وجدة : بيوت على الأسوار التاريخية وأزبال تؤثث المسجد الأعظم و باب سيدي عبدالوهاب

مآثر مدينة تتعرض للاغتيال
" لست أدري لماذا وضع المجلس البلدي لمدينة وجدة نفسه خارج تاريخها؟ كيف يسمح لنفسه بإقامة بناية على سور المدينة العتيق الذي يُعد من معالمها؟ أليس من الأجدر والواجب أن يلغي مواقف السيارات التي أقيمت بداخلها وعليها بمحاذاة المسجد بشارع المغرب العربي؟" يقول بامتعاض أحد الأساتذة الجامعيين المختصين في تاريخ المدينة ومآثرها، ثم يضيف"أليس هناك من يحمي معالم المدينة الألفية؟ ألم تجد البلدية مكانا آخر غير مدخل المدينة القديمة لساحة القصبة وتقيم ما هي بصدد إقامته وتطمس أسوار المدينة القديمة التي أَرَّختْ لأزيد من ستة قرون ونصف القرن. هذا حرام. والله حرام". اختار المجلس البلدي طمس الأسوار الحمراء ذاكرة مدينة وجدة وكتابها التاريخي بجدران من الاسمنت مساهمة منه في اغتيال ما تبقى من السور، رغم انه عرف ترميما منذ سنوات بعد أن صرف على ذلك أكثر من مليون درهم أيام كان الأستاذ علال سيناصر مستشارا للملك، ثم تم ترميم باب سيدي عبدالوهاب خلال زيارة جلالة الملك محمد السادس خلال شهر يوليوز الماضي في الوقت الذي تمت صباغة الحفر بواجهة السور الموجود في شارع المغرب العربي قصد إخفائها. "كيف تتعجب من هذا؟ ألم تبع مجالسنا البلدية الرصيف المحيط بمدرسة "لالة أمينة" لتقام عليه البرايرك؟ ألم تسمح بتجميع الأزبال عند أبواب الأسوار؟ ألم تفوت مواقف السيارات بساحة القصبة وساحة المغرب العربي إلى الخواص؟" يصرخ للأحداث المغربية أحد المواطنين أبناء المدينة الطاعنين في السن والمستائين مما يقع، قبل أن يضيف" والله فرنسا كانت تحافظ على البنايات والأسوار نتاع وجدة." لقد بيعت ممتلكات البلدية وأراضيها ووزعت كما توزع سقيطة الشاة، كما أجهز على العديد من المناطق الخضراء، والآن يتم اغتيال معالم مدينة وجدة الألفية ومآثرها التي ليست هي في ملك البلدية، بل هي تراث المغرب القديم والحديث وجزء من ذاكرة تاريخه. تعتبر مدينة وجدة ، بوابة المغرب في اتجاه المغرب العربي الكبير والوطن العربي، عاصمة للجهة الشرقية. وقد احتفلت هذه المدينة المكافحة في نهاية القرن الماضي بذكراها الألفية لتأسيسها على يد القائد المغراوي زيري بن عطية سنة 384هـ الموافق ل 994 م. وكانت على مر التاريخ المغربي سدا منيعا و قلعة حصينة تكسرت عليها طموحات المستعمرين وتحرشاتهم من بني عبدالواد والأتراك وغيرهم، وكانت بذلك تحمي الشريط الحدودي للمغرب الرابط بين الجنوب والشمال . وقد لحقها التدمير لعدة مرات ثم تمت إعادة بنائها من طرف الملوك المتعاقبين على المغرب. وبقدر ما يتم اغتيال أسوار مدينة وجدة بسبب تدخلات أشخاص جشعين، تتعرض مآثرها الداخلية إلى الإهمال والضياع لا من طرف المسؤولين على الشأن المحلي ولا من طرف المواطنين ب"مساهماتهم" في تلويث المحيط دون احترام حتى الأماكن المقدسة. ولا أدل على ذلك ما تتعرض له "سقاقي ثلاثة" والواجهة الغربية للمسجد الأعظم أو "الجامع الكبير" كما يحلو للوجديين تسميته، حيث ترمى بالأزبال وتُكوَّم هناك بأركانه وتفعل بها الحرارة والمياه النتنة ما تفعل، حيث تجد جميع أنواع الحشرات ما تحتاج إليه قبل أن تنضاف إليها مجموعة من القطط والكلاب الضالة."الله يلعن هذا الوقت، والله يدينا في الضوء. مابقات لا حرمة لبيت الله ولا حياء ولا حشمة…" يصرخ أحد الشيوخ وهو يحاول تخطي سيل من "عصير" الأزبال المنسابة عبر الطريق.. تم بناء المسجد الأعظم أو ما يطلق عليه الوجديون ب"الجامع الكبير" في عهد أبي يوسف يعقوب المريني سنة 1296 م على مساحة 1300 متر مربع. وتم ترميم جهته الغربية سنة 1880م وإضافة مرافق أخرى على إثر الزيارة التي قام بها جلالة المغفور له لمدينة وجدة سنة 1934م. وتضم المدينة القديمة، بالإضافة إلى المسجد الأعظم، مساجد أخرى قديمة أهمها "جامع عُقْبة أو العَقَبة" ويقال إنه أول مسجد بالمدينة ثم "جامع حدادة"…بالإضافة إلى كل هذا تضم المدينة القديمة الواقعة تحت الأسوار أقدم مدرسة بالمغرب، وهي مدرسة "سيدي زيان" التي بنيت سنة 1907 والمحكمة الإدارية ومحكمة قضاء الأسرة التي تعتبر تحفة في المعمار المغربي والتي بنيت بمال المحسنين، في الوقت الذي فوتت ساحتيها للخواص كمواقف للسيارات دون التفكير في أسوء النتائج التي تحدثها أدخنة عوادم السيارات وارتجاجات محركاتها على تلك المآثر…"وفي الوقت الذي تصرف بلدان عديدة تحترم تاريخها وتنعش ذاكرتها أموالا طائلة وبسخاء في التنقيب على مآثرها التاريخية، يتحين مسؤولونا الفرص لردم معالمنا التاريخية المنتصبة التي شيدها الأجداد بالدم والعرق وقتل ذاكرتنا وتيتيم حاضرنا ومستقبلنا…". وكان أول من أحاط مدينة وجدة بالأسوار هم الموحدون ثم تم تدمريها في عهد المرينيين بعد صراعهم مع بني عبدالواد ثم أعيد بناء القلعة سنة 1336م وتم تجديدها في عهد المولي إسماعيل سنة 1679م. ويبلغ علو أسوار القصبة ما بين 6 و7 أمتار وقاعدتها مترا واحدا و30 سنتيمترا وبنيت بالطين المضغوط. وخلال أحداث آخر القرن التاسع عشر من هجومات القبائل المجاورة التي كانت مدينة وجدة مسرحا لها وبعد تنامي الأحياء خارج الأسوار وحماية لها، قرر عامل المولى عبد العزيز على وجدة ادريس بن عيش بناء سور وكان ذلك مابين أكتوبر 1895 وأبريل 1896 بسواعد سكانها. وتتوفر الأسوار المحيطة بالمدينة على أربعة أبواب مشهورة، باب سيدي عبدالوهاب والباب الغربي وباب الخميس الباب الجنوبي المؤدي إلى القصبة بالإضافة إلى أبواب صغي
رة بجانب الأبواب الكبيرة.
وجدة: عبد القادر كترة
الاحداث المغربية

3 Comments
هل سكان وجدة رحلوا الى المريخ أواه ولو تعليق على ما آلت اليه المدينة ختى من باب التعاطف
C’est bien dommage et merci beaucoups pour cet article.
Vive oujda
oui 3ndk sah hadchi atar 3la had lmaatir hna khasna nhafdo 3lihom machi sahmo f tkhribhom mrc