Home»Régional»الهاجس الأمني

الهاجس الأمني

1
Shares
PinterestGoogle+

الأمن هو عدم الخوف, وهو نعمة لا يستشعرها, ولا يعلم قدرها, إلا الخائف.ولا يساويها, ويوازيها إلا نعمة الطعام والشراب, بعد الجوع, والعطش.إن مصيبة الخوف, لا تقل عن مصيبة الجوع, ولذلك امتن الله سبحانه وتعالى هذه النعمة, على قريش فقال:[لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع, وآمنهم من خوف.] فبدون الأمن ينعدم الاستقرار, وبدون استقرار لا تحصل التنمية. سواء منها الاقتصادية, أو السياسية, أو الاجتماعية .لأن الناس يعزفون عن المشاركة, في أي شكل من أشكال التنمية ,خوفا على أموالهم وأرواحهم وأعراضهم…
لم يعد الاستنجاد بالشرطة يجدي, ولا يخيف, وأصبح الأب غير آمن على أبنائه, بعد أن يسلمهم للمدرسة و المربي غير آمن على نفسه داخل مؤسسته, والشرطي غير آمن أثناء, وبعد تأدية واجبه.لم نعد نشعر بالأمن, والأمان, لا في الطرقات, ولا في السوق, ولا في منازلنا, بل ولا حتى في مساجدنا, نصلي وقلوبنا, وعقولنا مع أحذيتنا, حتى المرضى داخل المصحات, تعرضوا للسلب, والنهب تحت إرهاب السلاح الأبيض. نحسب ألف حساب لأسفارنا خوفا على متاعنا, وعلى جيوبنا, ونوصي بعضنا البعض (حذاري من أولاد الحرام , لا تثق بأي أحد …) جلساتنا لم تعد تخلو, من أخبار السرقات, والاعتداءات, وحديثنا لا يدور إلا على طعن تلميذ بباب مدرسة, ومهاجمة امرأة في الطريق, أو السوق, أو تعرضها للاعتداء داخل منزلها, بعد النهب, وسرقة سيارة من بين يدي صاحبها, والتحرش بامرأة أمام زوجها أو ابنها… وفي مثل هذه الحالات التي ينهار فيها الأمن. ينشط الخيال وتكثر الإشاعات, ويمتزج الصدق بالكذب, والحقيقة بالخيال.فيزداد الخوف, وعدم الاطمئنان.كنا في طفولتنا نلعب المسايفة بالقصب, أما اليوم فإن أطفال الابتدائي, والإعدادي يلعبون المسايفة بالسيوف الحقيقية, داخل أوخارج المؤسسات, وقد يطعن بعضهم بعضا, على حين غفلة, في الظلام أو الازدحام أثناء الدخول أو الخروج من المؤسسات.أصبحنا نتحسر على أمن أيام السبعينات, ونندم على تلك الشعارات التي كنا نرددها في مظاهراتنا. ( بركانا من البوليس زيدونا في المداريس) وأصبح لسان حالنا يقول: ليتنا رفعنا آن ذاك شعار(بركانا من المداريس زيدونا في البوليس).صحيح عندما يغيب الأمن, تختل كل الموازين, و يعوج المنطق, ويتيه العقل, فتضيع المسؤولية, وتسيطر الهمجية.
إن هاجس الأمن لدى المواطنين, وعدم ثفتهم في قدرة السلطة على حمايتهم, جعلتهم يفكرون في حماية أنفسهم, فاستخدموا حراسا باليل, والنهار.وهي ظاهرة لم نعهدها إلا مؤخرا.وربما سيطالبون برخص حمل السلاح مستقبلا. قد نتساءل عن أسباب هذا الانفلات الأمني الغريب عن مجتمعنا. فنجد الجواب عند البعض بأنه الفقر, والحاجة .ولكن الفقر لم يكن غائبا في يوم من الأيام ,ولا معتديا على الآخرين ,ولا الآخرون كانوا يزدرونه, ويحتقرونه , بل كان هناك تعايش, وتعاطف, وتكافل , ومحبة بينهما أيضا. لا زلت أذكرأن بيت القصديركان يعانق القصر المشيد, والكل يشعر بالأمن والأمان.
والبعض الآخر يرجع الظاهرة, إلى تناول المخدرات وانتشارها, وخصوصا منها القرقوبي, ويحمل جهات معينة أجنبية المسؤولية. ويرى أنها حرب غير معلنة على أبنائنا, ووطننا .ولكن ألا يعلم هؤلاء, أن النار تأكل الأخضر واليابس وكما جاء في الأثر (كما تدين تدان) وفي المثل الشعبي(الي أكواني يتكوى بناري).
وآخرون يرون أن الحرية الزائدة عن حدها, في مجتمع يعيش مرحة انتقالية, بين الديموقراطية, والديكتاتورية.هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن انعدام الأمن.دون أن ننسى أن الإعلام, والبرامج, والأغاني الإباحية, التي تثير الغرائز, وتهيجها عند غير الأسوياء والشواذ, وغياب العدالة الاجتماعية, والقهر الاجتماعي, والشعور بالدونية, دفعت مجرمي الأخلاق, إلى التمرد العشوائي على أخلاق, وأعراف ,ونظام , بل ومقدسات المجتمع.
لست من أنصار تفسير الظواهر الاجتماعية, بالعامل الواحد, والوحيد, فقد تكون هناك عوامل أخرى متعددة ومتشابكة, إلى جانب ما ذكرت من العوامل. تضافرت كلها لتنتج الانفلات الأمني, الذي نكابد الأمرين منه.ولكن ما يهمني, هو علاج الظاهرة, وليس وصفها.إن الذين أخافوا الناس على أبدانهم, وأبنائهم, وأموالهم و, أعراضهم, وروعوا أمنهم, حتى في منازلهم, ولم تنفع معهم الموعضة. بدون شك, ماتت ضمائرهم, وفسدت أرواحهم, وأخلاقهم, ولم تسلم عقيدتهم, فانساقوا وراء شيطانهم الباطني, وشهواتهم القذرة, ولم يعد الله يخيفهم, ولا المحاكم, والسجون تردعهم, لأن القانون الوضعي لا يرجى منه نفع, ولا فائدة ,إلا في ظل شريعة الله ,الذي هو أعلم بما يصلح عبده. يقول سبحانه وتعالى:[ ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب]. ويقول رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم:[ لإقامة حد, خير لأهل الأرض, من أن يمطروا أربعين.](أو كما قال صلى الله عليه وسلم ).
فكان لزاما علينا, إذا أردنا حماية أنفسنا, ومجتمعنا, من هذه الشرور, والموبقات, و معالجة هذا الداء العضال. أن نطبق شرع الله, الذي هو الدواء الناجع, لمثل هذه النوازل, والمتمثل, في قوله تعالى:[إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ,ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأر

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. salim
    14/11/2006 at 21:23

    ina ma narahou fi chawari3 oujda youjassido lana mada alfalatan alamni fi almadina walihada natlobo min wizarat adakhiliya taktifa jouhoudiha min ajl ra7at acha3b awalan wa almouwatin taniya

  2. مواطن
    15/11/2006 at 19:58

    لقد بدأ زمام المور ينفلت من يد السلطة ، وستندم إذا لم تتدخل بقوة للحد من ظاهرة الاعتداءات والسرقات
    أنظر ماذا يقع في فرنسا ، إنهم يراهنون على الانتخابات المقبلة وسيكون مشكل الأمن ضمن الحملة الانتخابية ، إنهم ندموا على تلك الديموقراطية التي هي في غير محلها .
    نريد تدخل السلطات للضرب بقوة على أيادي المعتدين والسلاكيط واللصوص . نريد الأمن في بيوتنا ، في شوارعنا . نريد الامن لنا ولأولادنا. نريد من رجال الأمن القيام بعملهم وهو توفير الأمن للمواطنين وإلا فلم هذا الإسم ؟ الأمن الوطني؟ ههيهيهي.

  3. مواطن
    15/11/2006 at 20:00

    على السلطة أن تتعامل بجدية مع ملف الأمن لأن المواطن أصبح منشغلا بهاجس انعدام الأمن لا في منزله ولا في الشارع ولا في المرافق العمومية ، وإلا فستنفلت الأمور من يدها وتندم حيث لا ينفع الندم .
    أنضروا ما يقع في فرنسا . إنهم ندموا على ترك أمور الأمن تتدهور حتى أنهم أصبحوا الآن يراهنون على مشكل الأمن وسيطرحونه فى الحملات الانتخابية المقبلة
    لا نريد هذا النوع من الديمقراطية التي يتخبأ المخزن وراءه
    نريد أن يقوم رجال الأمن بمهمتهم وهي أمن المواطنين – أمن الدولة ، وإلا فليبدلوا هذا الإسم.

  4. nos voulons une reponse
    15/11/2006 at 20:01

    notre governement pay beaucoup dargent pour ce secteur inactive(pour la securitez de citoyens)
    bien sur cette argent viens de nos poches commes citoyens honette qui ne dit pas nos pour un movais services de la parts de responsable du service de securite de la ville d oujda.je ne sais pas pour quoi il donne une explication au oujdi qui on vue une augmentation de insecuritez le touts la ville et la securite des elablisement scolaires.j aime bien que le poste de securite sois electer par les citoyen d oujda qui son les consernaiez par leur securiteset il on le droit de choisir le chef de securite a oujda puisqu il pay la factures.
    merci

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *