Home»Régional»وضعية الضمير المسئول في وطني

وضعية الضمير المسئول في وطني

0
Shares
PinterestGoogle+

الضمير كنز لا يقدر بثمن ؛ فالأمة التي وهبها الله ضميرا حيا أمة راقية تتبوأ أرقى الدرجات على سلم الرقي؛ والأمة التي مات ضميرها لا وجود لها إذ لا يعرف لها ذكر إذا ما ذكرت الأمم ؛ وحتى إذا ما ذكرت كان ذكرها سيئا وبئس الذكر السيئ .
الضمير وبعيدا عن كل تفسير فلسفي مجرد سلوك يعكس سلامة الطوية ؛ وسلامة الفطرة . فمن كان على الفطرة التي فطر الله الناس عليها كان جهاز مناعته الأخلاقي شيء يسميه الناس الضمير الحي. وصاحب الضمير الحي إنسان يقدر المسئولية حق قدرها؛ وهو إنسان العدل والحق؛ وهو الجدير بالاستخلاف في الأرض.
الضمير الحي عدو الأنانية والنرجسية والمصلحية والبرغماتية ؛ وما تفرع عن هذه الأمراض المزمنة.
صاحب الضمير الحي يخشى الله عز وجل ولا يهتم بالبشر؛ لهذا يقضي بالحق ولو على نفسه لأن شعاره هو قول الخالق سبحانه : ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين ) . فالقضاء بالقسط والشهادة لله على النفس وعلى من عز من الأقارب هي الضمير الحي.
أثرت موضوع الضمير على اثر حكاية عشتها يوم السبت الفارط ؛ فبينما أنا منشغل في بناء مسكني الجديد ؛ المسكن الزائل بزوال الحياة إذا بسيارة تحمل لوحة إدارية تقف وينزل منها رجال ثلاثة سلموا علي وسألوا عن هويتي وعن اسم والدي ووالدتي ومن ولدهما ؛ فلما استوضحت الأمر علمت أنها لجنة تقنية تراقب البناء ؛ وعلمت أنه وقع مني خطأ فشيدت سياجا في أرض هي في حكم الملك العام. وعلمت أن الأمر سببه جار اقتنى قطعة تجاور مسكني؛ وأن واجهته الثانية تقابل ما اتخذته حديقة صغيرة فوق الأرض التي هي ملك عام. وقد أشهدت الله عز وجل على أني لم أكن أعلم بخطئي ؛ ولم أتنبه له إلا بعد تدخل هذه اللجنة التي لم تحضر مع الأسف في الوقت المناسب ؛ قبل أن أصرف مالي على تزيين واجهة كنت أظنها ملكي الخاص. استدعيت إلى المكتب رقم 1 وهو يستحق هذا الرقم بما له من دلالة ؛ وفهمت طبعة خطئي ؛ وسمعت أحد الموظفين يقول لي ؛ وأنا أعتذر وأتأسف : لا يعذر أحد بجهل القانون ؛ واستحيى أن يقول لي : القانون لا يحمي المغفلين احتراما للحيتي أو لمنبر أعلوه كل جمعة ؛ حتى لا يكون المنبر مكان المغفلين . وعقبت على كلامه بأني أعرف حتى القائل الأول لهذه القولة ؛ وذكرته بما هو أهم منها من كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم .
لقد وقع الخطأ مني سهوا وعن غير قصد ولي عذري في شريعة الله التي تحمي الأذكياء وحتى المغفلين مثلي. والغريب أن يلوح أحد الموظفين بإحالتي على المحكمة حتى بعد إقراري بالخطأ والعزم على رد الحق إلى أصحابه الجار الجديد والأمة.فلما استفسرت عن هذا السلوك قال أحدهم : لعل إحالة الدعاة والخطباء والأئمة على العدالة بسبب مثل هذه الأخطاء لها نكهة خاصة عند بعض الموظفين ؛ وضرب لي مثلا برجل معروف بانتمائه الديني في المدينة يختلف سياسيا مع الدولة فجرمته الدولة بجريمة البناء غير
المرخص؛ لأنها إن جرمته بخلافها السياسي معه وقعت في حرج.فقلت للتو لست على خلاف مع الدولة ولست رجلا مرموقا بل أن من عامة الشعب وقعت في خطا بسبب جهلي في مجال البناء ؛ وبسبب غياب النصح سواء ممن أشرف على البناء أو من اللجنة التقنية المشكورة التي خرجت مساء السبت وليتها فعلت في سبت كانت الجدران لم تبن بعد ؛ وكانت الخسارة اقل .
هذه القضية عبارة عن قشة قصمت ظهر البعير؛ فقد تبين أن الخطأ الذي وقعت فيه ؛ وقع فيه من سبقي ؛ ولعلي معذور بعض الشيء في غفلتي بسبب من سبقني ؛ ولكن اللجنة الموقرة وأعني من سد مسدها من قبل سلمت رخصة السكن لمن اعتدى على الملك العام ولم تجد غضاضة في ذلك.وهنا طرح موضوع الضمير الحي لأن موظفا لا أشك في نزاهته وكثر الله من أمثاله عبر عن استيائه من ظاهرة التغاضي عن الخروقات ؛ وهي ظاهرة ذات علاقة بالرشوة والغش والتدليس. فالغريب أن يتحرك الضمير في مثل حالتي وينام النوم العميق في غيرها بل ربما مات موتا أبديا. عشرات الأحياء العشوائية تبنى تحن جنح الظلام ؛ ويغتني منها الحرس والعسس مما يعرف عندنا بشامبطات وأعوان السلطة . ومع مرور الأيام يصير البناء العشوائي قانونيا ومرخص له وتعبد له الطرقات بمناسبة الانتخابات فيكون مطية المترشحين لمقاعد قد تدر أرباحا على من فاز بها وتاريخنا المعاصر ينوء بالشهادات.
بالأمس ذكرت قناة الجزيرة أن المال المختلس من خزينتنا يربو عن مليار سنتيم والقضية مرتبط بالضمير.
انتهت محاورتي مع أعضاء الفريق التقني المحترم بأنني سأزيل الحائط القائم مقام السياج استجابة لنداء الضمير قبل الخوف من المحكمة ؛ فالوقوف أمام المحكمة أهون علي من حضور احد أعضاء الفريق خطبة من خطبي أذم فيها الاعتداء على الحقوق ؛ فيقول : اللهم إن هذا منكر خطيب يقول ما لا يفعل .
وكان سؤالي لأعضاء الفريق كسؤال الفاروق لمن عرض عليه أكلة شهية : أكل المسلمين أصاب مثلها ؟ فلما قبل له : لا ؛ قال : لا أشبع الله بطنك يا عمر . قلت لأعضاء الفريق : أكل من بنى بيتا يخضع لما خضعت له أم أن الأمر فيه ما فيه ؟ إنني سأحاسب يوم القيامة من أعتمد الوزن بمكيالين. وسمعت أحد أعضاء الفريق التقني يقول:(من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ) فقلت صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وسلام على الضمير الحي المسئول في وطني.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. شهرزاد
    29/11/2006 at 21:08

    ناسف على ما جرى لك سيدي المحترم بل المواطن الشريف..نتمنىحقا ان تصحوا ضمائرنا في العديد من الامور الدينية والدنيوية بالنسبة للامور الدينية فالله سبحانه وتعالى رؤوف بعباده..اما ادا وقعت في يد العباد فعليك السلامة ..فساعود الى مسالة الضمير عندما يقع مواطن في مشكلة صحية ولا يجد من يدخله من باب المستشفى ادا لم يدفع فواتيره مسبقا وهو بين الحياة والموت..اين الضمير عندما تعود الى بيتك دون انارة في الحي فتتعرض للاعتداء والسرقة ..اين الضمير عندما تتعثر امراة عجوز في الحفر التي اصبحت كالابيار في الاحياء..اين الضمير في الادارة عندما تريد سحب طلب او وثيقة خاصة بك..اين الضمير..اين الضمير..انه دائما في سبات عميق لا يصحوا الا على صوت افراد معينين..لدلك لا عليك سيدي فمسالتك هينة واحيي بدوري اللجنة المراقبة ..واتمنى من الله ان تصحوا ضمائرنا وكفانا نوما وتخادلا واستهتارا ……

  2. محمد شركي
    29/11/2006 at 21:47

    تحية للأخت الفاضلة شهرزاد
    فمثل صوتك اذا ما ضم لصوتي يكون له وزن في مجتمع لا بعدم الضمير جملة وتفصيلا ؛ فعسى أن يستفيق ضمير الأمة في يوم من الأيام

  3. مسئول
    30/11/2006 at 18:07

    لقد كتبت لموقعكم تعليق علي مقال صاحب الضمير قبل ان يضهر ولاتعليق ولم تنشروه وانا اطالب بنشره وهدا حقي كبقية المعلقين والا فهدا تحيز ودفاع على صاحب المقال انت ياخي صاحب الموقع يجب ان تبقي محايد لامع فلان ولا مع فلانة وانني انتضر نشر مقالي الدي بعثته بعنوان ( مسئول)

  4. pour monsieur le responsable
    01/12/2006 at 13:17

    tu parle comme tu veut dire qu elle que chose mais tu n a rien di
    can u tell me why u talk like u own oujdacity news paper.i tink u are cocot.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *