Home»Régional»أزمة الإخلاص في وطننا الجريح

أزمة الإخلاص في وطننا الجريح

0
Shares
PinterestGoogle+

مما يفسد الأعمال والمواقف خلوها من شيء يسمى الإخلاص ؛ فما حقيقة الإخلاص ؟؟
في اللسان العربي يقال خلص الشيء يخلص خلوصا وخلاصا إذا كان قد نشب ثم نجا وسلم ؛ وأخلص الإنسان لشيء ما بشيء ما بمعنى أمحضه.
ومعلوم أن عقيدة الإسلام لا تستقيم دون إخلاص ؛ فإخلاص الدين لله تعالى معناه تخصيصه به دون سواه
وأعظم سور القرآن تسمت بالإخلاص لتضمنها توحيدا خاصا بالله عزوجل .
وعندما يطالب المؤمن في دين الإسلام بالإخلاص فالمقصود هو تنحية الدين من كل منشب لأن هذا الأخير يحول الإخلاص إلى رياء أو رئاء وهو تظاهر يكون فيه الباطن عكس الظاهر.
ومعلوم أيضا في الدين أن الخلط بين الائتمار بأمر وعدم الانتهاء عن نهي يذهب بالإخلاص ؛ كما أن القصد والنية وراء القيام بعمل إذا تعدى الذات الإلهية ذهب بالإخلاص . وقد جاء في الأثر أن الله عز وجل يكذب دعاوى الذين يدعون الاخلاص يوم الحساب حتى أنه يسأل من مات شهيدا عن سبب موته فيدعي الشهادة في سبيل الله فيقول له الله تعالى : كذبت قتلت ليقال فلان شجاع ؛ فقد قيل فادخل النار مع الداخلين
إذا كان هذا شأن الإخلاص الذي لا يستقيم عمل ولا قول بدونه ؛ فما هو حال الأمة معه ؟؟؟؟
الأمة كل يغني على ليلاه ؛ الكل يدعي المشروعية والمصداقية ؛ وما المشروعية والمصداقية سوى ذلك الإخلاص الذي يجعل المنطقة المحرمة التي لا يعلمها إلا الله مطابقة للعلن الذي يعلمه كل الناس .
أما علانية الناس في وطننا فلسطين ؛ وككل الأوطان فلا يملك أحد أن يجرم أحدا فالكل يجعل الوطن فوق كل شيء حتى فوق النفس ؛ ولكن الله تعالى وحده يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
ولأمر ما قال أبو الطيب المتنبي :
إن كان يجمعنا حب لغرته فليت أنا بقدر الحب نقتسم
فلو كانت المناطق المحرمة ممكنة الاختراق؛ وكان بالا مكان قياس حب الوطن الجريح لتم تصنيف الأهل في فلسطين إلى محب صادق الحب وهو صاحب إخلاص وانتهازي وصولي كاذب الحب وصاحب رياء
قديما قيل : إذا اختلطت دموع في جفون تبين من بكى ممن تباكى
ولكننا اليوم نرى البكاء ؛ ونرى الدموع لا نستطيع تمييز الباكي من المتباكي ؛ الذي نستطيع أن نؤكده هو غياب الإخلاص في جهة من الجهات أو فيهما معا إذ لو وجد الإخلاص لما كانت هذه الأحداث المؤسفة ؛ فالإخلاص يوحد فوهات البنادق صوب نحر العدو الواحد ؛ والرياء حيثما كان يجعلها موجهة صوب نحور الإخوان.
يا أهلنا في أرض الإسراء اتقوا الله في الإخلاص فإنكم ستسألون عنه يوم القيامة وستكذبون على الأشهاد إذا لقيتم الله بدون إخلاص في قضيتكم وقضية المسلمين جميعا ألا وهي تخليص فلسطين من أدران اليهود الملاعين .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *