سبتة ومليلية تتحولان إلى هدف للجهاد الدولي
عيسى العلي من الدار البيضاء: يبدو أن مدينتي سبتة ومليلية، الخاضعتين للإدارة الإسبانية، تحولتا إلى هدف للجهاد الدولي، بعد أن أفادت مصادر في جهاز الاستعلامات في مدريد أن "جهاديا مجهولا" وضع، من مقر للإنترنت في الجزائر، بيانا بالعربية على موقع "الأنصار"، الذي يتردد عليه بكثرة ناشطون ومتعاطفون مع تنظيم القاعدة، دعا فيه إلى "إعلان الحرب ضد الدولة الإسبانية الكافرة وتحرير المدينتين". وحسب ما أكدته المصادر ذاتها لصحيفة "إلباييس" الإسبانية، فإن هذا البيان، الذي استنسخ 200 مرة في 48 ساعة، ذيل بتوقيع يحمل إسم نديم المغربي، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن "هذا الإسم وهمي وتختفي وراءه جماعة جهادية قريبة من القاعدة.
وفيما أبرزت المصادر أن الجهات الأمنية تتعاطى بجدية مع البيان، الذي عنون ب "تحرير سبتة ومليلية"، وصفه مختصون في مجال الإرهاب للصحيفة ب "الخطر الإضافي، ودعاية سهلة وخطرة ضد إسبانيا". وجاء في البيان، الداعي إلى "إقامة الجهاد ضد إسبانيا"، من "الواجب على إخواننا في القاعدة الالتحاق بالمجاهدين في العراق"، كما "يجب أيضا الجهاد ضد الدولة الكافرة إسبانيا لتحرير المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، وذلك بتشكيل جماعة جهادية قوية لن يكون هدفها فقط القيام بعملية أو اثنتين، بل إعلان حرب طويلة الأمد". وختم البيان بالقول "أتمنى أن يكون هذا الاقتراح مقبولا من الإخوة المجاهدين، وأولئك الذين يتمنون القيام بالجهاد في شمال إفريقيا"، في إشارة غير مباشرة إلى الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية.
وكان تقرير استخباراتي أميركي، رفعت عنه السرية أخيرا، حذر من أن الجماعة المذكورة، التي التحقت أخيرا بتنظيم القاعدة، الذي يتزعمه أسامة بن لادن، تسعى إلى توسيع نشاطها في عدد من بلدان شمال إفريقيا. وذكرالتقرير أن الجماعة تعمل حاليا على التنسيق بين الجماعات الإرهابية المسلحة بهدف تدعيم تنظيم القاعدة من خلال معسكرات تدريب في المنطقة. وكانت هذه الجماعة، عرفت في الآونة الأخيرة، التحاق عدد من الإرهابيين المغاربة بمعسكراتها بهدف إقامة شبكة تشترك فيها مجموعات مسلحة من المغرب وتونس وليبيا وموريتانيا، استعدادا لتنفيذ عمليات إرهابية. يشار إلى أن أيمن الظواهري، الذي يحتل المرتبة الثانية بعد أسامة بن لادن في قائمة المطلوبين الـ22 التي أعلنتها الحكومة الأميركية في عام 2001، قال، بعد التحاق الجماعة بتنظيم القاعدة، إن "إخواننا سيكونون شوكة في حلق الصليبيين من الأميركيين والفرنسيين، وحلفائهم، وسيكونون خنجرا في صدر الفرنسيين والمرتدين".
وتصريح أيمن الظواهري ذاك، اعتبر آنذاك مؤشرا على التحول الذي طرأ على الجماعة الجزائرية، إذ انتقلت من مجرد تنظيم محلي إلى خطر عالمي يدير خلايا نائمة تمتد إلى مناطق خارج شمال أفريقيا
ايلاف/سياسة .

Aucun commentaire