بغياب حي صناعي بمدينة بركان يجمع الحرفيين المتشتتين بجل أحياء المدينة حولت ورشات حرفية مختلفة حياة المواطنين إلى جحيم حيث الصداع والضجيج ومعاناة حقيقية تمتد على طول يوم شاق ومتعب لا تحترم من خلاله أوقات العمل التي حرمت المعذبين من الجيران من استراحة قانونية بمنتصف النهار وأخرى ليلية يمتد من خلالها العمل ببعض الورشات إلى ساعات متأخرة من الليل خاصة وأن معظم الورشات الحرفية تعرف في فصل الصيف رواجا يشجع الحرفيين على عدم احترام أوقات العمل من أجل إرضاء الزبائن واختراق كل النقط الحمراء حيث وضع راحة الناس وسكينتهم في سلة المهملات وعدم الإكتراث لمحنة جماعية الهدف من ورائها جني الأموال على حساب سكان يرجعون إلى منازلهم من أجل الراحة ولكنهم يصطدمون بصداع مهول يخترق آذانهم تحدثه آلات النجارة أو الألمنيوم أو مطرقات حرفيي المطالة أو محركات السيارات عند التجربة بعد إصلاحها .

مواطنون يدفعون الثمن غاليا رغم الشكايات التي تهاطلت على المصالح المختصة دون وضع حد لتجاوزات تخلف ورائها أنينا لمريض بمنزل قريب ضاعفت ورشة حرفية من آلامه أو كاهل أصبح الهدوء بالنسبة إليه بعامل الضجيج حلما من الأحلام أو عامل متعب أصبحت تلاحقه أصوات مزعجة حتى وهو بعيد عن المنزل أو عائد من أرض المهجر من أجل عطلة استدعت سنة كاملة لتهييئ ظروفها ولكنه استقبل على نغمات المطرقات أو ضجيج المحركات .

وقد فكر مواطنون بأرض المهجر في بيع منازلهم والعودة إلى الخارج من إزعاج قادم من إحدى الورشات الحرفية … » جيت أنا وأولادي باش نرتاحوا ونقضيوا عطلة جيدة ولكن هاد الورشة هبلتنا وما خلاتناش نصنتوا حتى لعظامنا . حنا كنتسائلوا كيفاش تعطات هاد الرخصة رغم أن فيها ضرر علينا . ولا ما كانش حي صناعي يجمعهم هداك أشي ما شي شغلنا . إدبروا لراسهم . واخا شكينا ما كاين والو . كنفكر باش نبيع الدار ونرجع للخارج لأن الحق ما تعطناش في بلادنا . علاش غادي نبقاو ..  » قال عامل بأرض المهجر وهو ينظر ناحية ورشة حرفية ببركان ثم استطرد قائلا :  » ما عارفينش واش عندو شي رخصة ولا والو وفين المسؤولين من هاد الفوضى … » ..

وكان مواطن بحي السعادة ببركان قد أفاد بأن الجيران قد تقدموا بعدة شكايات للمصالح المختصة ولكن دون جدوى رغم أن الورشة انتصبت بحي آهل بالسكان والإزعاج قد تحول إلى كابوس يطاردهم رغم صرخاتهم من أجل النجدة وإدلائهم لشواهد بعض المرضى . لامبالاة تتسبب في اصطدامات تكون في الغالب بين أصحاب الورشات الحرفية والساكنة المجاورة وتهافت وراء فتح محلات حرفية في أي مكان بغياب حي صناعي ببركان يضع حدا لورشات حرفية أخذت مكانها هنا وهناك وبعضها لايتوفر على رخصة وفي نفس الوقت إنقاد مواطنين قطعوا أشواطا مهمة من العذاب والمعاناة من بين مخالب إزعاج يتربص بسكينتهم ويضربهم بأضرار يومية . مواطنون رفعوا الراية البيضاء وفتحوا باب اللإستسلام الإجباري رغم السلبيات بعدما أحسوا باليأس من كثرة الشكايات ومواطنون بأرض المهجر يلوحون ببيع منازلهم للتخلص من إزعاج مستمر وسلطات تكتفي بالتفرج على فصول مسرحيات بدأت بانتشار ورشات حرفية بأحياء ببركان وانتهت بمحنة لم ينزل ضحاياها بعد من خشبة التهميش واللامبالاة …………..