المرآة كسرها الحصان !

وقعت ضحية اعتداء أو سرقة،فهرعت مفزوعا إلى الجهة المسؤولة على حفظ الأمن ،لتقدم شكاية وأنت مرتبك تنتظر من ياخذ بيدك ويطمئنك ويشعرك انك في دولة الحق و القانون ، وانك مواطن محفوظة كرامته في جميع الحالات،وانك ستنال كل التسهيلات لاثبات شكايتك كما ستعطى لغريمك.لكن ما رد فعلك عندما تجد امامك شخصا مكلفا بالاستماع اليك يبذل كل جهده ليصرفك ويبعدك كي لايقوم بعمله؟ويبدا في عرقلة شكايتك ،مثلا بدعوى ان الاوراق الخاصة بطبع الشكاية قد نفذت، ويطلب منك شراءها وبعدها ياخذ معلوماتك ويطلب منك العودة غدا لتدخل في دوامة (سير واجي)، وقد يحدد لك موعدا قصد الاستماع للشهود ،وعند حضورهم يتركك تنتظر واياهم وهو يعمل بتثاقل وتماطل الى ان يحين الوقت المحدد لاغلاق الادارة فيطلب منك الانصراف وشهودك دون الاستماع اليهم ،وتحاول ان تفهمه ان الشهود تطوعوا وتركوا اشغالهم واعمالهم ،وان عدم الاستماع اليهم يضر بمصلحتك ويصعب عليك اثبات شكايتك، يثورفي وجهك ،ويلقي بهاتفه النقال على الأرض… !؟ ألا تحس بان القضية فيها (ان)؟خصوصا اذا كنت من الذين لايتقنون عملية ذهن السير يسير! قد يقال ان الموارد البشرية قليلة والامكانيات ضعيفة، ولكن ليست مبررا ليعامل المواطن معاملةتشعره بان لا كرامة له في وطنه، وان الوطن لاصحاب النفوذ والمال فقط. مثل هذه الامور يحكيها العديد من المواطنين الذين يقصدون مراكز الشرطة أو الدرك أو غيرها للتبليغ عن سرقة أو نشل المحفظة ومحتوياتها من الوثائق أو اعتداء… ومثل هذه التصرفات تجعل العديد يتخلى عن التبليغ ويفضل تحمل الخسارة عن التعرض لمهانة الانتظار أو المعاملة الحاطة بكرامة الإنسان،فيكتفي بالتبليغ عن ضياع وثائقه تجنبا للوقوع في مشاكل هو في غنى عنها والتي قد تنتج وراء تعرضه للسرقة او النشل. تقول الحكاية الشعبية أن احد الإقطاعيين طرد راعيا كان يشتغل عنده لمدة طويلة ،ولما شكاه إلى القاضي أنكر معرفته به ،واتهمه بالنصب والاحتيال،لكن حرص القاضي على إقامة العدل،رافق الاثنين لزيارة غنم الإقطاعي،وما أن رأت الكلاب الراعي حتى سارعت تتعلق به وكأنها تلومه على غيابه ،فتيقن القاضي من صدق الراعي وكذب الإقطاعي ،فحكم بإنصاف الأول ومعاقبة الثاني.فهل الضابطة القضائية والقضاة عندنا على هذا النموذج أم على نموذج الحكاية التالية والتي تقول:أن احد المشتكين زار القاضي في منزله وقدم له مرآة هدية وقد أعجب بها القاضي أيما إعجاب(زمان كانت المرآة شيئا عجيبا) وراح يتأمل وجهه فيها ويطمئن الزائر بالحكم لصالحه ،لكن يوم النطق بالحكم كان لصالح غريمه ،فصاح الأول في وجه القاضي:والمرآة؟أجابه القاضي:كسرها الحصان !
والى أن نبني وطنا تتحقق فيه دولة الحق والقانون، وتحفظ فيه كرامة الإنسان، ويعامل المواطن مواطنا كامل الوطنية دون تمييز،أترككم تتأملون المقالة ،لتعلقوا عليها كما شئتم،
وتصبحون على وطن كريم.
محمد الزعماري
ezzaamarimed@yahoo.fr
Aucun commentaire
امس وانا بجانب السوق الاسبوعي للسيارات شاهدت سيارة واقفة في وسط الطريق وبالقرب منها شرطي مرور معروف في وجدة باخد السيارات بلا شفقة و لارحمة وهو في حوار مع صاحب السيارة بل في مزاح معه فاستغربت لهدا السلوك وتدكرت كم مرة اغلقت سيارات المواطنين البسطاء وهي بجانب الرصيف .فدخلت حتى انا في المزاح و قلت للشرطي سجل له مخالفة-وانا اعرف ان صاحب السيارة شرطي- فاجاب صاحبنا بمنطق مقلوب حتى يخلصوا اصحاب الضو الكهرباء ونديرله بروصي .
عرفت سي محمد الزعماري لما كان مراسلا لجريدة انوال .. وكم كانت فرحتي كبيرة وانا اتابع موقعنا المحبوب وجدة ستي فاكتشفت سي الزعماري عائدا من فترة تامله وعادت لقلمه الحيوية والدقة المعهودتين فيه فبعد مقالة » امريكا العدوة الحبيبة » هاهو يرسم لنا واقع ادارتنا المغربية في » المرآة التي كسرها الحصان » اتمنى الاستمرارية لقلم الزعماري والشكر للموقع .