Home»Régional»الإعلام العربي الفضائي مفارقات عجيبة وغريبة

الإعلام العربي الفضائي مفارقات عجيبة وغريبة

0
Shares
PinterestGoogle+

  من المفارقات الغريبة والعجيبة في إعلامنا العربي الفضائي ,نظام البث ألبرامجي , وأسلوب عرض مواده وفقراته . فسواء كنت على القمر "عربسات " بأجياله الخائبة , أو تجولت عبر" النايل سات" بتقليعاته الغارقة في العري والعربدة , وتلا وين الترفيه والتسلية . لو فكرت باستعراض سريع لعشر قنوات فضائية الواحدة تلو الأخرى, قطعا تستولي عليك الدهشة , وتتحول الى ثور هائج لا يقوى على السير دون أن يرتطم بما يحيط به. لماذا وكيف؟ برامج الدعوة الإسلامية, والإرشاد الديني , من ندوات ومحاضرات ودروس الوعظ والإرشاد , تقدم في وقت يكاد يكون متزامنا على أكثر من قناة, ودفعة واحدة, محدثون تنسدا لحاهم , ترتسم دنانير الصلاة على جباههم , أصبحوا مقتنعين أكثر من أي وقت مضى أن العالم يشاهدهم. نفس الأمر بالنسبة للفلم الأجنبي , المدبلج وغيره , والشاكلة لا تستثني المسابقات , وبض البرامج السخافية , و تشاكيل رسوم الأطفال. وتصل الأمور الى الذروة أحيانا ,عند نقل مباريات كرة القدم المحلية أو الدولية, مادة الإشهار بدورها , لازمة عرض مقحمة , لا تشد عن القاعدة , وباختصار شديد فان أداء الإعلام العربي فضائيا , وأسلوبه في البث من خلال القمرين معا كارثي , فعلاوة على كونه لازمة واحدة. انه يغني , ويستمتع, ويرفه عن مشاهديه, ويرشد ويعظ مرة واحدة , ويعلن دفعة واحدة. الأمر الذي يخلق الانطباع بان الأمر يتعلق بقناة تلفزية واحدة , وليس عشر فضائيات تحكمها مرجعيات سياسية وأيديولوجية مختلفة ومتباينة. وأتصور أن هناك نظرة خليجية محددة للإعلام ووظيفته, وفي ظني أن تخلفا عميقا يسود المنظور الخليجي للإعلام ولمفهومه على صعيد البرمجة تحديدا , فما معنى أن نعظ , ونقوم بالتسوق , ونقدم فقرات موسيقية مشابهة, معا , على أكثر من قناة , أن تفعيل أحدث ما تجود به تكنولوجيا الاتصال. خاصة على صعيد البرمجة في إعداد الارتجال وتصديره رقميا أقصى مسالك العبث , يحدث هذا في زمن أضحى كل ما يبث فضائيا يبنى على الدراسة والعلم , واستمزاج المشاهد. هذا المغلوب الذي يظل الغائب الأكبر . العقل العربي في شقه الإعلامي ليس من النوع الذي يحسب التعقيدات الدقيقة , ويزنها جيدا, هكذا يقول عنه خصومه وأعداؤه على حد سواء. وان العقل العربي الذي أفاض استاذنا الجليل محمد عابد الجابري في نقده ومعالجة آليات اشتغاله على مدى عقود , لا يحسب الصفحات المحتملة الأخرى, إنهم يتهمونه وهو صادقون بغير قليل من التحفظ بكونه "أي العقل العربي " يمتلك عقلا ذا صفحة واحدة في التحليل والحساب . أي أن لنا كعرب عقلا بسيطا غير مركب , عند مقاربته للموضوعات الاجتماعية والتاريخية والحضارية , في حين تنغص أيامنا وليالينا كتب التاريخ الصفراء والحمراء والزرقاء ومصنفات الحضارات الإسلامية المتعاقبة . إن العقل العربي المومإ إليه , قد حسب أدق التفاصيل , وقلب كافة الاحتمالات في كافة مناحي الحياة والتاريخ والمجتمع في الوقت الذي كانت فيه معظم أمم الأرض تعيش في غياهب الجهل والظلام والتخلف والدونية. عزيز باكوش

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. أمين
    23/09/2006 at 19:01

    ظل أسلوب التعميم طاغيا على العقل الناطق باللغة العربية مما جعله عقليا فاقدا للحس النقدي والموضوعية ؛ حين نتحدث عن المجتمعات الناطقة باللغة العربية نعمم الأحكام ونجردها من خصوصيتها ونعمل على تدويب قضايا ومشاكل هذه المجتمعات في قالب واحد أوحد . وهذا ما حاول تطبيقه صاحب البحث على موضوع الإعلام العربي . ونفس الخطأ يسقط فيه العاملين في الحقل الإعلامي ويسعون الى تدويب مجتمعات بكاملها في النموذج الشرقي وعلى جميع المستيوات المعرفية والإقتصادية والدينية ؛ علما بأن هناك إختلافات جوهرية وقطعية لا يمكن تجاهلها رغم مكابرتنا لفعل ذلك ، وأي دراسة لا ـاخذ بعين الإعتبار خصوصية المجتمع الذي تنشأ فيه تكون محاولة فاشلة ؛ فمحاولة عابد الجابري على جعل العقل الناطق باللغة العربية في سلة واحدة لم تفد في شيء سوى أنها كرست فهما خاطئا دو صبغة تعميمية . من هنا يمكن القول بأن العقل المغربي بثقافته الدينية لا يشبه في شيء العقل المصري أو الخليجي لأن المرجعيات التاريخية والموقعية تختلف إختلافا جدريا عنها في تلك البلدان ؛ وهذا ينطبق أيضا على المجالات الأخرى منها العقدية في المشرق هناك مذاهب وطوائف بل وتيارات مذهبية لا قبل للمغاربة بها ولا تمت بصلة لفهمنا للمعتقد ، ونتيجة هذا الوضع عمل العقل في المغرب في جميع المجالات يختلف جذريا عنه غيره ، ونفس الشيء في المجال الإعلامي ؛ وحتى تكون الدراسة أكثر إجابية وموضوعية لا بد أن تتخلص من وهم التعميم ووهم الأمة .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *