أسرة التربية في الجهة الشرقية تفتقر إلى لجنة حكماء تصلح ما يفسده المحرضون
من المؤسف حقا أن تفتقر أسرة التربية في الجهة الشرقية إلى لجنة حكماء تتدخل كلما دعت الضرورة إلى ذلك . وما أكثر ما يستدعي اليوم وجود مثل هذه اللجنة ، ويستدعي تدخلها وقد بلغ سيل النزاعات في وسط أسرة التعليم بهذه الجهة الزبى . فلا يمر يوم إلا وتطالعنا الأخبار بخلافات داخل أسرة التعليم تبدأ بسيطة ثم تصير بعد مرور وقت قصير كرة ثلج تدهس كل من يعترض طريق انزلاقها . وما يحول الخلاف البسيط كرة ثلج عظيمة إلا لجنان متخصصة في التحريش والتحريض وهي لجان لا نعدمها بين أسرتنا وتعرض خدمات تحريشها وتحريضها مجانا . فما يكاد خلاف بسيط ينشب بين اثنين داخل هذه الأسرة المفروض فيها المحبة والرحمة والتفاهم والتسامح حتى يسارع أصحاب شعار : » وما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد » لمؤازرة هذا الطرف أو ذلك ، وبعصبية فوق عصبية الجاهلية الأولى مما يولد جوا من التشنج يستفحل أمره ، ويستعصي حله ، ويصير الحليم فيه حيرانا .
لقد خلت ساحة أسرة التعليم من حكماء يقطعون الطريق على النافخين في الخلافات البسيطة لتصير معضلات مستعصية على كل حل ، و يركبونها لغرض الاسترزاق ، وتحقيق مكاسب الحظوة بين صفوف المنبهرين بهم أو المنخدعين ، و تحقيق مواقع أقدام متقدمة على طريق التزلف لدى المسؤولين . وقد تصير الخلافات البسيطة المنفوخ فيها عند من يفتقرون إلى الحكمة ، ويصولون ويجولون في التحريش والتحريض مطايا لطرق أبواب بعيدة المنال كانوا يتحينون فرص طرقها لأغراض يخفونها ويستخفون منها خوفا على مصالح شخصية تكشف وتفتضح . وكثيرا ما يحرش هذا الطرف أو يحرض ، وتعرض عليه عروض المؤازرة السخية الكاذبة الخاطئة حتى إذا ركبت قضيته واستغلت كأبشع ما يكون الاستغلال ترك مخذولا محسورا يتجرع مرارة الخذلان والحسرة ، ويلعن الخلان وقد صارت وعودهم الكاذبة مجرد نفخ شيطان . وقد يبادر بعض الفضلاء من الحكماء (( يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا)) إلى تدارك الخلافات قبل أن تصير معضلات ، فيعمد النافخون في الخلافات من المحرضين والمحرشين إلى محاولاتهم الحكيمة بالهدم بمعاول التشكيك في النوايا والطوايا لمنع كل محاولة حكيمة من رؤية النور وسط ظلام التحريش والتحريض. ولقد خلت الساحة للمحرشين والمحرضين ، وصاروا أحيانا يشجعون كل محاولة خلاف ، وقد يختلقونها اختلاقا عن طريق الترويج للإشاعات المغرضة والأراجيف الباطلة ،ويقسمون على ذلك بمحرجات الأيمان ، وما هي إلا أيمان غموس كاذبة من وحي ناصية خاطئة .
ولقد ضاقت السبل بالحكماء أمام سلطان المحرشين والمحرضين الذين يضلون عن سبيل الحكمة ويبغونها عوجا. فما أحوج أسرة التعليم في الجهة الشرقية بكل أطيافها وأطرافها اليوم إلى الإطراق إلى الأرض لحظة ، وصرف النظر من علياء الكبرياء إلى حضيض التواضع ، والتفكير في إنشاء لجنة حكماء تضم كل فاضل وخير بيده سم فيه خيط أبيض يصل به بين قطع الليل المظلم من الفتن التي تعصف بأشرف قطاع ، وأشرف أسرة. فهل ستجد هذه الصرخة آذانا صاغية وهي المستلهمة لقوله تعالى : (( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نوتيه أجرا عظيما )) ، وهو قول كريم من رب كريم ينزع الخير ممن لا يصلح بين الناس ، ومستلهمة قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : » الدين النصيحة ولا خير في قوم لا يتناصحون ولا خير في قوم لا يقبلون النصيحة » وهو قول كريم من رسول كريم ينزع الخير ممن لا ينصح ولا يقبل النصح ؟؟؟ اللهم قد بلغت ونصحت فاشهد .
Aucun commentaire