Home»Régional»السياسة الأمريكية في العراق ترتكز على النفخ في النعرات الطائفية

السياسة الأمريكية في العراق ترتكز على النفخ في النعرات الطائفية

0
Shares
PinterestGoogle+

إن أساس وجود المجتمع المسلم وتماسكه ومقاومته لكل محاولة استئصال من طرف من يعاديه هو وحدته التي تجعله بمثابة جسد واحد تتفاعل أعضاؤه تفاعلا جدليا بحيث إذا اشتكى العضو الواحد كان التداعي هو ردة الفعل لدى باقي الأعضاء . وهذا التماسك ليس مجرد خيار بل هو ضرورة تدخل الوحي من أجل تكريسها في قوله تعالى :(وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ). إن ذهاب الريح هو تفكك الوحدة ؛ والتفكك سببه النزاع ؛ والنزاع له أسباب.
ولقد اطلع المحتل الأمريكي على تاريخنا الإسلامي في البقعة العربية من خلال ما يعرف بالدراسات الاستشراقية ؛ ووضع إصبعه على مفتاح النزاع المفضي إلى ذهاب الريح وانفصام عروة الوحدة وهو النعرات الطائفية فنفخ فيها وأجج نيرانها ليتمكن من بسط نفوذه على العراق . لقد بدأ النفخ من خلال احتضان رؤوس طائفة شيعية وحملها على ظهر دباباته بعدما حان الأوان وجاءت الفرصة السانحة . لقد كانت الذريعة التي ذرت الرماد في عيون العالم هي غزو العراق قبل استخدامه ما سمي بأسلحة الدمار الشامل ضد العدو الصهيوني؛ ولكن سرعان ما تبخرت هذه الذريعة ؛ وانكشفت اللعبة عندما اعتمدت العناصر الشيعية التي تم تحريضها من قبل ليحصل الخلاف بينها وبين حزب البعث العراقي ؛ والذي كانت له ردة فعل قوية تجاه التحركات الشيعية الموالية لإيران التي كانت تخوض حربا ضد ه ؛ ولم يكن من خيار أمام حزب البعث المحسوب على السنة سوى التصدي لكل محاولة شيعية تروم الإطاحة به ؛ وهو سلوك طبيعي قد تلجأ له كل أنظمة العالم حينما تتعرض للتهديد من طرف ما يمكن أن يسمى طابورا خامسا مواليا للعدو وهو ما يصطلح عليه بالخيانة العظمى في كل المجتمعات الإنسانية.
ولعلم الاحتلال المسبق بالتباين بين العقيدة الشيعية والعقيدة السنية بحيث تقف العقيدة السنية عند حدود الإيمان بالنبوة والخلافة بعدها بينما تتعدى العقيدة الشيعية حدود الإيمان بالنبوة فقط إلى الإيمان بالولاية الموروثة والمرفوعة والمنتظرة والولاية الفقهية التي تسد مسد الولاية الغائبة إلى أن يحين أوان نزول الموروثة المرفوعة ؛ فان المحتل لعب ورقة موازين القوى بين أتباع العقيدتين فركز على الكثافة الشيعية التي جاءت بعض قياداتها على ظهر دباباته كما أسلفنا لمحاصرة السنة في مثلثها بعدما استغل نقمة الشيعة عليها لكون صدام حسين منها ؛ ولكونها تنكر معتقد الولاية والمراقد والمرجعيات والآيات والسماحات وهي من القدسية بمكان بالنسبة للشيعة .
ومن أجل إضرام نار الفتنة جند العدو مخابراته التي تساندها المخابرات الإسرائيلية فتكونت فرق الموت التي تعتمد أسلوب الثأر وتصفية الحساب وكيل الصاع صاعين ؛ فما إن يقع انفجار في حارة شيعية حتى تكون المذابح في الحارة السنية ؛ وهي جرائم جند لها السوقة والرعاع والمجرمين والسذج الذين تستغل عواطفهم الدينية وتوزع عليهم مفاتيح الجنة الوهمية. واستغل المحتل الظرف ليلقي في أذهان الشيعة وجود تنظيم القاعدة السني السلفي الرافض للعقيدة الشيعية رفضا باتا؛وأصبح هذا التنظيم هو الشماعة ؛ والذريعة لتبرير جرائم المخابرات الصهيونية والأمريكية ؛ ولتشويه المقاومة السنية للاحتلال الأمريكي
وتم التركيز على المراقد التي تحظى بتقديس الشيعة والتي نالتها التفجيرات المدبرة بشكل مخابراتي
ينم عن حرفية الإجرام ؛ علما بأنها اعتداءات لم تقع في عهد صدام مما يطرح السؤال التالي :/ أين كانت النعرة ؟ ولماذا ظهرت مع الاحتلال الأمريكي فقط ؟
ففي سياق النفخ في النعرات جاءت محاكمة صدام حسين ؛ وجاء الحكم عليه بالإعدام شنقا ؛ وهو ما لا يمكن أن تقبل به السنة بالرغم من انقسامها في موضوع ديكتاتورية صدام أو وطنيته ؛ كما انه عبارة عن إهانة شملت كل السنة في العراق وخارج العراق مما سيذكي نار العداء الطائفي الذي يستغله العدو لإضعاف السنة أولا ثم الانفراد بالشيعة بعد النزاع وذهاب الريح حسب التعبير القرآني.
وأخوف ما يخافه المحتل هو محاولات الجمع بين السنة والشيعة في موضوع رفض الاحتلال للعراق ؛ وهو ينهج أسلوب الترغيب مع شطر من الشيعة الموالين له وأسلوب الترهيب مع الشطر الآخر الرافضين له كما هو حال مقتدى الصدر مع احتياط واحتراز بلغ حد كف الأذى عن الصدر بتدخل من أعلى المرجعيات التي يخشى أقدامها على فتوى الجهاد كما كان شأنها من قبل مع المستعمر السابق؛ وهو أسلوب لم يعتمد مع السنة التي صارت تواجه الابادة الجماعية ؛ وهي فكرة استحسنها الحكام الورقيين للعراق خصوصا مع وجود شماعة الإرهاب والقاعدة التي قد تصلح ذريعة لكل جريمة تقع في مثلث المجتمع السني ؛ وقد ضبطت بالفعل عناصر الجيش والشرطة الشيعية من قبيل مغاوير الداخلية وفيلق بدر متورطة في مذابح مهولة في صفوف السنة.
في هذا الظرف يستخف الاحتلال بعقول العوام والسذج للابتهاج بصدور حكم الإعدام في حق صدام ؛ وكأن المشكلة ستحل بموته ؛ كما حلت بموت الزرقاوي الذي لم يعد له ذكر بالرغم من كون الرشاش المنسوب له لم تتوقف نيرانه ؛ وتدعو القيادة الصورية الورقية إلى ابتهاج شعبي عام حتى قبل صدور الحكم وعلى الطريقة النيرونية التي تقدم حبل المشنقة على الإدانة ؛ في حين تحاصر المناطق السنية ويشملها حظر التجول لإيهام الرأي العام بصواب قرار الحكم وقبوله وارتياح العراقيين له ؛ وهو أمر غير صحيح إذ استفحل أمر المقاومة وازداد العنف كما صرح بذلك الدليمي السني اليوم من قناة الجزيرة .
ومع كل أسف ومع بيان الحقيقة نقرأ على صفحات منبر الوطن مقالات سوقية تبتهج بشنق صدام و تريد طمس الحقيقة بدافع النعرة الشيعية والتي شعارها قول الجاهلي :( وما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وان ترشد غزية أرشد) التي تتخطى حدود العراق إلى ما جاورها متعدية الحدود الجغرافية لخلط الأوراق فيصير المالكي الشيعي العميل في خانة واحد مع نصر الله الشيعي المجاهد ونجاد الشيعي المناور لأن العبرة بالتشيع لا بالمواقف ؛ وصدق من قال حبك الشيء يصم ويعمي وآفة الرأي الهوى ؛ والمرء على دين خليله فلينظر كل منكم من يخالل.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. مهتم
    06/11/2006 at 23:50

    يا سيدي اراك تمجد المستبدين وتشرعن للاستبداد الدي جر الويلات على الشعب العراقي والامة العربية والاسلامية بصفة عامة. ما اعتقد ان الامريكان كانوا سيقومون بما قاموا به لو ان صدام ومن كان معه في الحكم كانوا يحكمون بالعدل. لو اوجدوا شعبا حرا طليقا تلقى تعليما و تربية لا تمجد القائد وتدير الدهرلما سواه. ليس كل من عارض دولة صهيون و ادعى رمي اليهود في البحر – مجرد ادعاء- هو القائد الهمام و الحاكم الرشيد. وفي نفس الوقت يقاوم بكل ما اوتي من قوة ثورة دولة اسلامية فتية بايعاز و دعم امريكي واضحين وبارزين للعيان.
    كيف نقف مع من نكل بالعراقيين شر تنكيل كل العراقيين من سنة وشيعة واكراد ؟ كيف نمدح من انفق من اموال الاخوة العراقيين بدون رقيب او حسيب في بناء القصور و التسلح والبدخ وعلى الموالين له من العرب و غير العرب؟ كيف و كيف ..؟ هدا غيض من فيض واللائحة طويلة ولنكتف بهدا واللبيب يفهم.

  2. محمد شركي كاتب المقال
    07/11/2006 at 12:33

    راجع فهمك للمقال ولا تفهمه حسب ما تريد فليس في المقال تمجيد لصدام بل تنبيه الى لعبة الأمريكان بالتواطؤ مع الشيعة الروافض ؛ ولن أدخل معك في اثبات ونفي فما قلته أنت عن صدام يلزم ما سواه من حكام العرب فافهم عني حفظك الله حاول أن تتناسى ديكتاتورية صدام أمام خطورة الاختلال ؛ فالاحتلال جاء من أجل اسرائيل ومن أجل البترول لا من أجل سواد العراقيين والا لماذا لم يأت من أجل باقي الديكتاتوريات العربية راجع حسابك واعرف كيفية التدخل في حوار موضوعي بعيد عن الاسقاطات والحسابات الضيقة ؛ ولتطمئن فأنا أشد الناس مقتا لما قام به صدام ولكنه عربي مني لا أطيق أن أراه بيد الكلاب الأمريكان وقديما قال عبد الله المسلم لرسول الله عن عبد الله المنافق ابن سلول : يا رسول الله ان كنت تريد قتل أبي فمرني أن أقتله فاني لا أطيق أن أرى قاتل أبي

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *