أطلقت ست منظمات مدنية مغربية بوم الثلاثاء 31 أكتوبر 2006 بالرباط عريضة من أجل مقاطعة أنشطة السفارة الأمريكية والهيئات التابعة لها في المغرب، معلنة مقاطعة كل الأنشطة الرسمية والخاصة التي تنظمها السفارة الأمريكية، في المغرب وكذا المنظمات والهيآت المرتبطة بها.

وأوضح يونس مجاهد، الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحافة الوطنية، أن الهدف من هذه المبادرة هو مواجهة السياسة الأمريكية العدوانية ومواجهة حليفتها إسرائيل وكل القوى المتحالفة معها، بسبب عدوانها المرتكب في العديد من البلدان العربية، مشيرا، في ندوة صحفية نظمت الثلاثاء 31 أكتوبر 2006 بالرباط، إلى الحرب الاستباقية التي تنهجها الإدارة الأمريكية عبر ادعائها نشر الديموقراطية وحقوق الإنسان في العالم، مسخرة لذلك كل إمكانياتها.

ودعا مجاهد إلى عدم التعامل مع المخططات الأمريكية بانتقائية، لأنها تشكل منظومة واحدة، وليس من اللائق التعامل مع بعضها ومقاطعة بعضها الآخر، مثل اعتقاد البعض أن لا مشكلة في التعامل مع مشاريع حقوق الإنسان والمشاريع الإعلامية التي تطلقها الإداراة الأمريكية.

وتساءل مجاهد عن التعتيم الإعلامي الممارس اتجاه المقاومة العراقية، معتبرا مساندتها واجبا، وقال  »إننا أصبحنا لا نساند المقاومة العراقية حتى لا نتهم بأننا إرهابيون ».

وأكد عبد الحميد عقار، رئيس اتحاد كتاب المغرب، في جوابه على سؤال  »التجديد »، أن برنامج مساندة المقاومة العراقية يتمثل في ثلاث اتجاهات أولها  »توسيع الالتفاف الشعبي حول العريضة، ثم إبراز الأسس الفكرية ذات طبيعة عنصرية التي تستند إليها أمريكا، ثم محاولة إحداث امتداد للرأي العام المغربي على صعيد العالم العربي.

ومن جانبه دعا خالد السفياني، منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، كل الفاعلين من أجل التحري في الدعوات الموجهة إلى كل الفاعلين من أجل مقاطعة كل ما يرتبط بالإدارة الأمريكية، كما طالب أيضا أبناء الأمة العربية باتخاذ مبادرات مماثلة في كل الدول العربية.

وأوضحت هذه الهيئات في العريضة، ويتعلق الأمر بكل من النقابة الوطنية للصحافة المغربية والائتلاف المغربي للثقافة والفن، واتحاد كتاب المغرب، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان ومجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، أنها ستقوم بـ »حملات مشتركة لفضح السياسة الاستعمارية للولايات المتحدة الأمريكية والمتواطئين معها، سواء على المستوى الوطني أو على المستوى الخارجي، عبر التواصل المستمر مع كل المنظمات الإقليمية والدولية وكل أحرار العالم ».

وأعلنت الهيئات مقاطعتها للبرامج والأنشطة التي تنظمها الإدارة الأمريكية في إطار مخططها الذي أطلقت عليه  »مبادرة الشراكة في الشرق الأوسط » أو غيره من المخططات، مشددة على ضرورة  »تنسيق مواقفها من السياسة الأمريكية في اتجاه إحداث جبهة عريضة فاعلة ونشيطة لمناهضة المشروع الأمريكي والصهيوني المعادي لحقوق الشعوب ».

وناشدت الجمعيات كل المنظمات السياسية والنقابية والحقوقية وهيئات المجتمع المدني في المغرب وكل الفعاليات المغربية من أجل التوقيع على العريضة والانخراط في مبادرتها.

وبينت العريضة أن هذه المبادرة تأتي انطلاقا من إصرار إدارة المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأمريكية على الاستمرار في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، كما هو الشأن في فلسطين والعراق ولبنان، كما تأتي في إطار الدعم المطلق لمقاومة الاحتلال وعملائه بمختلف أشكال المقاومة، مع تأكيد الرفض لمحاولات الخلط بين المقاومة والإرهاب.

خديجة عليموسى
التجديد