أكادير :

أنهى المشاركون ، في المؤتمر الأول لمنسقيه الشعوب الأصلية الفرونكوفونية ، أشغال مؤتمرهم الأول بسمر فني ساهر مساء الأحد 5 نونبر 2006 بمدينة أكادير أحيته فرق من الفنون الشعبية الأمازيغية . وقد انطلقت أشغال هذا المؤتمر يوم الخميس ثاني نونبر الجاري بالمدينة ذاتها ، وطيلة أيام المؤتمر انكب المؤتمرون الذين يمثلون شعوبا أصلية من المناطق التالية شمال إفريقيا ( المغرب ، الجزائر ، تونس ) إفريقيا الغربية ( بوركينا فاصو ، مالي ، نجير ، تشاد ) إفريقيا الوسطى ( بروندي ، كابون ، كونكو ، روندا ) الكبيك ، كيانا الفرنسية ، كاليدونيا الجديدة .. بالإضافة إلى منظمات دولية ومحلية ، انكب هؤلاء جميعا على دراسة وضعية الشعوب الأصلية بالعالم وخاصة الشعوب الأصلية الناطقة بالفرنسية ومشاكلهم المختلفة والمتعلقة بحقوق الإنسان والحقوق الثقافية واللغوية وقضايا الموارد الطبيعية والبيئة والنزاعات بين دول العالم الخ
خص ممثلو الشعوب الأصلية جزءا هاما من أشغال المؤتمر لوضع الأسس الضرورية لإنشاء منظمة جديدة تحمل اسم " المنسقية العالمية للشعوب الأصلية الفروكوفونية " CMCAF والتي ستعمل حسب البيان الختامي لهذا المؤتمر توصلت جريدة المساء بنسخة منه ، على تعزيز الحركات العالمية لمناصرة حقوق الإنسان والشعوب الأصلية والقيم الدولية من اجل الديمقراطية والحرية والتسامح والحوار بين الحضارات.. وأوصى المعنيون في نفس البيان باعتراف الدول الفروكوفونية بالحقوق اللغوية والثقافية للشعوب الأصلية و بإعطاء الاستقلال الذاتي للمناطق التي تقطنها هذه الشعوب والاعتراف بالاتفاقيات الدولية المخصصة لتلك الشعوب ، ودعا البيان إلى التضامن العالمي مع الشعوب الأصلية ونبذ العنف ضدهم وإلغاء كل تهميش وإقصاء لحقوقهم وأراضيهم .
بعد زوال يوم الأحد قام أعضاء الوفد الممثل للمؤتمر بزيارة استطلاعية لمنطقة اشتوكة ايت باها للاطلاع على المعلمة التاريخية المتمثلة في المخازن التاريخية لقبائل ايلالن والتي تسمى ب "أكادير اينومار" الحصن المشمس ، والذي يؤرخ لحوالي 400 سنة من تاريخ تلك القبائل التي كانت تقوم بتخزين كل ممتلكات سكانها من حبوب وذهب وفضة ومواد فلاحية كالزيوت واللوز وكدا الوثائق المتعقلة بالأملاك والزواج والرسوم المختلفة في حوالي 296 غرفة وقد سجل الزوار من مختلف الدولة أهمية هذا الإرث التاريخي العريق وعظمة الإنسان الأمازيغي المغربي الذي أبدعه ،وقد قاد الوفد خلال زيارته للمنطقة الباحث المغربي خالد العيوض ممثلا لجمعية ازور ، التي تأسست خصصا لإعادة الاعتبار لهذه المعلمة التاريخية بترميمها وإصلاح الطريق الجبلي المؤدية إليها وإدماج الساكنة المجاورة لها في إطار العمل التنموي المستدام.
انتهت باكادير أشغال هذا المؤتمر حول الشعوب الأصلية الفرونكوفونية وبقي في أدهاننا سؤال عالق : ما الذي ستستفيده الحركة الأمازيغية المغربية الناشئة من حركة فرونكوفنية ذابلة أمام غريمتها الصاعدة الانكلوسكسونية ؟
سؤال عريض ربما يحتاج بدوره إلى مؤتمر أو مناظرة..
أكادير : الحسن باكريم
ا