Home»Régional»البابا لم يأت بجديد

البابا لم يأت بجديد

0
Shares
PinterestGoogle+

البابا لم يأت بجديد

إن ما فعله البابا بندكت 16 في محاضرته بألمانيا هو الإفصاح عما تضمره الكنيسة بخصوص الإسلام. فهو نموذج المثقف والأستاذ الجامعي الأروبي قبل أن يتقلد منصب البابوية. وكلامه يندرج في إطار أكاديمي داخل الحرم الجامعي بعيدا عن الدبلوماسية التي تتطلب شيئا من النفاق. فالكنيسة لم تعترف يوما بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وأدبيات النصارى منذ القديم تصف نبينا بالدجل والكذب والغباء والعنف. باستثناء بعض الأقلام المنصفة كالمستشرقة الألمانية سيكريد هونكه. واستناد البابا في محاضرته على مؤلف يعود إلى العهد البيزنطي، دليل على أن هذه النظرة التاريخية الأصولية لازالت تحكم سياسة الغرب تجاهنا، ومن صدق من مثقفينا بانتهاء الحروب الصليبية فقد أخطأ. يعترف المسيحيون باليهودية كدين ولا يعترفون بالإسلام. المسلم في نظر الكنيسة كافر أو بربري. وهذا انعكس بشكل كبير على أعمالهم الأدبية والفنية. ويمكن الرجوع إلى مؤلفات القرون الوسطى أو إلى مسرحية فولتير "محمد " في أوج عصر الأنوار أو قصيدة "محمد" في مؤلف "أسطورة القرون" لفكتور هيكو في القرن التاسع عشر … نفس الصورة النمطية القبيحة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. والأخطر منه مؤلفات بعض الكتاب العرب الذين ألفوا روايات بالفرنسية وعلى رأسهم إدريس شرايبي في "الماضي البسيط" حيث يصف النبي الكريم ب"راعي قريش" أو في روايات أخرى لازالت تدرس في مراكز التكوين ببلادنا. هذا التشويه يتسلل إلينا من خلال المؤلفات الدراسية والروايات التي تقرر لأبنائنا بدعوى دعم العقلانية والتنوير. وبالتالي يجب أن يكون الرد علميا وأكاديميا، بالإضافة إلى الغضبة الشرعية التي لا بد منها. طبعا نحن نعيش وضعية القصعة التي أخبرنا بها المصطفي عليه السلام والداء هو الوهن والضعف والتشبث بزخرف الدنيا. في حين يستمر الغرب في استعلائه، يملي علينا شروطه ويطالبنا بالتشطيب على كل عبارات الكراهية والعنف في مقرراتنا ومناهجنا التعليمية. ألا يحق لنا الآن، من باب العدل والمساواة أن نطالب الكنيسة بحرق هذه الكتب التي تصفنا بالأشرار والتشطيب على تلك الفقرة التي استشهد بها البابا وأن يكفوا عن محاولة تعطيل عقول الناس بالترويج لمقولة " ثلاثة تساوي واحد"!!! وفي الأخير أتمنى أن أسمع رأي جمعية مناهضة الكراهية عندنا في هذه النازلة.

محمد السباعي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. أمين
    17/09/2006 at 15:11

    « ألا يحق لنا الآن، من باب العدل والمساواة أن نطالب الكنيسة بحرق هذه الكتب التي تصفنا بالأشرار والتشطيب على تلك الفقرة التي استشهد بها البابا وأن يكفوا عن محاولة تعطيل عقول الناس  » ألا يمكن تطبيق هذا على مجالنا الديني المملوء بعبارات القتل ورفض الآخر إن ظاهرا أو باطنا وإن شعرنا بالضعف لجأنا الى التقية ؟ ألم يحن وقت لنبذ تلك الخطب المسجدية التي تلعن وتتوعد … نحن لا نتقن سوى فن الإحتجاج أما وأن نسارع إلى إعادة النظر في الحقل الديني وسلوكات المتدينين والقيمين على هذا الحقل فهذا من غير الممكن . فرواية الماضي البسيط وغيرها من الكتابات التي تحاول إخراج المتدينين من التصور الهستيري للنص الديني ولشخصية محمد تثير ثائرة الذين يختفون وراء الدين ولا يروا واقع بشر يجر أديال الخيبة والتخلف ولا ينتج سوى عناصر التكلس الدهني . لقد كتبت ومثلت نصوص حول الدعوى المزيفة للمسيحية وآخرها شفرة دفنشي ولم تولد الكتابات وغيرها ردود فعل إنفعالية داخل المجتمع المسيحي بقدر ما ولدت رد فعل استكشافي لمعرفة الحقيقة . في حين تثير بعض الكتبات ردود أفعال غير مفكر فيها ويضفي عليها طابعا شرعيا وكأن المفتي فيها يملك الصلاحية المطلقة من خلالها يهيج جموع العوام ؛ ويسميها بحالة  » القصعة  » . وهكذا ينصحنا صاحب المقال بالتخلي عن زخرف الدنيا والغلو في التصوف ورفض الآخر ورفض أي سؤال مهما كان حول الديانا ت ككل وسد باب البحث ولو من باب التأكيد ولنستمر في إجترار حكايات أناس يروون روايات ويصادرون حق الإنسان في التفكير .
    الفكر الأصولي الرافض لأي شكل من الأشكال الإنفتاح لا يفوت فرصة للإنقضاض عليها وتوضيفها ؛ كانت البداية مع قصة إبليس الشهيد ؛ وبعدها ألايات الشيطانية ؛ والماضي البسيط ؛ والكاريكاتور ؛ والآن محاضرة البابا… وعوض أن ننتج فكرا ينسجم مع عقيدتنا وينقيعا من التصور الدرامي واللآعقلي الإستشهادي نتجه الى إنتاج خطاب التأجيج والتحريض والإحتجاج .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *