Home»Régional»تلفزيون رمضان يحتقر المغاربة

تلفزيون رمضان يحتقر المغاربة

0
Shares
PinterestGoogle+

تلفزيون رمضان يحتقر المغاربة

عزيز باكوش


استنادا إلى استطلاعات الرأي, فإن أغلبية عظمى من مشاهدي برامج قناتينا الأولى والثانية غير راضون بثاثا عن شكل ونوعية ما يبث لهم خلال هذا الشهر الفضيل ، ولكنهم محبطون أيضا من الوضع الذي وصل إليه مستوى العبث في ما يتعلق بتدبير أمور الإعلام و الفن والجمال , بكل من دار لبريهي وعين الشق. لسببين رئيسيين:

1 رأيهم لا يعتد به.

2 يحمدون الله على نعمة "التيليكوماند. أو الرومنت كونترول"

إذن ما العمل؟

يحق لنا السؤال والغضب كمان:

من المسئول عن هذا التعفن الذي يعلو جسد الإعلام وفي أوقات الذروة , خلال شهر رمضان الكريم ؟

الم تظهر استقراءات الرأي وملاحظات عموم المشاهدين عن استهجان لما يقدم , قل نظيره؟

وهل كان لابد من الاستمرار في عرض التفاهات مدة ثلاثين يوما ,الى حين انصرام شهر رمضان , حتى يتسنى ممارسة النقد الذاتي , وتقييم التجربة, وبالتالي التأكد من أن الماء ماء , والهواء هواء , ؟

السخافة لا تحتاج الى دليل, والجميل يكشف عن نفسه ويثير, ويكفينا سنوات قضت من التعاطف مع الرداءة؟

في علاقة بموضوع "تفاهة الفكاهة الرمضانية " لا بد من الإشارة الى التوصيات الهامة التي أسفرت عنها ندوة" الأدب والسينما" التي سبق لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بعين الشق أن نظمتها , وذلك بالتعاون مع جمعية نقاد السينما بالمغرب , والتي تقترح فيها إحداث إجازة خاصة لكتاب السيناريو, وتطالب الحكومة بتجهيز الجامعات ومعاهد التكوين بمعدات سمعية بصرية ترقى لمستواها ,كما تسهل سبل تدعيم علاقات التكامل والتنسيق بين الباحثين, والأدباء والفنانين , ومختلف الفاعلين في المجال السمعي البصري, هذا في وقت هيمنت فيه ثقافة الابتذال , وبحت أصوات النقد , وأمام كل هذا وذاك , تزحف الرداءة, فارضة نفسها في تحد محموم ,على كل مشاهد سواء داخل الوطن وخارجه .

و أتصور إن الانفتاح على مكونات الثقافة المغربية , من كتاب السيناريو , الى مدراء الإخراج المتمرسين , وممثلين غير مأجورين ولا متملقين, ثم استرجاع ما ضاع من ثروات بشرية , سواء من من هاجر, أو هجر, بضم الهاء , لأسباب برغماتية في الغالب , إضافة الى شحنة من الإنصات الهادي والتأمل الناضج المنصت لجوانية الأشياء , أتصور تحويل النص الروائي المغربي الذي ذاع صيته وترجم الى لغات عدة ,الى شريط .مغربي عالمي بالمواصفات نفسها .

أتصور ندوات, ولقاءات حوارات موضوعية المقاربة, تنتفي منها الذاتية والقبلية, من شأن كل ذلك , أن يستهوي جيلا من المبدعين السينمائيين والتشكيليين والممثلين الطموحين . فيستجيبوا للمساهمة دونما تكلف أو شروط مسبقة , فالكاتب الجيد, يستحق غلافا جيدا , والممثل الكوميدي الجيد يستحق كذالك , لاشك أنهما معا يسهمان في إعداد و إخراج أعمال مهمة , بإمكانها أن تضيف رصيدا هاما من الجمال والوعي المفتقد . ويضفي مسحة من الاهتمام بالذاكرة الوطنية ، وخصوصا ذاكرة المغرب في عهد الحماية , الذي هو جزء التراث البشري الإنساني و العالمي .

من الذي أطفأ النور إذن؟؟

من…من؟

عزيز باكوش

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. أمين
    07/10/2006 at 17:16

    الواقع التليفزيني محزن للغاية وهزيل بل وبئيس ، وما قلته لا يختلف معك فيه أحد ، لكن المسؤول الأول والأخير هم الفنانون الذين طالما أقاموا الدنيا وأقعدوها حول الدعم الفني وحول الرقابة الفنية ؛ وهاهو الدعم متوفر(بشكل من الأشكال) وأبواب التليفزيون مفتوحة . وماذا نرى أعمالا بئيسة فقيرة شكلا ومضمونا ؛ أعمال تدل على الفقر الإبداعي ومحدودية الخلق لدى الفنان بصورة عامة . فقبل أن أتقدم الى تيفي يجب أن أعرف ماذا احمل من عمل فني وأدبي وجمالي وهل أنا فعلا بدلت جهدا إبداعيا يستحق أن يعرض أم القضية كلها تتوقف على المنحة فقط . كانت الى عهد قريب لازمة الرقابة تضيق الخناق على المبدعين ولكن بعد هذا المشهد البئيس الذي يحول المغاربة الى نكثة يضحك عليها الجميع أصبحت الرقابة ضرورة تفرضها أخلاقيات العمل الفني . وأصبح مطلب تجديد المشهد الفني بكل مكونات مطلبا ملحا وضروريا ، كما أصبح مطلب تأهيل المجال السمعي البصري يكتسي الأهمية القصوى حتى تكون لديه القدرة على مسايرة التطورات الميدانية والتحولات الإجتماعية ليستطيع خلق فضاءات فنية تليق بالمغاربة .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *