وجدة 13 – 10 – 2006 الوالي محمد ابراهيمي : ما سر الرد العنيف على مداخلات صريحة و موضوعية ؟

ما يعرف عادة عن الوالي محمد ابراهيمي لباقته في الأجوبة المطروحة من طرف الصحافة ، او المواطنين في اي اجتماع يقوم بعقده ، حيث يجيب بنوع من الهدوء ودون انفعال او مهاجمة السائل ، الا ان ما حدث يوم 13 اكتوبر بدار الطالبة خلال اللقاء التواصلي مع فعالية مدينة وجدة والذي خصص لمنجزات " المبادرة الوطنية للتنمية البشرية " والذي طرحت فيه بعض المواضيع والمشاكل من طرف المتدخلين تضمنت بعض الأسئلة التي لم ترق السيد الوالي ، والتي كانت تتعلق بانتقاد المجلس الحضري ، الذي دافع عنه السيد الوالي بكل استماته ، وصار يمدح اعضاء المجلس بشكل لم يبق معه الا ان يقول : " ينبغي التصويت عليهم في الأنتخابات المقبلة ليعودوا الى مجلسهم من جديد " وقد لاحظ اعيان المدينة وساكنتها والأعلاميين ان السيد الوالي لا يفوت اية فرصة الا ويمتدح فيها رئيس المجموعة الحضرية ، هذا في الوقت الذي يعبر المواطنون في وجدة عن سخطهم على هذا المجلس الذي لم يقم بأي شيء للمدينة ما عدا عملية اعادة تعبيد بعض الطرق الرئيسية بالمدينة والتي يقوم بها كل مجلس بوجدة كلما اقتربت الأنتخابات ، وهذا ما اشار اليه أحد المتدخلين خلال هذا اللقاء التواصلي حيث اعتبرها " حملة انتخابية قبل الأوان " وهو الشيء الذي لم يرق السيد الوالي الذي صارينتقد صاحب التدخل و يمدح المجلس البلدي بشكل مبالغ فيه …بل اعتبر السيد الوالي خلال اجابته على هذا السؤال " ان المجموعة التي توجد في الحكم يمكنها تغيير القوانين حتى يسمح لها ذلك بالخلود في كراسيها وهذه هي الديموقراطية "- كما قال السيد الوالي -….وعن سؤال آخر حول الفيضانات الأخيرة التي عرفتها مدينة وجدة والخسائر الفادحة التي تسببت فيها سواء للمواطنين او للمؤسسسات والتي ما تزال العديد من الأسر و المؤسسات التعليمية تعاني من مخلفاتها الى يومنا هذا وعلى رأسها المركز التربوي الجهوي وكلية العلوم واعدادية القدس. و مرة أخرى أجاب السيد الوالي – محاولا اخفاء انفعاله – حيث برأ كل المؤسسات المسؤولة عن الكارثة سواء تعلق الأمر بالمجالس البلدية او المؤسسات المسؤولة عن قنوات صرف المياه واعتبر ان المسؤول عن ما اصاب ساكنة وجدة من خسائر هو الأمطار الرعدية التي تساقطت بهذه الغزارة …فهي " وحدها تتحمل مسؤولية ماحدث لساكنة وجدة "…كذا
وتعجب الحاضرون لهذا الدفاع " المستميت "عن المجالس في الوقت الذي تسبح فيه احياء المدينة في ظلام دامس عدا محيط الولاية وبعض الشوارع الرئيسية ، وربما ان السيد الوالي لا يعلم ان وداديات الأحياء هي التي اصبحت الآن تشتري المصابيح لأضاءة الأحياء …و السيد الوالي يعلم أكثر من غيره ان الواقع المزري الذي تعرفه طرق وأزقة الأحياء كان السبب فيها المجالس سواء السابقة او الحالية – كما قال هو نفسه ذلك في مناسبات سابقة -، واذا كان السيد الوالي يتجول بسيارته في الأحياء المهمشة فانه ولا شك رأى بأم عينيه واقع الطرق المحفرة والتي هي عبارة عن خنادق يستحيل احيانا المرور بها …وبدلا من اعادة تعبيد طرق وسط المدينة لعدة مرات فلقد كان حريا بالمجلس البلدي اولا وقبل كل شيءان يقوم بتعبيد طرق الأحياء المهمشة خصوصا وان المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وكما اراد لها جلالة الملك هو ان تركز على هذه الأحياء ….الخ …الخ …..
والغريب من كل هذا هو عندما طرحت مداخلة حول ظاهرة التخريب التي تطال كل المنجزات التي يتم انجازها في الشوارع العمومية سواء تعلق الأمر بالمزهريات والأنارة التي كانت قد زينت بها ارصفة شارع محمد الخامس فتعرضت للتخريب بشكل بشع و بدون حسيب ولا رقيب ، وكذلك تخريب الحواجز الحديدية التي تم تثبيتها على ارصفة الطرق سواء بساحة سيدي عبد الوهاب ، او بغيرها من طرق وسط المدينة لتنظيم مرور الراجلين فتعرضت للتكسير في ظرف وجيز ، وآخر ما في الأمر باب سيدي عبد الوهاب الذي تمت اعادة هيكلته وتزيينه ، ولم يمر عليه شهر حتى عاد لوضعه السابق حيث صار مكانا للقاذورات والأزبال بل وتحولت اركانه الى اماكن للتبول ، كما غرست ألأزهار على طول الشارع أمام مستشفى الفارابي الى شارع المقسم وصرف على ذلك ميزانية باهضة من اموال الشعب وهاهي ذي لم تمر عليها اكثر من شهرين ختى خربت عن آخرها – والسؤال المطروح ماذا كان رد فعل الجهات المسؤولة على هذا التخريب ؟- طبعا لاشيء… لهذا كان تساؤل أحد المتدخلين في محله حيث استحسنه كل الحاضرون ما عدا السيد الوالي ، وكان موضوع التساؤل هو : كيف يمكن حماية هذه المنجزات من التخريب لأنها ملك عام ؟ فلا ينبغي القيام بمثل هذه المنجزات وصرف الملايين عليها لتترك بعد ذلك عرضة للتخريب دون ان يحرك اي مسؤول ساكنا ؟
كما اضاف المتدخل في مداخلته قيام بعض المؤسسات بحفر الطرقات مباشرة بعد تعبيدها لتمرير قنوات سواء الواد الحار او اسلاك الكهرباء او الهاتف وبمجرد ما ان تنتهي من اشغالها تترك هذه الطرق عبارة عن خنادق وحتى وان قامت باصلاحها فانها تستصلحها بطريقة ردئية …وأظن ان السيد الوالي يتجول بسيارته ولاشك انه يلاحظ درجة الأستهتار في ترقيع الطرق اثناء الأنتهاء من هذه الأوراش والأشغال …؟
الا ان السيد الوالي وأثناء اجابته عن هذه الملاحظات ، بدى الأنفعال واضحا عليه ، حيث هاجم المتدخل معتبرا ان هذا التدخل هو نوع من الخطب ، والكلام الفارغ ، و النقد من أجل النقد فقط ، وأخذ السيد الوالي يردد لأكثر من عشر مرات اسم المتدخل ، بل وجه اليه اسئلة من نوع الأستنطاق حيث انه سأل المتدخل عن نوعية عمله – وكأنه يهدده – الا يعود لطرح اي انتقاد …ثم أخذ يتوجه بالكلام الى المتدخل قائلا " اذا كنت انت تنام في الليل فانني انا لا انام اكثر من اربع ساعات " وانني …..وانني ….وانني… وأنك …وأنك…..وعندما وصل به الحديث الى ظاهرة التخريب غضب وبدى منشنجا …مستهجنا هذه الظاهرة وفهم الكل من كلامه انه لا ينبغي اثارتها ، مرة أخرى ….حتى ان الحاضرين فهموا من تدخل السيد الوالي انه يعتبر ظاهرة التخريب من المواضيع المحرمة التي لا ينبغي طرحها للنقاش او لأيجاد حلول لها …بل اعتبر ان ايجاد حل لها يعتبر من باب المستحيلات…
الا يعني هذا الجواب انه ينبغي علينا ترك التجهيزات العمومية عرضة للتخريب وما علينا الا نصفق اذا ما تبينا ان انجازا ما تم تخريبه او يتعرض للتخريب ؟؟؟….
هذا ما يمكن فهمه من كلام السيد الوالي ……..على اي ما نتمناه هو ان يكون السيد الوالي لم يستوعب بشكل صحيح سؤال المتدخل الذي لم تكن مداخلته سوى الغيرة على منجزات وطنه وفي مدينته التي تتعرض للتخريب دون ان يحرك اي مسؤول في المدينة ساكنا ….وما زلنا نتذكر كيف ان السيد الوالي عندما اخبر – في مناسبة سابقة – ان بعض الأشجار التي تم غرسها بجانب الملعب الشرفي تم تكسيرها غضب لهذا التصرف ….في حين نجده اليوم يغضب لأثارة ظاهرة التخريب …
وهو ما اثار استغراب الحضور …لماذا غضب لتخريب الأشجار…في حين اليوم يبرر التخريب …
هذا ولقد اثارت الطريقة التي أجاب بها السيد الوالي على المتدخل العديد من التساؤلات من طرف الحاضرين الذين تبينوا ان هذا الأخيراثار مواضيع جد مهمة في تدبير المال العام …وعلق بعض الحاضرين قائلا : ربما هناك حساب بين المتدخل والسيد الوالي الذي اغتنم هذه الفرصة ليصفي حسابه وأمام الملأ مع مواطن له غيرة على المنشآت والمنجزات العمومية… خصوصا وان جواب السيد الوالي اثار استغراب كل الحاضرين …لأن تدخل المعني بالأمر لم يكن يتطلب الرد بهذه الكيفية " العنيفة" …
Aucun commentaire
باعتباري المعني بالأمر في مقال الأخ العبدوني ، فالفت انتباهه انه ليس بيني وبين السيد الوالي اي حسابات ، وبالفعل لقد طرح علي هذا السؤال بعد انتهاء هذا اللقاء وأوضحت انه ليس بيني وبين السيد الوالي الا الخير ، وانني اكن له كل احترام وتقدير ، وما تربطني بالسيد الوالي سوى علاقة صحفية تتسم بالأحترام المتبادل …. غير انني انا ايضا استغربت للطريقة التي نهجها في اجابته على مداخلتي والتي اعتبرها الكل مداخلة جد مهمة …. ولربما ما وقع هو سوء فهم لتساؤلاتي ليس الا …
كما أخبرك انني وضحت للسيد الوالي – على هامش اللقاء – قصدي مما قلته وتفهم ذلك … فلا داعي لتضخيم الأمر …
إن هذه الواقعة حدث يستحق كل النقاش الواسع وليس الدعوة إلى عدم تضخيم الموضوع. قلا يمكن إهانة شخص علانية ثم التفهم سرا. إن الموضوع واضح وهو أننا لم نصل بعد إلى مرحلة ينبغي على كل مسؤول إن يُحس أن حياته العمومية ليست له وحده بل من حق المحكومين انتقادها أو التعليق عليها.
اتفق معك اخي بدون تحفظ ، نعم ان اللقاء كان لقاء مفتوحا على مختلف فعاليات مدينة وجدة ، ومن المفترض ان اي لقاء فيه حوار ينبغي ان يتسم بالأحترام والتقدير المتبادل بين المسؤولين والمواطنين ، فاذا كان المواطن يواجه برد قمعي على مداخلته او انتقاداته من طرف أحد المسؤولين فانه يكفي ان يعلن المسؤول انه لا يقبل اي تدخل نقدي … وعلى كل من سيتدخل ان يمدح المسؤول والا ….
غير انه يفترض ان يكون صدر المسؤول رحبا واسعا لكل التدخلات والأنتقادات ، وان يكون رده يتسم بالتقدير للمتدخلين …. لا ان يهينهم امام الملأ ….لا سيما اذا كان المتدخل استاذا ….فتلك هي الطامة …
C’est vraiment honteux quand tu entends ou tu lis des histoires comme celle-là. C’est la démocratie et la liberté d’expression au Maroc. Tout le monde parle de nouveau Maroc : Maroc de la démocratie et la liberté. On est encore loin mes chers compatriotes. Par exemple: ici en France, tout le monde sait ça, le journaliste critique le président, le ministre face à face et malgré tout ça certains ne sont pas confiants de la démacratie et la liberté en France. Au Maroc, on a encore peur de « Chaouche », le Maire ou le préfet. Arrêtez de parler de la démocratie et liberté au Maroc. ça fait mal au coeur.