بعد إساءة البابا جاءت إساءة الفيلسوف الفرنسي !!!!!!

لقد أصبحت عقيدة الإسلام هدفا للقذف والتجريح من طرف كل من هب ودب من أصحاب ملة الصليب؛ فبعد إساءة الرسوم الكاريكاتورية ؛ وإساءة الحبر الفاتكاني ؛ جاءت إساءة فيلسوف فرنسا ؛ وهي إساءات تحت غطاء حرية التعبير ؛ والمحاضرات الفكرية اللاهوتية ؛ والمناقشات الفلسفية ؛ وهي مبررات من أجل تجسيد الحقد على الإسلام والمسلمين عن طريق الإساءة الصريحة إلى جانب الإساءات المبطنة التي لا حصر لها.
يبدو أن الغرب لم يعد له شغل سوى عرض المسلمين وعقيدتهم وأرضهم علما بأن المسلمين لو أرادوا تعقب سوءة الصليبيين لما أعجزهم ذلك ؛ فعامتهم على علم كامل بظروف تحريف العقيدة المسيحية الموحدة حيث انتقم رجل يهودي من بني جلدته بسبب حرمانه من بنت عمه التي صارت راقصة في بلاط أحد الملوك فتنكر لليهودية ليصير من أتباع المسيح وليختلي لبعض الوقت ويزعم أن المسيح كلفه بتبليغ عقيدة التثليث ؛ وصادفت هذه العقيدة هوى في نفس القسطنطين الذي كان يبحث عن كفارة من جريمة قتل أحد أبنائه فوجد في عقيدة التثليث صك الغفران ؛ وساندته أمه هيلانة على نشر هذه العقيدة المحرفة بعد زعمها العثور على خشبة الصليب في أورشليم ؛ وقصة اختيار الأناجيل معروفة عندنا حيث أغلق الباب على مئات النسخ من الإنجيل في قاعة تسلل إليها المثلثون ليلا وزعموا أن الرب اختار الأناجيل الثلاثة لأنها الصحيحة الموافقة لرغبة الأمبراطور وأمه ؛ وهكذا انتشرت الكنائس الصليبية في الأرض.
وهذه العقيدة المحرفة التي انطلق صناعها من مركبات نقص سواء تعلق الأمر بالراهب اليهودي أم بالملك وأمه ولكل عقدته وجدت هوى في النفوس المريضة والعقول الساذجة التي تقبل ازدواج الطبيعة في شخص المسيح بين لاهوتية وناسوتية ؛ وتقبل فكرة البنوة عند الله تعلى الله عما يزعمون ؛ وتقبل فكرة قتل الإله الابن ؛ وفكرة صلبه لتمرير عقيدة التثليث على السذج والعوام .
هذه الحقائق وغيرها يعرفها عامة المسلمين وخاصتهم دون حاجة إلى فلسفة ؛ ومع العلم بهذه الحقائق ليس من شيم المسلمين التعريض بسفاهة العقول القابلة لمعتقدات الصليب ؛ وقد نعم الصليبيون بكل حرية في بلاد الإسلام لقرون طويلة دون اذاية أو إساءة ؛ ولم يسمع بعالم مسلم سبهم ولا بفيلسوف مسلم عرض بهم بل كان الحوار معهم على درجة عالية من العلم والمنطق والخلق الكريم بشهادة أسلافهم أهل النزاهة.
والخلق الكريم تربية قرآنية ؛ لأن القرآن يعتمد العقل والحجة والمنطق في الإقناع ؛ وعندما ذكر التحريف كان موضوعيا بحكم تأخره عما سبق من ديانات سماوية ؛ وبحكم عالميته ؛ وقد يجد المطلع عليه شهادة حق في أخيار أتباع المسيح كقوله تعالى ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون وإذا سمعوا ما أنزل على الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين وما لنا لا نومن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين )
كم يجد المطلع على القرآن شهادة حق في أشرار المسيحية كقوله تعالى :( ومن الذي قالواانا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به ) والمقصود بهؤلاء من قال فيهم الخالق جل وعلا : ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم ) فهذا كفر شرك أصحابه أشد عداء للمسلمين إلى جانب اليهود بموجب النص القرآني السالف الذكر.
إن الذي يقلق أصحاب عقيدة التثليث هو الخوف من إطلاع أبنائهم على هذه الحقائق القرآنية التي تفسد عليهم خرافاتهم ؛ والقرآن قد أنصف الفئة المتواضعة منهم العارفة للحق الشاهدة به المؤمنة بالله وحده دون شريك المقرة بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم الراغبة في الصلاح مع الصالحين الفائزة بالجنة مع الخالدين ؛ وهي فئة المحسنين بالتعبير القرآني ؛ كما أنصف الفئة المشركة عندما ذكرها بما فيها من نسيان للذكر وشرك بالله وكفر به عن طريق تأليه المسيح عليه السلام وهو من ذلك براء .
إن نبي الإسلام الذي جعله فيلسوف فرنسا الحقود الفاقد للمصداقية العلمية قاطع طريق ؛ وفض الله فاه يقدمه القرآن التقديم التالي للمسيحيين واليهود على حد سواء : ( يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم )
أجل لقد قطع نبي الإسلام الطريق عن الظلام والظلامية الصليبية لأنه نور بوصف الخالق سبحانه يخرج الضالين من ضلالهم إلى الصراط المستقيم .
وغير خاف أن الإساءة المتكررة مع سبق الإصرار تستهدف المسلمين وإثارتهم ليختاروا سبل العنف عوض أسلوب الدعوة بالتي هي أحسن التي باتت خطرا على أبناء الصليبيين الذين لم تعد خرافات الكنيسة تقنعهم .لقد احتك من هوأكثر علما من فيلسوف الصحافة الفرنسية المغرضة ولم يجد بدا من الدخول في الإسلام الذي هاده إليه عقله السليم بعدما ما خرافات الكنيسة وترهات الماركسية ؛ فذلكم المرحوم رجاء جارودي الذي تنكر له الغرب بعدما توصل إلى الحقيقة وكان من قبل يحظى بالتقدير عندما كان على ملة الشرك والكفر.
إن المسلمين لن يدمروا كنيسا ولن يزهقوا أرواحا صليبية كما يريد المتحرشون الحاقدون وإنما سيلتزمون بتعاليم دينهم وسيقنعون بالعقل والحجة الدامغة من كان له عقل سليم ؛ وهم يقولون للصليبيين ما أتعس حظكم في هذا الزمان مع حبر سفيه وفيلسوف سليط اللسان ؛ وساسة لا هم لهم إلا إشعال الحروب .
ولفيلسوف فرنسا نقول لو كان السباب معيارا من معايير العلم لكان سفلة الناس أعلم الناس؛ وانك كم سبقك من السفلة سائر لا محالة إلى قمامات الإهمال ؛ لأن شهرة الإساءة مذمة كما حصل لأعرابي من العرب التمس شهرة مثل شهرتك فبال في بئر زمزم فظل الناس يلعنونه إلى يومنا هذا كلما كر . وللبابا نقول كفاك حربائية فلغة العذر واضحة ولا تحتاج إلى تأويل أوتخريج ؛ فكف عن هرائك فالمثل عندنا يقول ( بال حمار فاستبال أحمرة ) سيقلدك الجهال أمثال فيلسوف فرنسا في الإساءة وسيكون عليك وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة كما تقول عقيدة الإسلام التي شتمتها ظلما وعدوانا ؛ ولولا غباؤك لما استشهدت بقول جاهل في عصرالظلمات بشهادة تاريخك قبل تاريخ الإسلام .
Aucun commentaire
الحمد لله ، كلما أثيرت ضجة حول الإسلام في الغرب إلا وأقبل الناس على قراءة الإسلام وهذا طريق صحيح في الاتجاه الصحيح…والعاقبة للمتقين.
أخي وأستاذي الجليل محمد شركي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ رمضان مبارك سعيد عليك وعلى أسرة تحرير جريدة وجدة سيتي وعلى سائر المسلمين في بقاع العالم. إنه الحقد المتجذر في أعداء الإسلام. فلا تكثرت لكيدهم لأن الله تعالى تولى هذا الدين بالحفظ والإحياء في النفوس. وسلام على من تبع الهدى.