Home»Régional»إعلام الأنظمة وأعلام الشعوب

إعلام الأنظمة وأعلام الشعوب

0
Shares
PinterestGoogle+

لقد صدق من سمى الإعلام سلطة ولكنه أخطأ في رتبتها فهي ليست رابعة دائما ؛ فقد تكون في المرتبة الأولى خصوصا عندما تكون ناطقة باسم السلطة الأولى. ومعلوم أن مختلف السلط تعول على الدعاية ؛ وهي مطية الإعلام التي قد تبتز ثقة الناس فتحول المعدن الرخيص إلى ذهب وفضة .
والأسوة السيئة للإعلام المطية هي المؤسسة الإعلامية الأمريكية والأوروبية التي تتربع على عرش السلطة الأولى حتى لا يمكن للمرء أن يفرق بين البيت الأبيض وبين الإعلام الأمريكي ؛ وعندما ينقل هذا الإعلام المؤتمرات الصحفية لرجال ونساء البيت الأبيض يتحلق حول المؤتمر (بكسر التاء ) جماعة من رجال الإعلام باليافطات المعلقة على الصدورالحاملة لشارات ما يسمى كبريات وسائل الإعلام ؛ وعندما تنقل الأسئلة التي يطرحها هؤلاء الإعلاميون يخيل إليك أنه قد تم إعدادها إعدادا مضبوطا مسبقا ؛ وكأن السياسي المتحدث هو السائل والمجيب ؛ وقلما نشاهد مسرحية يبدو فيها السائل سائلا بالفعل .
وهكذا نجد أنفسنا أمام إعلام النظام الذي لا تختلف رتبته عن رتبة النظام فهما معا سلطة أولى بوجهين كالورقة المالية . ويبقى إعلام الشعوب هو تلك المشاعر المغيبة وتلك التعقيبات الحبيسة التي قد لا تخرج من الرؤوس والصدور وهي السلطة ذات المرتبة الرابعة ؛ ولكنها سلطة بلا مفعول.
لقد تم تصدير التقاليد الإعلامية على النمط الأمريكي إلى بلادنا العربية ؛ وازداد حال الإعلام سوء بسبب ديكتاتورية ورثنها عن الجاهلية الأولى شعارها ( وما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وان تشد غزية أرشد ) فالويل ثم الويل لإعلام يريد أن يتبوأ المرتبة الرابعة . لق علمت أمريكا العرب كيف يؤدبون من سولت له نفسه أن يكون سلطة رابعة من خلال نموذج مصور قناة الجزيرة سامي محمد الحاج الذي استرقت عدسته المشاهد المخزية للجيش الأمريكي في أفغانستان فكانت أقسى عليه من عدو يحاربه بسلاح النار ؛ ورب عدسة تصوير افتك من سلاح دمار شامل بلغة العصر المقلوبة موازينه.
ورب منبر إعلامي يكون سلطة رابعة على كل الناس ؛ ولكنه لا يتجاوز المرتبة الأولى مرتبة الدعاية للنظام عندما يتعلق الأمر بنظام البلاد التي يوجد فيها المنبر الإعلامي. وقد تتواطؤ المنابر الإعلامية على الكذب في قضية يعرف أصلها وفصلها عند عامة الناس ؛ ولكن عملة النفاق ؛ وشعار الغاية تبرر الوسيلة عبارة عن فتوى يفتي بها الإعلاميون عندما يحرفون الإعلام عن مواضعه ؛ ويمرغون مصداقيته في الوحل من أجل اتقاء شر النظام أو من أجل التزلف ؛ وربما عقدت الصفقات في الكواليس للعبث بمشاعر الناس . يقول النظام ما يشاء ومتى يشاء ولا يسأل عما يفعل لأنه يتأله ؛ ويكسر قلم أو تمحى صفحة الكترونية فيها نقد للنظام ؛ وأما عبارة ( لا يتحمل المنبر الإعلامي مسئولية ما ينشرفيه ) فمحض هراء .
لقد جربت منابر فتبت أنها لا تعدو دمى بين يدي الجهات المسئولة . وقد نسمع حديثا عن مقصات تنسب للرقابة ؛ وشعارات تتحدث عن الأخلاقيات ؛ ولكننا لا نسمع بمقصات للرقابة تنسب للشعوب وتمنع المسئولين من التفوه بالعبارات الجارحة في حق الشعوب .
لقد شتم زعيم عربي المقاومة ؛ ونقلت منابر الإعلام شتمه ؛ ولكنها لم تضمن للشعوب حق الرد ؛ فهل هي سلطة رابعة ؟ فهنيئا لإعلام الأنظمة بالمرتبة الأولى ؛ وسحقا لإعلام الشعوب بمرتبته الرابعة !!!

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *