Home»Régional»السياسة الأمريكية والجماهير العربية المقاومة …..

السياسة الأمريكية والجماهير العربية المقاومة …..

0
Shares
PinterestGoogle+

السياسة الأمريكية والجماهير العربية المقاومة : بقلم صباح الشرقـــــــــــي

يزاد السر عمقا في قدرات السياسة الأمريكية اتجاه العالم العربي، والتي اتسعت بسرعة لتصبح قوة ونموذج لا نظير له في التاريخ من حيث عنصريتها وتوجهها اللاأخلاقي الذي تشمله الشمولية الشديدة، إذ تغزو الرأي العام وقد تجبره غالبا على فضح مآربها التي كانت تعرف في السابق بالملائمة، إذ أصبحت مولعة بالقتال وقت الحروب، عنيدة ومتصلبة في المفاوضات والقرارات، حيث أصبحت سياستها الأكثر عدوانية ودموية أحادية التوجه تمثل تهديدا خطيرا اتجاه العالمين العربي والإسلامي، الذي وصفتهما بالحيوانات الشرسة الذي تعرضهم وأمنهم للزوال. الخلل في رأيها هو الجهل المروع للرأي العام العربي والإسلامي الذي قد يكون سببا مباشرا للسيطرة المثالية بأسلوبه الخاطئ في وجه حكوماته التي سهلت عليهم عملية الغزو وانتشاره وتعميقه في مختلف الساحات وإعلانهم الولاء لها واستعدادهم الكلي لتطبيع العلاقات مع ربيبتها إسرائيل والاعتراف بها.

إن السيطرة الشعبية العربية الأخيرة التي فرضت نفسها بقوة على ساحة الأحداث، سببه هذا الجيل حسب تحليلهم الضعيف الذي تربى على الفضائيات، فتعلم الانطباعات الغير مسئولة، بدلا من تكوين أفكار وأفعال سديدة، كذلك تقليده الأعمى للعالم الغربي رغم أن هناك عدة مفارقات الذي من خلاله يذهب بعيدا في تخيلاته وأوهامه إذ تتولد عنده صرا عات عنيفة ضد أمريكا الذي حسب تأويلها تقدم الوجه الديموقراطي المثالي لعالم يحكم بسياسات القوة والنفوذ وفرض الشروط مثل الفيتو الأمريكي الأخير الذي شرعته سياستها المجنونة الفاسدة المدمرة رغم كل مجازر ربيبتها إسرائيل انطلاقا من لبنان، العراق، أفغانستان، فلسطين وصولا بالتحديد إلى مجزرة بيت حانون الأخيرة.
العمل هو المقياس الوحيد للتقويم، فالانتفاضة الجماهيرية ومعانات الشعوب العربية والإسلامية من إذلال وتحقير أثبتت أخلاقيا وسياسيا ميلاد قدراتها الهائلة القادرة على الردع والدرع ومحاربة كل ما يهدد حريتها ووطنيتها وهويتها وعقيدتها بل أصبحت الدرع والسيف الحامي لمقوماتها، إذا أصبحنا في عصر لا يضحى بالدماء الطاهرة قربانا للشيطان. من هذا المنطلق يجب على الأمتين العربية والإسلامية الانتباه ومواجهة غدر العدو بالعقل والصواب، لأنهم محاطين بالأعداء ومآربهم الفتاكة، بكراهيتهم العرقية التي أضفت ضراوة لا نظير لها على مسرح الأحداث، لأن أصدقاء البارحة أشهروا ولائهم الكلي لأمريكا وربيبتها إسرائيل رغم تعصبها الصليبي الذي لا يعرف التسامح بل هو المنهج المحقق لجنونها. دعونا لا نخضع لطغيان الحقائق الفجة والمروعة إذ يجب:
 تحقيق وتنسيق أفضل الأعمال والمنافع المتكاملة من خلال شكل مكثف وإطار واسع وغير مكبل لبلورة الرأي أو الرؤى الواضحة لمواجه ما يتعرض له الوطن العربي الكبير من مخاطر لأن التحرك الصهيو أمريكي
تحرك نشء فعال وسريع لا تحتمل مواجهته الانتظار لحين بروز بدائل حقيقية بل فرض تكاثف ولو كان محدودا في سقفه وأساليبه.
 الوقوف فعليا أمام الانهيار العربي المتواصل في وجه الهمجية الأمريكية، بغض النظر عن الانتماء في تحديد مكامن الخطر بدقة أكثر من أي وقت مضى إذ ليس من اللائق القول بأن القوة الأمريكية والصهيونية هي الأكبر والأخطر في التاريخ، لأن دروس الماضي القريب جدا( لبنان، العراق، فلسطين، أفغانستان) أثبتت هزيمة العدو المذلة حيث أجبرتها على التنازلات التي فقدتها هيمنتها وأخضعتها على التراجع.
 العمل على وضع إستراتيجية لمناهضة الغزو الذي يروج له العدو بترسيخ وتجذ ير وتوسيع تيار المقاومة داخل عمق المجتمعات العربية وثقافتنا التي لا تغزى أمام تسوية صورة العرب وتاريخهم وتراثهم.
 إن الصراع العربي الأمريكي الصهيوني، صراع وجود لا حدود، بل أصبح العدو يفضل أن يخلو له العالم من كل سكانه المتوحشين مصاصي الدماء عدا عرقهم… لأن فلسفته المنغلقة العنصرية تخطط على إبراز العصيان الجماهيري، العصبيات، المشاحنات والنزاعات المذهبية والطائفية، لأن ثراتنا الديني متناقض مع العنصرية بل هو مع وحدته وسلمه وهويته القومية.
 يجب الأخذ بعين الاعتبار المشروع النهضوي القومي على أسس احترام الحريات العامة وإطلاق حرية الكلمة والرأي، كذلك أساليب المواجهة والنهوض الفكري والثقافي، والسلام هو سلام الشرف والحق والتمسك بالعقيدة والحقوق الوطنية.
علينا الإستفاذة من أخطاء آليات التخطيط السابقة مثل عدم وجود الارتباطات الكافية بين الاتفاقيات والتدابير التي تكفل سد الثغرات من خلال المشاركة الإيجابية على كل المستويات العربية والإسلامية القطرية أو المحلية، بالرغم أن القواعد الفعلية تنشأ من خلال التشاور الجاد والتجربة والخطأ، كذلك السعي للمساهمة في الجهود وتسيير العمليات بما في ذلك إلغاء الطبقات التي لا ضرورة لها من البيروقراطية ومعمار التصدي للأزمات مادامت كل عمليات تنفيذ التوصيات تتخذ على أسس عقلانية جادة فيما يتعلق بمجموعة واسعة من القضايا التي تؤثر في عالمنا العربي والإسلامي، كاستقرار الأمن واحترام مستويات الالتزام وتوافق المذاهب.

بهذا نكون قد وفرنا جميع التدابير الرامية إلى إنقاص المخاطر التي تتعرض لها أمتنا إذ سوف تظهر تقنية كبيرة متخصصة في إدارة الأزمات مما يكون قد منحنا نموذج جاهز للتنفيذ يمكن الجميع من فرص المشاركة بدور جاد في تخفيف المنازعات وحلها. من خلال هذا سوف نحاصر ونساير سياسة أمريكا وإسرائيل التي تشبه إلى حد كبير المشكاة التي تغير صورها وأشكالها وألوانها بسرعة وبوضوح و بطريقة عشوائية ونجعلها تتراجع وتحترم امتنا العربية والإسلامية المعاصرة.

17/11/2006

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. الياس مجدي
    20/11/2006 at 12:28

    انه تحليل رائع الأخت صباح ، لكن المشكل يبقى في الوعي الجماهيري ، فالجماهير العربية التي يمكنها انقاذ الموقف هي في اغلبها جماهير تفتقد الى الوعي السياسي ، ولا تدرك ان الساحة العربية اصبحت هي ثفال كل الصراعات الدولية ، واننا اصبحنا فئران لكل التجارب الغربية ، والخطر قريب منا بل هو اقرب من لمح البصر ، فبالأمس فقط اعلن قائد القوات الأمريكية في العراق ان حربا عالمية على وشك الأنفجار بين الغرب والعالم الأسلامي ، فهل قادتنا وزعماؤنا وأحزابنا يدركون خطورة هذه التصريحات ، ام ان الكل لا يبالي ، وسيظل في لا مبالاته حتى يدركه الطوفان ، ولات حين مندم ،
    فشكرا لك الأخت صبح على التحليل الرائع ، ونتمنى ان نقرأ لك المزيد

  2. أمينة / فرنسا
    20/11/2006 at 12:29

    سلام الله عليك اختي صباح الشرقي : وبعد والله أختي ان دولنا في خطر داهم ، وانني ادرك ان هذا الخطر بدأ بفلسطين وتبعتها العراق وافغانستان ولبنان وقريبا سوريا وايران ، فهل سيستفيق حكام دولنا من الخطر الأمريكي الصهيوني ، ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الى متى سنظل في نوم عميق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ربما ان نداءك اختي صباح يوقظ الضمير العربي وخصوصا الضمير الجماهيري لتنتفظ الجماهير العربية ضد الغطرسة الأمريكية الصهيونية اما قادتنا فكوني على يقين انهم سوف لن يفعلوا شيئا

  3. بهية عيد - فلسطين
    20/11/2006 at 12:38

    من الأرض المحتلة احييك سيدتي شرقي صباح ، وأحيي فيك رمز المرأة المغربية الواعية بالقضايا المصيرية لأمتنا ، فياريت سيدتي ان الجماهير العربية تتبنى موقفا شجاعا من قضيتنا ن لأننا في الضفة وفي غزة بنعاني ، وأقول لك واله بنعاني ن بس هو ذا قدرنا واحنا رضيين باللي يقدر علينا ربنا هو خلقنا كذا بجاهد ، ويموتوا ابناءنا يوميا برصاص العدو الصهيوني بس اللي بيحز في القلب هو الموقف العربي الرسمي اللي بيتفرج علينا ووجيوش الصهاينة بيقتلوا فينا وفي فلذات اكبادنا يوميا بس ما فيش أمل في الأنظمة العربية ، املنا في الشعوب العربية وفي المقاومة العربية وأملنا أكثر في المثقفين العرب هم اللي بيلعبوا الدور الفعال في تحريك الجماهير وتوعيتها بخطورة المرحلة الراهنة سواء احتلال فلسطين او احتلال العراق او افغانستان ولبنان لكن املنا في الله كبير هو سبحانه القائل  » ان تنصروا الله يبصركم ويثبت اقدامكم  » فنسأل الله ان يثبتنا على المقاومة وعلى الشهادة
    اختكم بهية عيد /من فلسطين

  4. عبد الأله / وجدة
    20/11/2006 at 12:42

    والله لقد اقشعر جلدي بكلامك الأخت بهية عيد من فلسطين ، فنسأل الله لكم الثبات ، فقلوبنا معكم ، ونحن معكم بالدعاء لله عز وجل ، فهذا ما نستطيعه وهذا ما نقدر عليه حاليا

  5. صباح الشرقي
    20/11/2006 at 20:35

    الفاضل الياس مجدي
    تحية خالصة، شكرا للمداخلة والإثراء،،، الجماهير العربية تحررت من قيود اللاوعي، وإذا كانت في السابق تشكو من هزال الجانب العملي وذلك راجع لعدة أسباب، أهمها الرقابة الصارمة التي كانت تنشر ضد تحركاتها الميدانية… ، ونحن لن نمل من دق أجراس التنبيه والدعوة الجادة من أجل تعزيزها إذ ستظل ذا قيمة كبيرة للضغط والمضي في الدرب الطويل الموحش الذي إختارته لنفسها، حتى تتمكن من التصدي لكل التحديات والمخاطر المفروضة على العالمين العربي والإسلامي ،،، مودتي ولكم التوفيق

  6. صباح الشرقي
    20/11/2006 at 20:35

    الفاضلة أمينة / فرنسا
    شكرا جزيلا لإثراء النص ، اجل سيدتي آفة العصر الحديث هي إنبطاح وهرولة من نصبناهم حكاما علينا وخولنا لهم أمانة الشعب على عاتقهم، لكن مادام وجود إيمان بالذات وتعزيز الإنتماء في تاريخ الأمتين وجدورها وحضارتها، والتعامل بوعي عميق مع المتغييرات…. وعي يؤكد على ما هو أصيل، وينقد دون ضعف مكامن الخلل والفساد ،،، حيث أكدث بقوة الأحداث المحدثة على ضرورة وضع إستراتيجية مواجه للغطرسة الأجنبية عموما والصهيو أمريكية خصوصا،،، الأمل كبير في الله والجماهير وبعض النخب الحاكمة التي تعد على رؤوس الأصابع…، مودتي ولك سيدتي التوفيق والتقدير

  7. صباح الشرقي
    20/11/2006 at 20:36

    الفاضل عبد الأله / وجدة
    تحية خالصة
    شكرا على المداخلة وإثراء النص،،، اجل سيدي أكثر من الدعاء من أجل ان يفكالله الكرب عن إخواننا والشعب الفلسطيني،، عن قول رسول الله  » ص  » .. إدفعـــــوا أمـــــواج البــــلاء بالدعـــــاء ،،، ولكم التوفيق

  8. صباح الشرقي
    20/11/2006 at 22:22

    الفاضلة العزيزة بهية عيد – فلسطين
    تحية خالصة
    أسعدني مروركم الكريم رغم الآلام التي تعتصر نفوسنا جراء الأحداث التي عصفت بوطننا المقدس فلسطين، هوني عليك سيدتي ،،، المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ،،،رحم الله كافة الشهداء الأبطال والمجد والحرية لأسرانا الصامدين والعزة والكرامة لشعبنا الأبي ،،، إنشاء الله سوف نظل على العهد أوفياء لدماء شهدائنا ولمحنة شعبنا وأن تبقى جدوة النضال مشتعلة على أرضنا المباركة حتى التحرير وبعم السلام ربوعها ،،، سيدتي خلال الأيام القليلة المقبلة سوف أنشر مقالة تحت عنوان:المرأة الفلسطينية رمز الصمود أرجو أن تقبليها وكافة نساء فلسطين مني كهدية متواضعة وكعربون مشاركتنا الرمزية لتضحياتكم ومحنكم من أجل أرض وهوية مستقلة،،، مودتي ولك سيدتي التوفيق والصبر والإحترام

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *