Home»Régional»ملاحظات خاطفة حول الانتخابات الجماعية بوجدة

ملاحظات خاطفة حول الانتخابات الجماعية بوجدة

0
Shares
PinterestGoogle+

ملاحظات خاطفة
حول الانتخابات الجماعية 2009 بوجدة .

*محفوظ كيطوني
هذه بعض الملاحظات التي استقيناها من الانتخابات الجماعية بوجدة
ويمكن أن نلخصها في النقط التالية :

1)- ترسخت فكرة أن الحزب كحزب لم يعد له تأثير بقدر ما للشخص المترشح باسمه من نفوذ ..إن إستثينا حزب العدالة والتنمية .وفي هذه النقطة أقول حتى حزب الأصالة والمعاصرة لولا الشخص حدوش لخضر لما حصل ولو على مقعد واحد ..وهنا رغم أن سوبرمان حدوش ومجموعته الوازنة (بعضهم تقدم كمترشح للانتخابات البرلمانية السابقة) عمل كل ما بوسعه وركب الجرار …إلا أنه حصل على 16 مقعد.

2)- يتبين أن الأحزاب الصغيرة ولدت صغيرة وستبقى صغيرة لكونها (جلها) أحزاب موسمية تظهر فقط في الانتخابات وتختفي بمجرد مرور الانتخابات إلا من رحم ربك أي مجرد فنادق سياسية مصنفة تارة وغير مصنفة تارة أخرى ،بالإضافة أنه ليس لها ما يميزها عن غيرها ( كمشروع مجتمعي ،أو معايير تحديد مرشحيها الخ.. ،باستثناء حزب الأصالة والمعاصرة الذي ولد وفي فمه ملعقة من ياقوت ومرجان لا لشيء سوى أن مؤسسه صديق للملك،واستغل هذه الصداقة لدرجة أنه في بعض القرى المغربية أصبحوا ينادونه الحزب بحزب الملك ..إلا أن التساؤل الذي يجب أن يطرح : إلى متى سيبقى هذا الاستغلال لصداقة الملك ؟ والمهم ما هو الشيء الجديد والمميز الذي اضافه هذا الحزب للساحة السياسية ؟ بالإضافة إلى أنه حشد لهذه الانتخابات واعتمد على الأشخاص الوازنة والأعيان كيفما كان تيارها أو سجلها ..المهم عنده هو الحصول على المرتبة الأولى وهنا أقول أن هذا الحزب ليس جديدا بل حزب قديم .

3) حصول حزب العدالة والتنمية للمرتبة الأولى هنا بوجدة لن يأتي هذا الفوز الكاسح عبثا ،بل تهيأ له أطر الحزب وعلى رأسهم البرلماني عبد العزيز أفتاتي الذي ظل رهن إشارة المواطنين وخصص يومين في الأسبوع لاستقبالهم في مقر الحزب ( الثلاثاء والأربعاء) بالإضافة إلى أنشطته المستمرة سواء المتعلق منها بالجانب الدعوي التي تؤطره حركة التوحيد والإصلاح بمقرها بزنقة المازوزي (دروس للنساء و دروس للرجال بصفة مستمرة ) وثانيا المهرجانات واللقاءات ،سواء الخطابية التي أطرها الأستاذ بنكيران في سينما باريز أو أطرها البرلماني أفتاتي .ولا ننسى المواقف التي ميزت مسئولي الحزب ( مهرجان الرأي ،البديل الحضاري ،مسألة المعاقيين المطرودين ..).والتي أقولها بكل صراحة أنها مواقف جعلت الحزب بمعنى الصحيح للحزب ،أي يكون لها موقف في كل شيء ،تتفاعل مع الأحداث وليس تساير الأحداث كما تفعل أغلب الأحزاب التي لا تسمن ولا تغني من جوع ..وكما نعلم أن الحزب هو المواقف فمثلا حزب الاتحاد الاشتراكي مواقفه هي التي أدت إلى أن أسميه بحزب الفكر النضالي ،ومواقف حزب العدالة والتنمية الآن هي التي جعل منه حزب المجد الشعبي ..شريطة أن المواقف يجب أن تبقى راسخة ودائمة ..

4) – في نظري أن العتبة شيء ايجابي اكتسبته الأحزاب السياسية الفاعلة ،وأتمنى أن ترفع إلى 8 بالمائة ،فالحزب الذي يحصل على 400 صوت حزب ؟؟بمعنى آخر هل الشخص المترشح الذي حصل على 400 صوت أو ما شبه شخص حي أم ميت ؟؟فبالأحرى يكون سياسي ومترشح على رأس لائحة بها 65 شخص ؟؟عائلة فقط ..ثم المثير للدهشة أن هناك من وكلاء اللوائح -طبعا أحزاب الفنادق غير مصنفة – ترشح باسمها أشخاص لا يعرفون حتى كيفية احتساب العتبة ،نهيك عن السمعة السيئة التي تطبع بعض وكلائها ..

5) – هناك من المترشحين من استغل الفئات المعوزة والمنخرطة في جمعيات إما لأنه له سلطة عليها أو قريب من صناعة القرار بها للتصويت على شخص ما ..إن لم نقول التصويت لصالحه ..

6)- النتيجة التي حصل عليها حزب الاستقلال في تقديري كانت متوقعة جدا ،وان لم يتدارك الأمر لن ينجح بمقعد البرلمان في 2012 ،لكون الوعود التي وعد بها في برنامجه الانتخابي لم يوفي ولو ب 10 في المائة ،بالإضافة إلى الوراثة التي أصبحت تطبع الحزب،فالسيد حجيرة هو الذي دخل على رأس لائحة البرلمان هو نفسه دخل على رأس لائحة الجماعة ..أي أنه لم يجدد نخبه ولن يجددها – القيادات -،وهنا يمكن أن نقول أن سبب اضمحلال حزب العمالي هنا بوجدة هو ترسيخ الطابع الأسري في العملية الانتخابية وهذا ما جعل الكثيرين إما أن يصوت على حزب آخر أو أنهم لم يصوتوا أساسا ..

7) – ختاما أقول أن المشكل الحقيقي الآن هو ظاهرة العزوف عن التصويت ،فحزب الأصالة والمعاصرة كان بمقدوره عند تأسيسه أن يغطي الفراغ الحاصل ويستقطب بدل ( الباطرونات الانتخابية) يستقطب الشباب والمثقفين والمواطنين ويفتح لهم الباب للترشح باسمه والانخراط في حزبه ،ولاسيما أن هذا الحزب كما قلنا ولد وملعقة من ياقوت في فمه ،أي كان بمقدوره إرجاع الثقة للفئة التي لم تعرف التصويت ولا تعترف بأي حزب .لكون المشكل الآن ليس هو البلقنة ،فالبلقنة بالعتبة نقضي عليها تدريجيا ،لكون الأحزاب التي ستعرف أنها لن تحقق شيئا ستضطر إلى الإدماج في ما بينها ،وهنا أقول أن على أحزاب اليسار سواء الاتحاد الاشتراكي والاشتراكي الموحد والاشتراكي و…وخاصة هنا بوجدة يجب عليها الدخول موحدة في الاستحقاقات البرلمانية المقبلة إن أرادت الظفر بمقعد في البرلمان .
ثم يجب على الأحزاب الصغيرة أن تأسس لنفسها هوية أو مرجعية تميزها عن غيرها وتجعل لنفسها مبادئ حقيقية ترسخها في مناضليها وليس أوكار لبيع التزكيات وأخذ المنحات من الدولة مجانا ..فمن الأحسن أن تحل نفسها بنفسها أحسن من أن تكون عار على المواطنين وخاصة أن أكثر من نصفهم غير مبالي بالأحزاب كاملة فبالأحرى هذه الصغيرة ..ويجب هنا أن لا نعمم ،لكون من الأحزاب الصغيرة من أراد أن يفعل دوره ويجعل من مبادئه وتجربته نظرية تكرس في المشهد السياسي .

.فمثلا حزب إسلامي منحل استطاع أن يفتح أكثر من 30 مكتب في ظرف سنة ونصف وغطى في انتخابات البرلمانية سوى 19 الدائرة ،في حين أن هناك حزب قديم وله موطن قدم في البرلمان لم يستطع لحد الآن تجاوز 20 مكتب ،في حين أنه غطى في الانتخابات البرلمانية أكثر من 40 دائرة ..فالهدف واضح ،غرض هذا الحزب هو الفوز وليس تأطير المواطنين و …
وأخيرا نتمنى من المجلس الجديد لمدينة وجدة برئاسة العدالة والتنمية أن تخلق دينامكية جديدة داخل هذا المرفق الهام الذي سيطر عليه السوبرمان حدوش ..وأن توفق كل مكونات المجلس من أصدقائنا في الحركة الشعبية أو في الاستقلال أو إخواننا في العدالة والتنمية في تسسير الشأن المحلي بكل جدية ومسؤولية ونبذ العبثية واستغلال المال العام …ولا ننسى أن هذا المجلس مشكل فقط من 4.5 من ساكنة وجدة ،فيجب أن يمنح شرعيته بعمله وجديته لإعادة الثقة إلى المواطن الوجدي بصفة خاصة والمواطن المغربي بصفة عامة ،مستقبلا بالمشاركة في التصويت .والله الموفق .
مختص في الإدارة ومهتم بالشأن السياسي
mahfoud.guitouni@gmail.com

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. POLITICIEN
    22/06/2009 at 22:29

    BONNE ANALYSE. MAIS Mr HADOUCHE CROYER MOI, C’EST UN HOMME BOSSEUR ET UN HOMME DE TERRAIN ET CE N’EST PAS FACILE MONSIEUR DE GERER UNE MUNICIPALITE BOUREE DE VIPERS

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *