شماعة المحرقة لتبرير المجازر

لقد صار من المألوف في هذا العالم البئيس سماع حديث المحرقة ؛ وهي شماعة تلجأ إليها إسرائيل كلما أوشك هذا العالم أوبالأحرى بقية من ضميره المحتضرعلى إدانة جرائمها الرهيبة ؛ فمباشرة بعد مجزرة بيت حانون التي لحق العار بهذا العالم جراءها لأنه عجز عن مجرد إدانتها جاء تخويف إسرائيل العالم المشلول الإرادة من محرقة متوقعة من إيران إن هي امتلكت طاقة نووية. وروجت وسائل الإعلام العالمية الممولة من طرف اللوبي لهذه المخاوف في نشرات إخبارية بعناوين بارزة توهم بأن المحرقة المزعومة قاب قوسين أوأدنى من الوقوع. وواضح أن الغرض من التلويح بشماعة المحرقة هو تقليص الاحتقان الذي تحدثه جرائم إسرائيل غير المبررة لدى ساكنة العالم خصوصا الشعوب التي تساق سوق النعم تحت تخذير الإعلام ؛ ومحاصرة منسوب التعاطف العالمي الذي تحصله القضية الفلسطينية بعد التضحيات الجسام.
مرت مجزرة بيت حانون ككل المجازر بدون ولا مجرد إدانة بل بفيتو مشجع ومبارك للجلاد ومقنط للضحية ؛ وجاء فيتو شماعة المحرقة ليذكر العالم المريض بدين اليهود عليه ؛ فمحرقتهم هي أم المحارق ؛ والحقيقة أنها مجرد أسطورة من الأساطير المؤسسة لدولة لم يكن لها وجود أبدا ؛ فذلك ما حدث به الثقات من أهل العلم بالعنصر اليهودي ومن بينهم المفكر الفرنسي رجاء جارودي الذي نزل به إسلامه من قمة الفكر والفلسفة إلى الحضيض ؛ لأن الإسلام في عقيدة اليهود هو الفلسفة المعادية للسامية ؛ فمن أخذ به كان عدوا للسامية في قفص الاتهام مع النازية ويحمل بدوره مسئولية المحرقة. فالمحرقة خرافة من تخاريف اليهود استغلت في ظرف دقيق لكسب عطف عالم عاش حربا كونية سببها الصراع على مصادر النفوذ والرزق مع الدعاية بأنها حرب من أجل القيم . فكانت أول القيم استنبات كيان غريب في جسم الأمة العربية والذي صار مصدر تهديد كل استقرارفي العالم بعد ذلك .فلو أحصيت الأرواح التي أزهقت في المنطقة بسبب هذا الكيان المستنبت لفاقت آلاف المرات ما تدعيه المحرقة من ضحايا وهميين ذلك أن السلطات النازية ونزولا عند رغبة اليهود كانت تشحن رعاياهم عبر البر والبحر والجو إلى بلاد العرب لتحقيق حلمهم المزعوم . لقد كانت الخلية السرطانية اليهودية النائمة تحتضن في قلب ألمانيا النازية فلما آن الأوان نشطت في جسم سليم فكان الورم الخبيث الذي انتشر في كل الجسم العربي كما هو الحال اليوم.
ما أكثر محارق الدنيا ؛ فلو تمسك العرب والمسلمون بمحارقهم وهي محارق حقيقية لا وهمية كمحارق محاكم التفتيش والابادة في البلقان على سبيل الذكر لا الحصر واستغلت كما تستغل محرقة اليهود لكان للعالم وجه آخر.
انه لمن العبث الحديث عن محرقة تفتقر إلى دلائل وليس لها من الشهود إلا القط وذيله كما يقول المغاربة في حين تصور وسائل الإعلام و بالنقل الحي المباشر المحارق العربية الإسلامية دون أن يتحرك ضمير عالم بلا ضمير . ومن المهازل أن تظل محرقة وهمية شماعة إلى غاية هذا التاريخ باسمها ترتكب أبشع الجرام ضد الإنسانية ضد الدم العربي والمسلم. أشلاء صبية بيت حانون لم ترق إلى درجة الإدانة بينما الصاروخ الفلسطيني اليتيم الذي وفقه الله عز وجل بالرغم من سخرية الساخرين فأصاب عن طريق الصدفة جسما يهوديا قامت له الدنيا ولم تقعد إذ تابع الملايين عبر القنوات الفضائية و بدموع في الأجفان الضحية الإسرائيلية وهي تقبر والمشيعون يقبلونها بحسرة وأسى عميقين ؛ والغريب أن العالم قبل أيام لم تكن له هذه العيون السخية؛ فهو ينظر بعيون التماسيح للضحايا في فلسطين فلا تجود بدمع .
لم تفوت إسرائيل الفرصة فحشرت فنادت إن المحرقة وشيكة يا عالم ؛ وهي جادة في إيجاد روابط القرابة بين هتلر النازي ونجاد الايراني الذي لحقته هو الآخر لعنة شتم السامية . إنها تناور وتتحرك ؛ وقد سارع زعيمها إلى البيت الأسوء ليشكر اليمين المتطرف على ما قدم ويشكر اللوبي على ما أنعم ؛ ويحتفل بالعضو اليهودي المجري الناجي حسب زعمه من المحرقة ؛ فلعل الناجي من المحرقة يعرف كيف يجنب إسرائيل محرقة قادمة لهذا يعول على الصهيوني أكثر مما يعول على المتصهين .
يحدث هذا واليد ممدودة لإسرائيل تخطب ودها وتدعوها إلى سلام عادل ودائم معها؛ فمن قال لكم يا عرب أن إسرائيل تريد سلاما أصلا بله سلاما عادلا ودائما ؟ ألا ترون أنها تجني بغير السلام ما لا يمكن أن تجنيه بالسلام ؟ أين ستضع المسكينة ترسانتها ؟ من سيشبع رغبتها في القتل خصوصا وقد أوصاها الرب في التلمود بسفك الدماء من الفصيلة العربية وعلى وجه الدقة المسلمة منها؟ وماذا ستدمر والتدمير طقس من طقوسها التعبدية لمن يعرف جيدا العقيدة اليهودية ؟ من أين ستجبى لها الثمرات والتعويضات ؟ أيعقل أن تنسى أم المحارق وينتهي أمرها ؟ لابد من النظر في أمر الأيدي الممدودة للسلام مع إسرائيل ولا بد أن تقطع ؛ فهي أيد تريد قطع رزقها ؛ ولا بد أن تتحمل وزر المحرقة من جديد . كيف يمكن أن يذهب رماد المحرقة هباء كما كان أصلا وهما وسرابا ؟
واهم كل الوهم من يمد يده للسلام مع إسرائيل المسكينة التي لا يوجد في الدنيا ما يضمد جراح محرقتها ؛ ألم يكن هتلر النازي خال العرب ؛ ولا بد لأبناء أخته أن يدفعوا فاتورة محرقة خالهم أضعافا مضاعفة وبتسعيرة هذا الزمان رفعا للغبن ؟
ألا تستحيي يا من تريد سلاما دائما مع إسرائيل ؟ فعوض أن تهيىء لها ضحايا جدد أجود من ضحايا بيت حانون أنت تطلبها للسلام ؟ وهل تعدل دماء ضحايا بيت حانون وحتى دماء كل الضحايا منذ 1948 قطرة دم لضحية واحدة من ضحايا المحرقة ؟ هل تسوي الدم السامي النقي بالدم العربي الرخيص ؟ بليد ابن بليد أنت ولا تفهم و لا تريد الفهم ؛ أنت لا تعرف قراءة لغة الفيتو؛ أنت تجيد فقط لغة الخنوع والركوع والتنازلات والهرولات . اسمع يا طالب السلام اجلس حيث أنت جالس وانظر ولا تنطق ونفذ ما يملى عليك وخير لك أن تهتم بشأن بيتك خلف السور وداخل الكانتونات والغيتوهات ؛ تكفيك الكراسي الورقية ألست مسئولا قد الدنيا بلغة أهلك في مصر؟؟ ألم نلغي من أجل خاطرك انتخابات لتكون المحاور الأنسب لكن ليس من أجل السلام يا حبيبي كما تفهم وأنت بطيء الفهم ؛ بل من أجل أن تظل المحرقة شماعة إلى الأبد .






Aucun commentaire