Home»Régional»دوافع الإساءة البابوية للإسلام ولنبي الإسلام

دوافع الإساءة البابوية للإسلام ولنبي الإسلام

0
Shares
PinterestGoogle+

إن الإساءة لدين الإسلام ولنبيه عليه السلام قديمة في تقاليد الفاتكان ؛ ذلك أن التاريخ سجل العديد من أقوال الباباوات التي تصرح بالعداوة لعقيدة الإسلام ؛ فضلا عما تكنه. ومعلوم أن إساءة هذا العصر للدين الإسلامي قد أخذت أشكالا متعددة صريحة ومبطنة تتراوح بين تسخير واستئجار أقلام محسوبة على الإسلام نالت من الصحابة رضوان الله عليهم ؛ ومن أئمة المسلمين وعلمائهم كما هو الشأن بالنسبة لأبي هريرة ؛ والإمام البخاري؛ وهما رمزان لهما دلالة ؛ فالأول من أكثر الصحابة رواية للحديث ؛ والثاني من أكثر الأئمة جمعا للحديث ؛ لهذا كان الطعن في مصداقيتهما يستهدف مصداقية الحديث بحيث يقل وتقل معه تغطية تفصيل وتوضيح كتاب الله عز وجل فيستغلق القرآن على الفهم ويتشعب التأويل ؛ وتكون النتيجة تحريف بطريقة ذكية وهي مشروع الاستشراق المنطلق من دهاليز الكنيسة . ومن أنواع الإساءة الكتابات الأدبية على طرقة سلمان رشدي ؛ وإثارة القضايا الدينية المتعلقة بشتى المجالات خصوصا الأحوال الشخصية انطلاقا من بيت النبوة ومرورا بباقي بيوت المسلمين . ومن أنواع الإساءة أيضا الترويج لكتاب موضوع مضامينه صليبية وأسلوبه يحاول محاكاة أسلوب القرآن الكريم وقد أطلق علية اسم الفرقان الحق ؛ وهو صنعة أمريكية ضحلة الأسلوب ؛ مكشوفة الغاية والهدف روج لها في بعض المواقع الالكترونية وفي بعض الجامعات في الشرق الأوسط بين الناشئة للتشويش عليها .ومن أساليب الإساءة تصريح أكبر دولة بعبارة العداء للإسلام عندما وصف الحرب على ما يسمونه الإرهاب بأنها حرب مقدسة وهو تعبير تفوح منه رائحة الحروب الصليبية ؛ وقد تم تطويق القضية واعتبرت زلة لسان حيث لا يحمد الزلل. ومن أشكال الإساءة الرسوم الكاريكاتورية التي استهدفت شخص النبي الكريم في محاولة للتعريض به ونزع القدسية عنه تحت شعار حرية التعبير. وكل هذه الإساءات قد لا تبالي بها الأمة الإسلامية ؛ ولكن الإساءة البابوية لها دلالة خطيرة بحكم موقع صاحبها فهو أكبر حبر مؤثر في ملايين الأتباع الذين يعتبرون كلامه من قبيل المسلمات التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها . فإذا كان البابا وهو رمز عند قومه قد تجاسر على إرادة الخالق سبحانه في عقيدة الإسلام ووصفها بالبعد عن العقل كما تجاسر على نبي الإسلام ونسب له الشرور واللانسانية فما بالكم بأتباعه وهم يقدسونه إلى درجة الألوهية كما عبر عن ذلك الوحي (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله).
قد يسأل السائل لماذا شن البابا هذا الهجوم على الإسلام في هذا الظرف ؛ والجواب غير عسير إذا ما علم أن الإسلام عرف انتشارا بين فئات المثقفين في الغرب بعد أحداث الحادي عشر من أيلول ؛ ورب ضارة نافعة كما يقال. والبابوية على غرار ساسة الغرب فضلت الضربة الاستباقية قبل أن تغزى في عقر دارها.لقد تنبه أتباع الصليبية إلى تهافت أفكارها وتناقضها أمام العقل والمنطق فلم تقبل عقولهم فكرة الاقانيم الثلاثة المجتمعة في مفهوم واحد والمقصود مفهوم الألوهية ؛ فالله عند الصليبية أب وابن وروح قدس بينما هو في عقيدة الإسلام اله واحد لا والد له ولا ولد ولا صاحبة ؛ فالعقل يميل إلى مفهوم التوحيد في عقيدة الإسلام أكثر من ميله إلى الثالوث في العقيدة الصليبية ؛ ذلك أن فكرة الشركاء مع الله عن طريق البنوة بوفر للبابا ما يرغب فيه من قدسية ؛ فهو قداسة البابا الذي قد يكون من أبناء الله وأحبائه لهذا يفضل بنوة المسيح لأنه إذا جاز أن يكون لله ولد جاز أن يكون له أولاد وهو ما قالته اليهود والنصارى بالفعل (نحن أبناء الله وأحباؤه ) ولماذا لا يكون البابا كذلك وهو الذي يمحو خطايا المذنبين من خلال صكوك الغفران التي تذر الأموال الطائلة على الفاتكان ؛ ولئن حمل يسوع خطايا المذنبين عندما علق على الصليب حسب زعمهم ( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ) ؛ ( وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه ) فان البابا يحملوها بطريق أخرى هي طريقة الصكوك ؛ وهو ما لا يقبله العقل السليم الذي يتبنى فكرة (لا تزر وازرة وزر أخرى ) وفكرة لا وسيط بين الخالق والمخلوق في التوبة ؛ ولا رشوة فيها تدفع لمخلوق قد يكون ذنبه أعظم من ذنب من أخذ منه الرشوة ؛ وهو كذلك إذا ما سدت الرشوة مسد العدالة في حال ضياع حقوق العباد ؛ ويا خسارة من ليس له مال لدفع فاتورة صكوك الغفران!! إن عقيدة الإسلام تقلق البابا بتعقلها وحجتها الدامغة التي تذيب أساطيره كذوبان الثلج تحت أشعة الشمس؛ فالقرآن يرد الصليبية إلى رشدها في موضوع الألوهية في قوله تعالى (ما المسيح بن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا بأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون) إن هذا المنطق لا يمكن أن يرضي البابا لأنه ينسف عقيدته من الأساس ؛ فأكل الطعام يوجب إخراجه ومن كان هذا حاله لم يكن إلها.ولعل البابا يحظى بقدسية مجانية لأنه يأكل الطعام أيضا .
إن وسم إرادة الله عز وجل باللاعقل معناه نسبة سوء التدبير له تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ؛ فالعقل البشري يجوز قدره إذا ما رام تقويم إرادة خالق يفعل ما يريد ولا يسأل عما يفعل لأن ذلك من مقتضيات الألوهية ؛ والبابا لا يقبل أن يفعل الله ما يريد لأنه واحد من الشركاء ؛ والمشكل أن عقله يعتمد حواسه التي تتغذى مما يطعمه ؛ وهي محدودة القدرة لهذا استكثر عقله على الله إرادة مطلقة وكان شأنه كشأن من قال فيه الشاعر : ومن يك ذا فم مر مريض يجد مرا به الماء الزلالا . ولما كانت التهمة الموجهة للعقيدة الصليبية أو المسيحية المحرفة هي افتقارها للعقل والمنطق ؛ فإنها وعملا بالضربة الاستباقية رمت العقيدة الإسلامية بنفس التهمة وصدق عليها المثل العربي:( رمتني بدائها وانسلت).
فبالرغم من كون الإسلام ضبط حوار أتباعه بضوابط أخلاقية يمثلها قول الله تعالى (و لاتجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم ) فهل يوجد ظلم أكبر من ظلم البابا ؟ وهل مجادلته ستكون بالتي هي أحسن بموجب هذا النص ؟ ومع ذلك فعقيدة الإسلام تقتضي القسط بالرغم من شنئان الخصم لقوله تعالى :( ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ) فالعدل مع وجود الشنئان وهو البغض يقتضى أن نقول يا فداحة البابا لقد كان من قبلك من الباباوات الطغاة يملون على الساسة القرارات ؛ إلا أنك خلافا لهم أملى عليك الساسة قرار سب الإسلام ؛ لأنهم يخوضون حربا عليه طمعا في خيرات بلاده أولا ؛ وثانيا طمعا في تركيع شعوبه ومسخ شخصيتها ليكون الغرب العلماني الصليبي هو النموذج الأوحد شعاره : ( من ليس معنا فهو ضدنا )؛ وثالثا لأن عقيدة الإسلام التي يحكمها العقل تخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد الذي لا تعطيل لإرادته التي قضت ببلوغ هذه العقيدة ما بلغ الليل والنهار حتى تدخل كل بيت مدرأو وبر بعز عزيز وذل ذليل ؛ عز يعز به الله الإسلام ؛ وذل يذل به الله الكفر .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. farid
    16/09/2006 at 14:40

    il ne merite pas d’etre un pape. c’et tout ce que je voulais dire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *