Home»Régional»عزة النفس هي بوصلة الشعوب العربية

عزة النفس هي بوصلة الشعوب العربية

0
Shares
PinterestGoogle+

عزة النفس هي بوصلة الشعوب العربية
لهفي عليك أيها الوطن العربي, لقد أصبح الماسك على ثوابت عزة النفس, كالماسك على الجمر.وا وطناه, من ينقذنا من حالة الفصام, ويقنعنا بأن العزة ليست علامة استفهام؟ من يقينا من وهم الانتظار, تحت لهيب الحقرة؟
ومتى يجيئنا فيء العزة الذي صادرته الأنظمة العربية التي أخشى ما تخشاه هي النفس الحرة الأبية, التي لا ترضى بالذل, والخنوع.ولتبديد خوف حكامنا الساكن فيهم حتى الأعماق, شرعوا, وسنوا عمى المفاهيم, وعشي التفسيرات, وهوس الفتاوى, التي ترضي الحاكم, وتغضب الرب, ليقحموا المواطن في بؤرة ثقافة جوفاء, خاوية على عروشها. ترسخ, وتكرس الحقرة في النفوس, لاجثات, واستئصال الكثير من القيم الأخلاقية, والإنسانية, التي تعز المواطن, وتعزز مواقفه, وتؤكد على عزة الوطن.
إن أعز ما امتلكه الإنسان العربي, هو عزة النفس, التي تعد من القيم ذات الدلالة القيمة العميقة, المتجذرة داخل ثقافتنا المجتمعية. بها كان يقاس الفرد, ويرفع إلى أعلى العليين, فمن عز ساد, أما من خفت موازينه, وهبطت كفة عزته فاللحد أولى به.لأن لا خير يرجى ولا نفعا, ممن باع عزته, واتبع هواه, واستعان على قضاء حوائجه بالمذلة.فالعزة هي بوصلة الشعوب, بها تهتدي للتي هي أقوم, لتخط سبل الاهتداء للرفعة والمعالي.وبدونها تزيغ الأبصار, وتعمى البصيرة, وتزل الأقدام, وتشرد الأذهان في متاهات الجهات. ومن عزة المواطن يستمد الوطن عزته.فيصبح يما يفيض بنخوة الرجال الموصولة برفض الخنوع, والإذعان للظلم, والجور, اللذين هما من شيم حكامنا المستبدين, المصابين بالهوس النيروني. لا يهدأ لهم بال, ولا يستقر لهم حال, إلا إذا طغوا, وبغوا, وأكثروا الفساد, وأباحوا, واستباحوا عزة البلاد والعباد باسم الانفتاح/ الانفضاح, فعهروا الوطن العربي تعهيرا, وأصبح الانتماء له شبهة وتحقيرا, واندحر المنطق والعقل إلى الدرك الأسفل من الدناءة.واجمع حكامنا أمرهم, وكادوا كيدهم, والقوا بالعزة في غيبات المواخر, وأصبحت بضاعة مزجية, تحظى برضا بورصة النخاسة, فباعوها بثمن بخس وكانوا فيها من الزاهدين.
وبحبكة هتشكوكية, وبهرجة هوليودية, أنتجوا لنا عزة مميعة إلى حد السيولة, فأصبحت كالسيل العارم, جرفت كل ما هو أصيل, ونبيل, ولم تبق إلا على الهراء الخلاب, الذي وأد القيمة الذاتية, ورسخ تحقير الذات.فانفجرت مكامن جسد الوطن العربي, وانكشفت خريطة ثغوره, فأغرت فحولة قراصنة العزة, ففضوا حصونها المانعة, وأصبحت وكرا للعابثين, والماجنين.وأصبحت عزتنا تمشي على استحياء, لان ثقافة بين البين صارت نهجا مقبولا,ومستساغا, فلا مجال في سياق تعاملنا لتوظيف ولو قدر قليل من عزة النفس, التي نزحت عن وطن لم تبق فيه الكلمات كالكلمات.لأنها بدون ملامح, تندس بين ثنايا زمننا البائس, الذي عافته كل الأزمنة. فأصبح رهين المحبسين
حبس واقع سطرته عزة الهراء الخلاب على ألواح الشعب العربي الذي استكان, وتساكن مع رزايا سخفنا, وتردينا, وانهيار وعينا. وحبس سقوطنا في سكون سحيق لا يدرك فظاعته إلا الأموات.ولشدة خيبتنا ما زلنا ننتشي بعزة بائدة, لنبدد سلطة النعوت, ولنعلن طاعة وولاء لعزة مهندمة, ومنمقة, تلهو بدغدغة عواطفنا, وتجعل منا متعةالامتاع, لانتقن إلا العد التنازلي, ونسافر في حقائب معدة سلفا للبيع والشراء.
عفوا ليس بي مس ولا خبل, حتى تنطلي علي الحيل.
فما زالت عزة النفس فينا تشتعل, وتمتد في عمق تربة الوطن جذرا, ومن التراب تبعث الأموات, لتترحم على عزيز قوم ذل في وطن الذل.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. عبد الله
    04/09/2006 at 17:06

    من عاش عزيزا, مات كريما. ومن عاش ذليلا, مات حقيرا.لقد اصبحنا اذلاء على الكافرين,قساة فيما بيننا. فارحم اللهم ضعف هذه الأمة الغارقة في الذل والمهانة.

  2. صلاح الدين
    06/09/2006 at 19:31

    هل بقي او تبقى مجال للتحدث عن عزة النفس في هذا الواقع المتردي ؟ ألم تصبح تقليعة قديمة لا يتمسك بها الا المتزمتون؟ لماذا أصبح المجتمع يتهافت وراء الاباحية والميوعة؟ لماذا أصبحت المؤسسات التعليمية وكرا للأنحراف والغش والتدليس وترسيخ ثقافة (التكلاخ)؟ لماذا الأحزاب اصبحت بورصات تتداول فيها أسهم خيانة الوطن والمقامرة بمصيره؟
    لست أدري كيف انسقت وانجرفت وانغمست في التعليق على هذا المقال لأنني كنت أخدت عهدا وموثقا مع نفسي بأن لا أخوض غمار الجدية الا مع نفسي وما أبرئها لأن الناس أصبحوا لا يتحملون ولا يحتملون الجد بمفهومه الأخلاقي الكل يحبذ النفاق(لي غفل عين طارت) كل واحد يتربص بالاخر وأنا ومن بعدي الطوفان لقد تشبعنا بالخبث والسفالة …
    ملحوظة / الكتابة ليست وسيلة للالهاء بل هي نبراس الاهتداء , ليست غايتها تسويد البياض بل غايتها تنوير البياض…….

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *