Home»Régional»كي لا نفهم الاعلام على طريقة فهمنا للشعر الجاهلي 2

كي لا نفهم الاعلام على طريقة فهمنا للشعر الجاهلي 2

0
Shares
PinterestGoogle+

كيلا نفهم الإعلام على طريقة فهمنا للشعر الجاهلي2

عزيز باكوش

لان التساؤل جوهر القضية, أريد فقط أن اسأل.

من منكم قرائي الأحبة سمع يوما مذيعا على فضائية عربية, يسال طفلة عربية السؤال التالي:

" هناك شريط تلفزي أعجبك, وترغب في مشاهدته , لكن والدك يعارض رؤيتك لهذا الشريط… ماهي الحجج والبواعث التي تسوقها لإقناع والدك برغبتك الأكيدة في متابعة الشريط"؟

هل سمعتم يوما أعزائي مقدمة برامج طفولة على شاشة خليجية تسال طفلة عربية السؤال التالي:

هناك ادوار حياتية للرجل , لم تعد تقتصر على الذكر فقط في المجتمعات الحية, بل الأنثى أصبحت تعتلي نفس المهام..كيف ترين هذا الأمر, وما موقفك من منصب شغل حلاقة رجال , أو نادلة بمقهى.. مثلا أو دركية , أو شرطية أو ساعية بريد؟

هل سمعتم يوما مشاهدي فضائيات العرب مقدمة برامج طفولة تخاطب ضيفتها, وهي بالمناسبة تلميذة في الصف السادس ابتدائي, بدت حزينة ومكتئبة في حصة اللغة العربية وتقول:

أمس الأول ,. كان شعرك مسبوكا ينسدل على كتفيك, وكنت لامعة نشيطة و حيوية ومنسجمة , الآن, وقبل يومين حجبت راسك , من كان وراء هذا القرار؟ وهل تدركين حقيقة لماذا تم الأمر ؟ وكيف امتثلت له , وهل تم باقتناع أم تم فرضه عليك؟

من منا سمع يوما مذيعا عربيا يخاطب تلميذا في برنامج طفولة أسبوعي قيل انه ناجح : ما رأيك في الولوج الى الانترنيت؟ وهل مسموح لك ؟ ولماذا ؟ وكيف ترى الأمر؟ ما الخطر المحدق بك في مثل هذه الحالات؟

شخصيا, رغم أنني مشاهد من العيار الثقيل , اسمح لنفسي كي أقول …أبدا…أبدا… ثم أضيف .. لا شيء .. لا شيء من كل هذا إطلاقا..

كل ما هناك , وكل ما يسمع هو :

ما اسمك ؟ وكم سنك ؟ هل تحفظ نشيدا ؟ ردد: ارسم بابا.. ارسم ماما …بالألوان….هيهيهيهيهيهيهيااااااا.

إن إعادة إنتاج تجربة عصر النهضة , على المستوى الإعلامي الآن , من قبل الذهنية المتحكمة في الرأسمال السمعي البصري بالعالم العربي من المحيط الى الخليج ,كما كان يفعل الأديب المصري لطفي المنفلوطي قبل عقود في مجال الأدب , رهان عربي خاسر.

رهان فاشل يضيع الجهد والمال العربي عبثا , وذلك لأسباب موضوعية من أهمها , اختلاف السياق , والإطار التاريخي , واختلاف إيقاع النموذج التحديثي المتسارع الصاعد شمالا. واستقراره المتسارع النازل جنوبا.

عندما كان الأديب لطفي المنفلوطي " يمصر" شخصيات أعماله , أي يضفي الشخصية المصرية على ما يترجمه من أعمال أجنبية , كان يفعل ذلك نظرا لاكراهات المرحلة التي لم تكن تسمح بأكثر من الانفتاح على الآخر , أما الآن , وبعد مرور قرابة نصف قرن على التجربة , يبدو الأمر كما كان مراهنة فاشلة أكيدة على فراغ.

لماذا , وكيف؟

لان العرب حتى اللحظة , لا يمتلكون نظرة استشرافية لمستقبلهم. نظرة تستمد لحمتها من الثقافي في بعده الإنساني , ويسيجها الحوار السياسي الداخلي الناضج بين مختلف التيارات والفصائل الفاعلة ,ويفعل أدوارها الحس الوطني والمواطناتي الجياش . ويسمو بها التحدي المسئول وعنصري المتابعة والحساب كشعار قانوني قابل للإعمال من منطلق وطني جاد وهادف . بكل أسف غياب النظرة من ساحة الهم العربي , واقع ملموس , سواء على المدى أو المتوسط أو البعيد .

ثم إن لغياب هذه النظرة , نتائج وخيمة , بل كارثية , وتتفاقم, لتزداد خطورتها ,حينما يرتبط ذاك الغياب بشريحة أساسية تشكل مركز المجتمع. إنها الطفولة بحاضرها ومستقبلها . طفولة تحمل ما لا ينتهي من التوصيفات , رجال الغد , وناشئة الأمل , فلذات الأكباد, جيل الأمل .. التي هي في العمق دعامة بناء الأمم , وعماد مستقبلها .

يوم بعد آخر , تتأكد الرؤيا , وتصدق نبوءة العراف. ويقترب المصير العربي إعلاميا من شفير الهاوية .

إذ رغم مخزون خطابه الرسمي الهائل, ورغم احتياطي قياسي مغرق في أساليب المقاربات الأمنية , و في كيفية معالجة القضايا الحساسة التي تقتضي الإنصات المتزن , والحوار الهادئ ,فان جرأة ووقاحة إعلامه الرسمي في شحن الهمم , وقدرة محرري نشرات الأخبار بتلفزاتنا الفائقة في التحايل والتماهي مع الحقائق لا تعادله وقاحة ..لتتضح الرؤيا من جديد , ويطرح السؤال الهام . الى متى تظل آلية إعلام معطوب , تحول الهزائم والإخفاقات العربية الى انتصارات ..عبر نشرات أخبار رئيسية ماعاد يشاهدها احد.؟

طيب,

إن غياب نظرة إستراتيجية تهتم بقضايا الطفولة العربية على المستوى الإعلامي سمعيا وبصريا , وتعمل على توجيه اهتمامها الى محيطها الثقافي والاجتماعي , والتعامل المنفعل والمتفاعل بين مخزون الأمة الإنساني والحضاري ومنتوج الآخر , العالم الغربي المنتقى حسب القيم والمواصفات المحددة, بانفتاح وترو , لا يدخل في صلب اهتمام المسؤولين والقائمين على الشأن الإعلامي في بلادنا من المحيط الى الخليج..إلا بالقدر المخدوم , والشطحات المحسوبة , والأناشيد المريضة التي يرددها السلف عن الخلف..

يربك المستقبل العربي ..ويسمه بالغموض والالتباس حتى إشعار آخر

عزيز باكوش

a

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *