رسالة الى محتضني تفاهة فكاهة رمضان

في الحاجة الى ذاكرة وطنية 2 /3
عزيز باكوش
كنت ,وما أزال , ميالا الى الاعتقاد بان هناك أنظمة شمولية وغير ديمقراطية في الحكم , تتنكر لتاريخها , وتحتقر أبطالها , وتحاول تحطيمهم وتبخيسهم , وتشوش على بطولاتهم , وهي بكل أسف ,تنتسب خطأ الى الشهامة والنبل والروح العربية الأصيلة .
عند ما ننادي بحاجتنا الى استعادة الذاكرة في صفائها وطهارتها, نكون كمن يحاول يائسا ,أن يفتح بوابة صدئة , "وضع عليه ألف قفل وسلسال."
ألسنا , كمغاربة وعرب , أحوج ما نكون اليوم لرجال مثل أولئك الفدائيين الأبطال, الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الاستقلال , ليس لإقامة حفلات التكريم البئيسة المرتبطة بالملصقات الاشهارية , والبكاء السينمائي على أطلالهم , وإنما لإظهارهم بصورة تليق بتضحياتهم من اجل الوطن . بالصورة والصوت. وفي عز رمضان , وأوقات ذروته .
الى جانب كل هذا، فالمغرب أيضا وجد هامشا للخائنين , و العملاء , البياعين ,و المندسين المتآمرين .أسماء كثيرة قال عنها الاستعمار بعظمة لسانه "لقد كان " السيد" متعاونا, نافعا , ووفيا للقضية الفرنسية , في كل الأنشطة التي زاولها ,الخيانة, والتبليغ برموز الكفاح الوطني"
لقد أسدى" للسلطات الشرعية" في البلد , على امتداد سنوات الحرب ,التي نخوضها نيابة عن العالم الحر, من اجل حرية الشعوب وتنميتها ,وإنقاذها من الجهل والتخلف , بصفته عنصرا استخباراتيا , وعنصر دعاية, خدمات ثمينة جدا , ويمكن استحضار أسماء كثيرة مثل الخائن"المهاوي " الكتاني" الكلاوي " بن عرفة….."
في هذا السياق ,تحضرني قصة غريبة بطلها , ذاك المتعاون مع الاستعمار , الخائن لبلده .
لقد تقدم "الجبان" خلال استعراض عسكري , أقيم بمناسبة مرور شهر على احتلال المنطقة . وكان مناسبة ايضا , لإبراز القدرات العسكرية والتفوق الميداني للجيش الفرنسي , كان الهدف منه بالدرجة الاولى , إرهاب المغاربة , وحثهم على الاستسلام , وإشعارهم بخطورة ينتظرهم من وسائل قتل ودمار , غاية في الفتك والإبادة ,ان هم واصلوا عنادهم ومقاومتهم.
لحظتها , كان "الخائن" قد ابلغ سلطات الحماية , وأعطى حاكم المنطقة معلومات دقيقة , ساعدته على كسب معركة اعتقال احد الفدائيين . كانت العملية على وشك ان تحقق ضربة موجعة للمحتل , كانت التحضير للعملية قد اشرف على نهايته . لكن المستعمر وبناء على الوشاية , اعد خطة محكمة ,بدأت بتطويق المنطقة وإخراج الاهالي بالقوة من ديارهم ,وامعانا في الانتصار اصدر الحاكم امرا باحراق و إبادة الباقي , من بينهم الشهيد الوطني المذكور .
لقد كان الفدائي المغربي قد اعد العدة لتفجيرعربة قطار يحمل" الجنرال الحديدي" . وحين طلب منه الحاكم العسكري الانتظار الى حين تهيئ مراسيم الاستقبال . ظل الخائن يقدم فروض الولاء والطاعة عبر انحناءات متتالية , بينما كانت جموع المواطنين تردد "الله اكبر العاقبة للخائنين"
ولان الحاكم المتغطرس يرى في الحدث انتصارا نادرا للاحتلال, فقد اراد له ان يكون عبرة لكل المغاربة . ,
طلب "الجبان" من الجنرال الفرنسي أن يصافحه أمام الحشد الكبير من المواطنين الذين جاءوا ليحضروا مراسيم الاستعراض.
فكان منن الجنرال إلا أن رمى له صرة مال قائلا له:
الجنرال لا يصافح الخونة, خد المال لأمثالك اما يدي فلا تصافح رجلا يخون وطنه..
عزيز باكوش.2
Aucun commentaire