ما أقرب جماعة لبصارة لمن أراد أن يزورها

بكل اعتزاز وفخر أشيد بمنبر وجدة سيتي الإعلامي الذي فك الحصار المضروب على جماعة لبصارة التي توجد على مرمى حجر من مدينة زيري بن عطية ولكنها بعيدة بعد جزر الوقواق بسبب النسيان والتهميش الإعلامي . لقد تابعت ما كتب عن جماعة لبصارة في مقالين سابقين وما أعقبهما من تعليقات فلاحظت أن المقالات كانت تنحو منحى متعقلا رزينا بينما انحدرت بعض التعليقات إلى درك لا يشرف جماعة لبصارة. ولما فكرت في كتابة هذا المقال خطر ببالي أن أوقعه بنعت أو صفة من قبيل » ابن جماعة لبصارة » ولكنني خشيت أن يقول بعض أصحاب التعليقات غير المسؤولة لست من أبناء الجماعة ، أو لعل الشجاعة تعوزك ، فلم أجد بدا من أن أردد قول الفتى العربي : أنا ابن جلا وطلاع الثنايا . ولست ممن تنكرهم الجماعة .
والقصد من مقالي هذا هو مخاطبة الرأي العام في الجهة قبل الرأي العام المحلي الذي أعرفه ، ويعرفني جيدا ، وكلنا يعرف جماعة لبصارة ، ولكن الرأي العام في الجهة قد لا تزيد معرفته لجماعة لبصارة عن كونها جماعة الأراضي الفلاحية الخصبة المنتجة للبطاطس والبطيخ الشيء الذي يختزل حقيقتها التاريخية المطموسة بسبب عقليات بالية تريد اجتثاث الجماعة من انتمائها الجهوي ذي الروابط المتينة مع الجماعات الشقيقة المجاورة. لقد آلمني أشد الألم قول أحد المعلقين على مقال سابق وهو يتعصب وينتصر لرئيس الجماعة الحالي : إنه حرر الجماعة من التبعية لجماعة عين الصفا ، وكأن جماعة عين الصفا محتل كان يفرض الحماية على جماعة لبصارة. فكلام من هذا القبيل هو الذي مكن للعقليات البالية في الجماعة لعقود من السنين ، مما تسبب في تأخرها عن الركب التنموي الذي صار يغزو الريف المغربي في عهد جديد قطع الصلة مع الماضي البغيض.
فأنا أوجه دعوة كريمة لرجال الصحافة على اختلافها وأرحب بهم لزيارة الجماعة لأنه من رأى ليس كمن سمع . فخروج الجماعة من حصارها الإعلامي الخانق من شأنه أن يكشف الحقائق التي طواها الكتمان لعقود من السنين . ولن تعرف جماعة لبصارة :التاريخ والأمجاد والبطولات والأخلاق والمروءة … إلا من خلال التجوال في ربوعها الممتدة من سلسلة الجبال التي تحدها من الشمال إلى سهولها المترامية جنوبا. لقد طفت بربوعها وصافحت أبناء العمومة شيوخا وشيبا فسمعت من شيوخها قصص الملاحم الوطنية الخالدة ، وسمعت من شبابها قصص الهموم المحزنة والمبكية بعد سنوات الجفاف العجاف. لقد سكت سكان الجماعة دهرا طويلا حياء ، وصبرا على الأذى ، ولكن بلغ السيل الزبى ، وجاش بهم البحر حين سال بغيرهم السيل ، وأخرجهم العهد الجديد من صمت الحياء إلى جهر بواقع الحال لأن دوام الحال من المحال . أجل لقد طرد الفقر من كثير من الريف المغربي ولكنه لا زال ضيفا ثقيلا على جماعتنا . ولقد تحرك الجماد فوصل الأحياء من الناس في كل فج عميق ، واستأنس القرويون في العديد من ربوع الوطن الغالي بأعمدة الكهرباء التي شعت خيوطها النور في البيوت ولكن لازالت أنوار قناديل أم هاشم والشموع الخافتة تطرد الدجى خجولة في أكواخ من جماعتنا. ولقد انسابت قنوات المياه الشروبة في كل الشعاب ولكن لازالت شعاب كثيرة من جماعتنا ظمأى ، ولا زالت الجرار تعلو ظهور الحرائر.
ومهما نسيت فلن أنسى راعيا وافدا على الجماعة فرارا من قساوة طبيعة أرضه البعيدة ليجد دفئا في الجماعة التي ورثت الكرم كابرا عن كابر فصار عند أصحاب العقلية المتكلسة يعامل معاملة القن ، ويساوم في صوته من أجل أن تصير جماعة لبصارة دار لقمان . لقد سكت الراعي ونطقت أعماقه فكشفت عن غبن دفين. ولم يسلني عن حال الراعي البائس إلا ابتسامات أبناء جماعتي الذين سجلت أروع ما فيهم وعيهم الذي فاق كل التوقعات. لقد تحدثت إلى العديد منهم فاختلفت حكاياتهم مع ممارسات العهد البائد ، ولكنهم عقدوا العزم جميعا على تحطيم كل حاجز يحول دون النهوض بالجماعة ، والانخراط في عهد أوراش التنمية التي عزت أطراف الوطن الغالي. وسرني كثيرا أن رجال السلطة المحلية تفاعلوا بشكل رائع مع وعي الساكنة ، ووعدوا بحياد جميل من أجل ملحمة انتخابية رائعة ستجعل السياسويين يدركون أن الحقيقة الوحيدة الماثلة في الجماعة هي فوز التغيير والانتقال من اللقمانية إلى الآفاق الرحبة من التجديد ، وتكسير الجماعة لقيود التهميش الذي ران عليها لعقود.
إن أبناء جماعة لبصارة عكس ما يروج له اليائسون من فلول العهد البائد لا يهدفون إلى تشتيت صف ولا إلى شق نسيج أو تقطيع لحمة بل هم يفتحون الأذرع الرحبة للجميع عدا أعداء التغيير الذين سيحاكمهم التغيير على الجمود. ولن يكون تصرف أبناء الجماعة إلا حضاريا عندما تنطق صناديقهم الزجاجية وتأمرهم بتركيب لوحة الجماعة لسيارة الجماعة التي لا زالت تتحرك برقمها الترتيبي منذ ثلاث سنوات لغرور من يركبها ويظن أن مال الشعب سيظل سائبا كما كان لعقود. وبقدر ما سرني وعي أبناء العمومة المتحمسون للتغيير والتجديد آسفني أن يلجأ وكر الجمود بدافع اليأس إلى أسلوب الترهيب الذي بلغ حد الاعتداء على رموز الغيير والتجديد بعد أن أعيتهم أساليب المساومة المكشوفة مع الضمائر الحية التي ستستميت من أجل تشييع الماضي البغيض.




3 Comments
اخي العزيز عباوي جميل ما جاء في مقالك الدي نحترم رايك فيه ولكن العيب فيه بعض المعلومات مغلوطة مثلا سيارة الجماعة فهي مرقمة باسم الجماعة يمكنك وندعو من خلالك الصحافة معاينة دلك في الحين فهي المستودع اضف الى معلوماتك من انجز وجهز دار الشباب من انجز المستوصف من انشاء المقاولة الجماعية من التجهيزات كالجرار المتعدد الخدمات.هل تعلم ان كل البنايات التي انجزت فوقها هي ملك الرئيس وانت تعلم ان الجماعة لاتملك اراضي جماعية وضحى باراضيه حتى يجلب هده المنجزات لجماعته وازيدك علما انا ابن الدشرة كم بقي من السكان فيها انت تعلم جيدا ان اي مشروع لايقبل وانيكون كاملا متكاملا مثلا عددالسكان القاطنين .هل تعلم ان السيد ممثل الدائرة الانتخابية2يشغل منصب نائب رئيس المجلس الاقليمي مدا استفادت من منجزاته القبيلة من خلال تدخلاته لصالح الجماعة.واللبيب بالاشارة يفهم.هل تضيك تصرفاته الحمقاء هل يشرفك مثل هؤلاء الاشخاص لتكن الروح الرياضية فهده انتخابات ستمر ولنبقا ابناء بارين لهده القبيلة والزمن كشاف تحياتي اخي عباوي .
bravo
ياكاتب المقال أنت لست معروف ولا يعرفك أحد لأننا نعرف من يكتب هذه المقالات ولابأس إن عرفتكم من أين ينحدر إنه ينحدر من دبدو …..والفهم يفهم……/