أحداث وجدة كذبت مقولة أولاد عبد الواحد كلهم واحد
كذبت أحداث وجدة الأخيرة مقولة « أولاد عبد الواحد كلهم واحد » التي روج لها البعض خلال الحملة الانتخابية بغرض تزكية خيار مقاطعة الانتخابات والعزوف عن العمل السياسي عموما. وترمي هذه المقولة كذلك إلى زرع الشك حول الهيئات السياسية ومحاولة وضعها في سلة واحدة وتمييع العمل السياسي واعتبار كل المنتخبين خونة ومرتزقة وسماسرة، ما إن يفوزوا بمقعد حتى تبدأ المساومات والصفقات. كما تروج جهات مسؤولة لهذه المقولة كذلك في حق الأحزاب السياسية التي يشبهها البعض بالمقاولات التي تأسست من أجل الحصول على دعم الدولة واقتسامه بين كوادرها العليا ومن أجل بيع التزكيات لأصحاب الأموال وأباطرة المخدرات. لكن أحداث وجدة الأخيرة وأقصد الانتخابات الجماعية ل12 يونيو 2009 كذبت هذه المقولة وتأكد الجميع أن « أولاد عبد الواحد ماشي كلهم واحد »! نعم لقد رأينا المستشار الذي يكذب أمام العالم وكذبه لازال شاهدا عليه في اليوتوب إلى أن شاء الله. قد يصبح عجوزا أو قد يلقى الله ويأتي أولاده أو أحفاده ليفتحوا الإنترنت ويشاهدوا فيديو أباهم أو جدهم الذي يصرح أمام كامرات الصحافة بانتمائه لجهة وهو في الحقيقة متفق مع المخزن للتآمر ضدها. إنها « المناورة والحنكة والتجربة السياسية » كما يدعي أنصار حزب سياسي آخر… هذا نموذج لمستشار مصلحي متقلب خدع الناس فوصل إلى مقعد في البلدية وهو غير مستعد للتخلي عنه مهما كلفه ذلك. ولكن في مقابل هذا النموذج من المنتخبين الذين صوتنا عليهم، وجدنا رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فما بدلوا وما غيروا. وجدنا من رفض الرئاسة وهي تعرض عليه من وزراء ومسؤولين كبار يأتون من الرباط لأجله خصيصا لمجرد أنه أعطى « الكلمة » أي الوعد لجهة ما. إنها الرجولة الشامخة التي لا تعرف للكذب إلا اسما واحدا. قال « لا » لأعلى القيادات الحزبية لأنها أعطت الإذن بالتحالف في البداية ثم أرادت التراجع عنه بعد ذلك بفعل الضغوط… التحالف مع جهة ثم الكيد ضدها دون إخبارها بفسخ الاتفاق يسمى خيانة في السياسة وفي غير السياسة، بل في السياسة من باب أولى لأنها مرتبطة بتدبير الشأن العام ولأن المنتخب لا يمثل نفسه بل يمثل آلاف المواطنين الذين صوتوا عليه… نعم، « لا » للخيانة والغدر ولو أدى ذلك إلى الطرد من الحزب والحرمان من الرئاسة… من هنا يبدأ التخليق الذي تتبجح به الجهات المسؤولة. رأينا مستشارة في مقتبل العمر تقول « لا » للمساومة والتهديد وتصبر على الأذى بجميع أنواعه وتترك ورقة تقرير الجلسة على الطاولة وتقوم لتلتحق بمن تحالفت معهم وأعطتهم « الكلمة » وتتلقى الصفعة على وجهها أمام الملأ لأنها قالت « لا » لإفساد العملية الانتخابية. رأينا مستشارين يضربون على ظهورهم ورؤوسهم بالهراوات لمجرد أنهن انسحبوا بطريقة سلمية وحضارية وهم يرددون النشيد الوطني ، وفيهم المحامي والمهندس والأستاذ الجامعي والرئيس السابق للبلدية … وفي المقابل رأينا طينة من المسؤولين الحزبيين يصرحون للمواطنين بدون خجل: « حنا باغيانا السلطة » و »هادوك ما باغياهمش السلطة » ؟؟؟ وكأن السلطة هي التي صوتت عليهم؟ نعم ، كانوا متيقنين منذ البداية أن « السلطة » ستضعهم في المقدمة بعدما وضعهم الشعب في المؤخرة. انتخابات 12 يونيو2009 بوجدة كانت « نقمة في طيها نعمة » كما يقول المثل ، ونعمتها هي أنها فندت مقولة « أولاد عبد الواحد كلهم واحد » أي لا فائدة ترجى من العمل السياسي وبالتالي ينبغي العزوف والإعراض عنه. وهذا لعمري ما تريده بعض الجهات المسؤولة رغم تظاهرها بتشجيع الناس على التسجيل في اللوائح الانتخابية والتصويت بكثافة يوم الاقتراع. لقد أثبتت الأحداث أن السلطة تدخلت بشكل سافر لتزييف الحقيقة وتزوير إرادة الناخبين لأنها خائفة ممن لا يباعون ولا يشترون و خائفة من الرقابة التشريعية التي يضمنها الدستور… فواجب الناخب أن يرد التحية لهؤلاء المنتخبين الصادقين بأحسن منها وأن يزكيهم ثانيا وثالثا إلى أن يصلوا إلى التسيير فيشيعون ثقافة النزاهة والتخليق ويقطعون الطريق على السماسرة والمفسدين. نعم، الديمقراطية ليست هدية معلبة تقدم لك أيها المواطن… الديمقراطية نضال مستمر، بدأه شرفاء هذه الأمة الذين انتزعوا هذا القسط من الحرية التي ننعم بها نحن اليوم مقابل تضحيات جسيمة خلال فترة المطالبة بالاستقلال أو خلال سنوات الرصاص… نضال ينبغي أن ينخرط فيه الحقوقي والصحفي والسياسي والمواطن البسيط ، نضال ينبغي أن نورثه للأجيال القادمة لتحقيق الحداثة الحقيقة وليست حداثة الواجهة، حداثة تعني التعليم للجميع والصحة للجميع والسكن للجميع والشغل للجميع والكرامة للجميع والتنمية للجميع والأمن للجميع.
4 Comments
كلام صريح صحيح ، يصف بصدق ما حدث مؤخرا .
ما حدث كان مؤسفا حقا لكن كما قال الكاتب هي نقمة في طيها نعمة ، فالامور اصبحت اكثر يسرا للمواطن لتمييز الصالح من الطالح بعد هذه المهزلة الانتخابية ، لكن ما يجب ان يعلمه المشككون في جدوى المشاركة في الانتخابات بناء على ما حصل مؤخرا هو ان الطريق نحو اقرار الدمقراطية الحقة و محاربة الفساد لا يكون و لن يكون مفروشا بالورود ،فالامر يحتاج الى تضحيات و تشبت و ثبات ، فما افسد في عقود لا يمكن ان يصلح بالكامل في شهور او بضع سنين.
voila un pjdiste qui emprunte un discours de la gauche des années 70.une nette evolution!
مع الأ سف أثبتت التجربة أن ولاد عبد الواجد كلهم واحد.لو ما كانوا كذلك لتحالفوا جميعا من اجل المصلحة العليا للمدينة و كونوا مجلسا قويا.
إن من ادركوا انهم لن ينالوا من الكعكةشيئا ادعوا انهم اصحاب كلمة .
أشكر الاخ على المقال لكن لدي بعض الملاحظات أولها أن الانتخابات و الشعب لم تجعل حزبا في المقدمة و لا أخر في المؤخرة ما لم ينل أحدها الاغلبية و ثانيها أن المنتخب لا يمثل آلاف المواطنين الذين صوتوا عليه و إنما يمثل جميع المواطنين و ثالثها ما أهمية أناس صوتت فئة عريضة عليهم ليفتخروا بقولهم « نحن لسنا من أولاد عبد الواحد اللي كلهم واحد » و لكن « نحن اولاد عبد الواحد اللي متفرقين » و لن يفيدونا في شيء نحن نريد أن يكون للذين صوتنا عليهم حنكة و تجربة سياسيتين تمكنانه من الحصول على مناصب لتسيير شؤوننا العامة