما يرمى به حقيقة لا مجرد قذف.
    غريب ما يطبع وينشر في صحف يمكن للمرء أن يشد على أنفه حتى لا تزكمه رائحة الوقاحة ؛ وقد يتحرج الانسان من ادخال مثل هذه الصحف الى بيته ؛ لأن بيت القذارة أولى بها شرف الله قدرك وقدر من يقرأ التعليق.
    أما الذين نصبوا أنفسهم كهانا على الكلمة يقدمون ويؤخرون على طريقة نابغة بني ذبيان فتعوزهم خيمته في عكاظ ؛ انهم لا يعرفون الحكمة القائلة : رحم الله من عرف قدره وجلس دونه.
    ورب أديب أو أديبة من الطراز الممتاز لا يحظى برضى الأذواق المريضة ؛ وفيهم يصدق قول الشاعر الحكيم : ومن يك ذا فم مر مريض / يجد مرا به الماء الزلالا
    لقد أصبحت الشهرة رهن اشارة كل من هب ودب في عالم الهب والدب ؛ ولله در من قال :
    تموت الأسد في الغاب جوعا / ولحم الضأن تأكله الكلاب
    حياك الله يا حرة مدينة زيري بن عطية

  3. صباح الشرقي
    29/11/2006 at 21:46

    الفاضل مدير جريدة جهوية المحترم،، تحية خالصة،، شكرا على المداخلة وإثراء النص ،،، الشرف الكبير لي وأنا أشاهد بصمتكم الكريمة على صفحتي ،،، لكم التوفيق والإحترام

  4. صباح الشرقي
    02/12/2006 at 18:07

    أستاذي الفاضل محمد الشركي ،،،، تحليلكم العقلاني الحكيم للوقائع عين الصواب،،، ندعو لهؤلاء بتقوى الله والإخلاص في العمل الجاد كي يتماسك بنيانه وتتوثق أركانع لدعم الشق الروحي والثقافي في هذا المجتمع والأجيال القادمة ،،، لكم التقدير والتحية الخالصة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *