الربع المنسي في الجهة الشرقية.

جاءت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بأهداف في غاية الأهمية و في ظرفية محلية و عالمية تتسم بالتحول؛ حيث عهد جديد و عولمة لكوكبنا الأزرق. فتحقق الكثير منها إذ صار البلد مشروعا ضخما من الرباط إلى وجدة و من طنجة حتى الكويرة. إلا أنه لا تزال هناك مناطق لم تستطع مواكبة هذا « المغرب المتحرك »؛ حيث لا تزال تفتقد إلى المقومات الأساسية لذلك. و في هذا الإطار أود أن أتناول منطقة ترابية شاسعة بضواحي مدينة العيون سيدي ملوك –جهة وجدة.
تمتد هذه المنطقة على الطريق الوطنية الرابطة بين مدينتي العيون سيدي ملوك و جرادة و تنتمي إلى جماعة عين الحجر. و من أهم مميزاتها أذكر: 

المميزات البشرية: لغة التواصل اليومي للساكنة هي الأمازيغية إذ يتخبط معظمها في الأمية أو ذات مستوى دراسي محدود. 

المميزات الاٍقتصادية: تعتمد الساكنة المحلية على الزراعة و تربية الماشية من جهة و على الجالية المقيمة خارج أرض الوطن من جهة أخرى. أما الزراعة فمعظمها بورية باستثناء بعض الزراعات السقوية المعتمدة على المياه الجوفية. 

المميزات البنيوية: لا تزال البنية التحتية للمنطقة تتسم بالهشاشة إن لم أقل شبه منعدمة؛ رغم الجهود التي بذلت و خاصة في ما يتعلق بالشبكة الطرقية و نقط جلب الماء الصالح للشرب و التمدرس. لكنها مجهودات محدودة و لا ترقى إلى مستوى فك العزلة على الساكنة و النهوض بها. و في مجال الصحة لا توجد أي منشآت على الإطلاق؛ حيث لا تزال الساكنة التي ليس في مقدورها تحمل أعباء التنقل إلى المستوصف الحضري الوحيد بالعيون سيدي ملوك تعتمد على الطب التقليدي أي التداوي بالأعشاب و الكي و ما إلى ذلك. أما التزويد بالشبكة الوطنية للكهرباء فلقد بدأ فعليا في بعض الدواوير في المنطقة لكنه يبقى بعيد المنال لمعظم الساكنة.
إضافة إلى كل ما ذكر؛ تتعرض المنطقة للنهب و السرقة من طرف لصوص محترفين يظهرون خلال فصلي الشتاء و الربيع من كل سنة. كل هذه العوامل مجتمعة و عوامل أخرى تؤدي إلى الهجرة نحو مدينة العيون مما يزيد من تعقيد مشاكل هذه الأخيرة.
إذن فالمدخل الرئيسي لتجاوز كل العوائق و إنصاف هذه المنطقة هو دعم البنية التحتية و خاصة: 

الطرق: لفك العزلة و تسهيل التنقل؛ 

الكهرباء: لتحسين النمط المعيشي للساكنة و الرفع من جودة التعليم و وصول الإعلام الهادف… 

الماء: لأثره الايجابي على الصحة.