الحضارة الاسلامية تحت المجهر

منذ عقد بأكمله و موجة من الديمقراطية تجتاح العالم ، وعلى قدر ما يظهر ذلك بوضوح في أمريكا اللاتينية و في إفريقيا جنوب الصحراء، فقد نلمسه في دول العالم الإسلامي.و السؤال المطروح يتجلى أساسا في قضية الديمقراطية، فهل الديمقراطية مصطلح دخيل على الفكر الإسلامي، إذ لا سيادة إلا لله عز و جل؟أم أن هناك جسورا أخرى على الرغم من ذلك’؟و إلى أي حد يمكن لــ’’ الشورى’’ أن تصبح أكثر خصوبة حتى تتماشى مع التراث الغربي؟
إن غالبية المسلمين ينظرون على أن الإصرار الغربي على الديمقراطية هو هجوم يستهدف الحضارة الإسلامية،و ذلك راجع لموقف الناس في البلدان الإسلامية من الغرب المليء بعدم الثقة و الخوف من علمنة الدين الإسلامي.فعدد من الدول الإسلامية الذي يؤثث تبني النظام الإسلامي كدين للدولة ديباجتها تطمح إلى التحديث دونما التحول إلى دول غربية.
لكن هذا المد الغربي هو تهديد للعالم الإسلامي و أمل له في الحرية في نفس الوقت، فإذا نظرنا إلى بعض الدول الإسلامية إن لم نقل اغلبها، فإنها تستعمل الدين كغطاء لتحقيق أغراض شخصية و تستتر خلف تعاليمه لتمرير خطابات هدامة و غير مجدية.ضاربة عرض الحائط كل القيم السمحة و المبادئ التي نادى بها هذا الدين السماوي ، فاتحة المجال لأفكار أجنبية عنا كي تغزو عقولنا و كياننا كحقوق الإنسان و حرية المرأة و غيرها،و كان الإسلام لم يحث على أي من هذه المبادئ،لذا أصبحنا بحاجة إلى الغرب حتى يلقننا دروسا في الأخلاق و المعاملات و الحريات.
اعتقد أن التغيير يجب أن ينبع من عمق العالم الإسلامي،إذ يجب التخلص من التيارات الإسلامية الأصولية – الإرهابية من منظور الغرب – التي أضحت عائقا أمام رقي المجتمع الإسلامي و أداة لتشويه صورته لدى الغرب حتى نفسح بذلك المجال للحوار البناء و نحدد عن طريقه ميكانزمات التعامل مع الغرب قصد تطوير ما هو أساسي في التراث الحضاري الإسلامي.
Aucun commentaire