دولة قطر بين الانفتاح والانبطاح

كلمتان على نفس الوزن وبحاء في نهايتهما ولكن الأولى جميلة خفيفة على اللسان والثانية ممجوجة ثقيلة ؛ وما بين الانفتاح والانبطاح كما بين السماء والأرض من الفوارق !!!
لقد كانت دولة قطر من الدول السباقة للتطبيع مع الكيان الاسرائلي قبل أن تتحقق الأهداف والغايات التي من أجلها سطر التطبيع إذا جاز أن يكون في القاموس العربي تطبيع مع كيان غاصب دخيل. وظلت قطر تفخر بهذا التطبيع وتحشر أنفها في محاولات الصلح بين العرب وأعدائهم متملصة من العديد من المعاهدات التي تدين التطبيع حتى صارت نموذجا يحتذي في الانبطاح.
لقد عرضت وساطتها في أمورشتى بين العرب والعدو وآخرها الشأن الفلسطيني الداخلي الذي حشرت إسرائيل أنفها فيه واستعملته ورقة ضغط بمساندة الرباعية وعلى رأسها الولايات المتحدة التي تعز من تشاء وتذل من تشاء وفق مزاجها؛ حيث فرض التطبيع على قطر التوسط بين فتح وحماس إرضاء لأمريكا ولاسرئيل في الباطن ؛ ومساندة للفلسطينيين في الظاهر .
إن قطر تعد من طرف البيت الأبيض وإسرائيل من الأصدقاء المعتدلين الذين يحسن ترويجهم كنموذج يحتدى في الشرق الأوسط الجديد ؛ فما هي حقيقة هذا التشريف ؟
إن قطر الوطن العربي العزيز والشعب الأبي بلا مجاملة أصبح عبارة عن قاعدة عسكرية أمريكية منها تجيش الجيوش لمهاجمة العرب الأحرار المنافحين عن عزة وكرامة الأمة لأن القيادة نحت منحى مخالفا لمنحى الشعب ؛ وهو منحى الانبطاح
والانبطاح قد يأخذ أشكالا مختلفة منها مؤتمر الديمقراطية الذي استنكفت إسرائيل عن حضوره بالرغم من الدعوة الكريمة المتوسلة لأن حماس غير الديمقراطية ستحضره بالرغم من وصولها إلى الحكم عبر لعبة الديمقراطية بالنكهة الغربية.
والديمقراطيات أنواع وأبشعها ديمقراطية كوانتنامو وأبي غريب وقندهار وما تخفي السجون السرية في أوروبا أكبر؛ وديمقراطية إسرائيل بكل جرائمها ضد أهلنا في فلسطين ولبنان. بئس النموذج تريد قطر التسويق له في مؤتمر يعكس مدى الانبطاح الذي قد يصل درجة التسويق لما هو مقيت وبغيض بشهادة أصحابه قبل غيرهم.
إن الديمقراطية الحقة تقتضي قبل عقد المؤتمر الذي يستدعى له الأعداء إن يستشار الشعب القطري الكريم عوض تمريغ كرامته في وحل الانبطاح مع كيان لا يرضيه سوى ما بين الفرات والنيل وطنا والعرب أقنانا وعبيدا لينعم بمملكته التلمودية تجبى إليها ثمرات كل شيء ؛ ولا يفعل شيئا سوى إشعال الحروب والفتن والارتزاق من ورائها في كل شبر من العالم بسبب خسة موروثة تحملها الجينات الخبيثة من جيل لآخر.
إن الديمقراطية وهي حكم الأغلبية تقتضي استشارة الأمة من المحيط إلى الخليج خصوصا المرابطين في أرض الإسراء ؛ ورحم الله شيخا فلسطينيا أراد العدو أن يغريه ببيع بيته المجاور للمسجد الأقصى ودفع له في نهاية المطاف شيكا برصيد غير محدود يسيل له اللعاب فقال : ( إذا أردتم البيت فأتوني بورقة تحمل توقيع الأمة من المحيط إلى الخليج ) رحمت يا شيخ العزة والكرامة حيا وميتا !!
فهل سيعود حكام قطر إلى رشدهم وصوابهم فيخلصوا الوطن الصغير الطاهر من قمامة الأمريكان ونجاسة الصهاينة قبل فوات الأوان وحلول ساعة الندم ولات حين مندم ؟
Aucun commentaire
pq parler de Qatar et pas le Maroc . IL faut voir les probleme du Maroc . Qatar ne cache rien il faut voir de pres ce qui est –
semblent- invisible à ce moment on sera logique ….
ادا كان بيتك من زجاج فلا ترمي غيرك بالحجر. اغلب مؤتمرات الوساطة والتطبيع كانت هنا بالمغرب بالرباط و بالبيضاء وفاس و مراكش… اقرأ التاريخ يا سيدي وخد العبرة .
فهل ما قام به المغرب في ايجاد حلول للقضية الفلسطينية يندرج ضمن ما سميته بالانبطاح ام ما اسميته بالانفتاح؟؟؟
انها السياسة فن الممكن وترجيح الاحسن فالحسن فالاقل حسنا . ومراعاة موازين القوى الدي لا يفقه فيه الا من كانت له دربة ودراية بل وحنكة..
صدقت بيتي من زجاج وهو البيت الممتد من المحيط الى الخليج وحيثما سقط حجري يقع الكسر؛ فأنا لم أكتب المقال بالاعتباطية التي تظن فقطر استضافت مؤتمر الديمقراطية الممسوخة ولو فعل ذلك المغرب لقلت نفس الكلام و لكل حادثة حديث ؛ ومع الاسف الشدي عقلية الاسقاط لا تبارح العقل العربي اذ ذكر عيب هنا قيل فما بال هناك ؛ هنا أو هناك سيبقى العيب عيبا وأكبر عيب أن يظل الطابور الخامس فينا .