Home»Régional»في الحاجة الى ذاكرة وطنية حقيقية

في الحاجة الى ذاكرة وطنية حقيقية

0
Shares
PinterestGoogle+

في الحاجة الى ذاكرة وطنية 1/3

عزيز باكوش

من الذي أطفأ النور إذن؟ من يخيفه نبض الذاكرة الحية للمجتمع ,من يوجعه التأمل في زخم ملاحمها البطولية المشرفة , التي أتقن الوطنيون الحقيقيون , ثوار المقاومة وجيش التحرير, وافلح الفدائيون المغاربة الأفذاذ , رسمها على ارض الواقع, وهندسة فصولها في ساحة المعركة بعزيمة وإيمان قل نظيرهما, بالمقابل , وبشكل مواز, فشلت الكاميرا, فشلا ذريعا , واخفق التلفزيون, وارتبك الممثلون , وأحجم الفنانون , عندنا بشكل لا يقبل الجدل في نقل وقائع المرحلة بالصورة والصوت , من و الى الشاشة ؟

بالاحتكام الى هذا الطرح ، نعتقد ان حادثة مقتل الدكتور (ايرو) احد ابرز أركان الاستعمار الفرنسي إبان عهد الحماية ,لا تحتاج الى إذن أو استشارة أمنية أو إعلامية من احد , من اجل تحويلها الى شريط وثائقي, أو الى فيلم سينمائي ، يوقف الأنفاس , ويرد الاعتبار الى المقاومة, وذلك لسببين اثنين:

الأول: إن منفذ هذه العملية البطولية لم يكن سوى المقاوم الفذ و الفدائي المغربي "إبراهيم فردوس" بمساعدة مدروسة من رفيقه في الكفاح"إدريس لحريزي" وهما الفدائيان المغربيان اللذان نشرت صورتهما في الصفحات الأولى للصحف الاستعمارية "لافيجي ماروكان". باعتبارهما من اخطر المطلوبين لدى المحتل .

الأمر الثاني : أن هذه العملية كغيرها, تشكل جزءا هاما من مسيرة كفاح مرير خاضته المقاومة المغربية ضد المحتل الفرنسي على امتداد سنوات اغتصابه لحرمة البلاد و خيراتها ، فضلا عن كون المرحلة إطارا زمنيا لسنوات التحضير الصعبة للاستقلال الوطني والتضحيات الجسام التي كانت في حجم التحدي .

أنها الفترة الحاسمة التي جمع فيها المغرب الحر ,أبناء الشارع, علال بن عبد الله الزرقطوني والقائمة تطول وتطول… وأركان النقابات , وقادة الأحزاب السياسية , و الملك المحبوب محمد الخامس ,وولي عهده الأمير مولاي الحسن آنذاك , للدفاع عن المغرب والمطالبة بحريته واستقلاله .

لنتأمل المشهد جيدا, للذكرى والتاريخ , في صبيحة يوم الجمعة 18 يونيو 1954, طوقت عناصر الشرطة الفرنسية منزل الشهيد محمد الزرقطوني، بعد أن راقبته لعدة أيام , لكن قبل أن تكبل عناصر البوليس يديه بالقيد،

سارع الى ابتلاع قرص كان في جيبه , و حين وصلت السيارة الى مركز الشرطة ليبدأ الاستنطاق الرهيب، صار الشهيد محمد الزرقطوني جثة هامدة لقد فضل الموت على أن يبوح بأسرار المقاومة .

في نفس السياق فان الملاحظ لا يحتاج الى كبير عناء كي يستجلي الأصداء العالمية التي خلفتها حرب الريف(1921/1926) وكذلك ردود الفعل التي سجلتها المحافل الدولية إبان هذه الفترة العصيبة, التي تعرضت حرية وكرامة المغاربة للانتهاك و الاهانة . لقد برهن أبناء الريف الأشاوس عبر مواقف بطولية عن تشبثهم بمقومات الهوية الثقافية و الحضارية المغربية .

الجنوب المغربي أيضا لم يشد عن القاعدة, فقد ظل أبناء الشيخ ماء العينين يقاومون الاستعمار بشقيه الفرنسي و الاسباني ببسالة وقتالية قل نظيرهما .

في الأطلس المتوسط ,برز عدة زعماء قادوا انتفاضات قبائل زيان و موحا و حمو الزياني , احمد الحنصالي , موحا و سعيد , الذي ظل يقاوم و يصارع الاستعمار الى أن سقط شهيدا و البندقية في يده.

دون أن ننسى مساهمة أبناء دكالة ومشاركتهم في مختلف الانتفاضات البطولية و التطورات الناتجة عنها.

ملحمة جبل صاغرو و بوكافر، مظاهرة المشور معركة لهري 13 نونبر 1914 التي ما إن شرعت فيها قوات الغزاة في مغادرة قرية لهري حتى انهالت من الخلف و الجانب فلول المقاومة الزيانية مخلفة في صفوفها خسارات جسيمة في الأرواح و العتاد

في زنزانة كانت مخصصة لشخص واحد كنا 13 معتقلا ، يقول الفقيد السي عبد الرحيم بوعبيد وهناك تعرفت على راعي غنم كان المغرب كله يروي حكايات بطولاته ضد الاحتلال الفرنسي اسمه" احمد الحنصالي".

" الحنصالي" الثائر الهادئ ,الذي حكى عنه المناضل عبد الرحيم بوعبيد رحمه الله , كان رجلا بسيطا يرعى الغنم في الجبال ,لكنه كان على عقيدة .

قال للفقيد عبد الرحيم وهما معا في الزنزانة" إن الاستعمار لا يمكن قتاله إلا بالسلاح, وانه يجب وقف تعامل بعض المغاربة الضعفاء "الجبناء" مع فرنسا". وخلال محاكمته كان ينظر بهدوء الى المكان , وكأنه أدى واجبا وطنيا ولم يعد يخشى شيئا.

حوكم البطل " احمد الحنصالي" بالإعدام , ونقلوه الى زنزانة فردية في انتظار التنفيذ , وفي اليوم الموعود, أخرجوه مكبلا الى ساحة المعتقل, وقال" يا اسي عبد الرحيم …" الى اللقاء عند الله"

لست ادري إن كان خالجكم شعور بالبكاء, ونحن نتوجع خلال رمضان وفي أوقات الذروة, حين يقف أشخاص تافهون , بليدون, يشرعون في تقليب شفاههم , وترويض أوراكهم في بلادة ما انزل الله بها من سلطان.

عزيز باكوش/1

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. malak
    04/12/2012 at 23:29

    merci pour tout les information

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *