Home»Régional»تاريخ مصر وكفاحها الوطني من خلال دراما التلفزيون2

تاريخ مصر وكفاحها الوطني من خلال دراما التلفزيون2

0
Shares
PinterestGoogle+

تاريخ مصر وكفاحها من اجل التحرير من خلال دراما التلفزيون2

عزيز باكوش

ولأن المثقف , هو أكثر الناس إحساسا بالهزيمة .فقد عمد جيل من رواد كتابة السيناريو الموهوبين , سينيمائيين وغيرهم .جيل حمل مشعل الدعوة , دعوة الجمال وسمو الروح , وعبد الطريق نحو التفكير في قراءة جديدة لمسار التاريخ الوطني لمرحلة ما بعد النكسة , كواجهة حقيقية لترميم الاعطاب الحاصلة , وترصيص حقب المرحلة بعيون متفتحة .وبرؤى و تصورات مغايرة ومتقدمة –بحثا عن أسباب الهزيمة من ناحية , وتلافيا لتكرارها من جهة أخرى .

العمل من هذا المنظور , يشكل منطلقا أساسيا في سبيل تحقيق انبعاث نهضوي حقيقي , انبعاث سياسي وثقافي تستأنف من خلاله الذات العربية تصالحها المتزن مع الذات , مع المجتمع, والتاريخ , تواصل يلعب فيه الإعلام الحقيقي المتجاوز لاعطاب المراحل السابقة دورا حيويا في التثوير والتنوير .

وتواصل الأمة العربية بهذا المعنى , و من خلال هذا الانبعاث , تواصل مع الجذور, كمكون هام من تاريخ الإنسان العربي بمختلف قضاياه وانشغالاته من جهة , ومع الحضارة الإنسانية بأبعادها الكونية بتعدد دياناتها , واختلاف نظمها وأساليب عيشها من جهة ثانية .

فهل نجح التلفزيون المصري في تحقيق هدف اشتغل علية طيلة أربعة عقود….؟؟؟؟

.

تشير معظم الدراسات التي واكبت بداية الإرسال التلفزيوني المصري بداية العام 1960 , إن أول عمل قدمه هذا الأخير, كان تمثيلية اجتماعية بعنوان "جهاز المعلم شحاته" وباللهجة المصرية.وفي العام الموالي فقط أي بعد عام واحد ,فاق عدد ما قدمه التلفزيون من تمثيليات حوالي مائة تمثيلية مختلفة , أما الأعمال المسرحية فقد قدم التلفزيون حوالي 30 مسرحية , وفي العام الثاني, تضاعف العدد حتى أصبح التلفزيون ينتج تمثيلية جديدة كل يوم …وبمجرد ما قام التلفزيون على قدميه , وتوافرت له إمكانياته الذاتية . ظهرت أنماط عديدة من الانتاجات الدرامية ,ذات الطابع التاريخي والاجتماعي, والأدب الشعبي , مرة في قالب درامي, وتارة في قالب كوميدي وفكاهي , كما أن جل هذه الأعمال حرصت على عدم تشويه حقائق التاريخ عندما يضطره التأكيد على مكونات الخطاب الدرامي من صراع متولد وحوارات ساخنة .إن كثرة التفصيلات وحاجة كتاب السيناريو الى إدراجها لا ينبغي لها أن تحدث خللا في البناء الدرامي للحوادث التاريخية. ولعل حضور المتفرج في خيال الكاتب هو سر نجاح دراما تلك المرحلة.

بالفعل …اثبت هؤلاء الرواد , أن الشاشة الصغيرة أو الكبيرة . أداة ووسيلة, فن ومتعة و ثقافة وتواصل, كما أنها رسالة تقنية راقية, سواء من حيث بناء المشهد , وبراعة اختيار اللقطة . أو من حيث ضبط إيقاع المؤشرات الكلية الناظمة للمشهد التاريخي أدبيا وجماليا وفنيا.

لنقفز الآن فوق شرط المقارنة .ونتساءل بهدوء ،كيف نقرأ تاريخنا الوطني كمغاربة من خلال إبداع السينما والتلفزيون عندنا ؟ أو بالواضح .كيف رسمت الشاشة عندنا المشهد التاريخي الوطني إبان مرحلة الكفاح من اجل الاستقلال . وما مدى تأثير ذلك على الجمهور؟

أسئلة تستفزني بشكل مقلق وتمنع تحقيق فرجة حقيقية لتربكني لدرجة لا أقوى فيها ومعها على السير دون أن ارتطم..

عزيز باكوش2

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *