ما زال قرار توقيف جريدتي  » الحياة المغربية  » و « الشرق  » يثير مزيدا من السخط والاحتجاج وسط مختلف الهيئات والمنظمات الحقوقية والاجتماعية والانسانية ، بحيث يعتبر القرار ضربا لكل المكتسبات التي يتم تحقيقها في مجال الحريات ، لا سيما حرية التعبير والرأي والصحافة ، فاذا كانت هيئة الانصاف والمصالحة تعقد جلسات استماع لضحايا الماضي والذين تعرضوا لمختلف الانتهاكات ، فان هذه الجلسات تظل لا قيمة لها اذا كنا ما زلنا نشاهد بعض التصرفات تجاه حرية التعبير والراي وتضييق الخناق على الصحافة والتي اقل ما يقال عنها انها مجرد استمرار لبقايا ماضي يسعى المغرب الحاضر جاهدا لقطع الصلة معها ، ولهذا فان مثل هذه التصرفات او القرارات او الاحكام تشوه سمعة المغرب وتفتح الباب على مصراعيه لا عداء المغرب لاستغلالها لاغراض دنيئة …

فتنفيذ الاحكام ضد جريدة  » الحياة المغربية  » وجريدة « الشرق  » يعني وكأن محاكمنا حريصة على تنفيذ الاحكام في الوقت الذي ينتظر فيه آلاف المواطنين تنفيذ احكام صدرت عن هذه المحاكم منذ سنوات عديدة الا ان المحاكم لم تقم لحد الآن بتنفيذها ….الا يعتبر هذا من تناقضات محاكمنا ؟؟

ثم ان عفوا ملكيا صدر في حق مديري الجريدتين …ويعني ذلك ان العفو الملكي شمل الحكم بكامله الصادر ضد الجريدتين وضد مديريهما …وان اغلاق مقريهما يعتبر قرارا تعسفيا في الوقت الذي يسعى فيه جلالة الملك جاهدا لارساء اسس الديمقراطية وحرية التعبير والرأي في مغرب اصبح يعتبر نموذجا في هذا المجال …وربما ان بعض الافراد ممن يتسمون بعقلية متجاوزة اصبحوا غير راغبين في التغيير الذي يحصل في المغرب منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش