Home»Régional»الأم العازبة

الأم العازبة

3
Shares
PinterestGoogle+

مفهوم العازبة يعني في اللغة العربية, المرأة التي لا زوج لها . جاء في لسان العرب في مادة عزب ( العزاب من لا أزواج لهم, من الرجال والنساء )ص 596. و في اللغة الفرنسية فكلمة (مادوموازيل) أي العازبة هي المرأة التي لم يسبق لها الزواج. أما في المتداول اليومي, فالكلمة تعني البكر, التي تظل محافظة على بكارتها, فإذا فقدتها بسبب الزواج, فهي ثيب. أما إذا فقدتها بغير الزواج, فهي باغية, عاهرة .وفي العرف الاجتماعي, القبلي أي امرأة لا يجدها زوجها بكرا, في ليلة زفافها فهي باغية, عاهرة, ألحقت العار بأسرتها, و عائلتها, بل وبقبيلتها. وغالبا ما تطلق في ليلتها الأولى, وتلحق بأهلها, وتحرم من حقها في الصداق, بعد أن تعرض على الطبيب. وقريبا من هذا المعنى نجده في القرآن الكريم على لسان مريم عليها السلام {قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا}(سورة مريم آية 20). أي ليس لي زوجا ولا أنوي الزواج ولست بغيا ولا فاجرة .(حاشا لله) .
إن أي علاقة جنسية خارج إطار الزوجية, فهي عهر, وزنا ,محرم شرعا يعاقب عليه بالجلد{الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة} (سورة النور آية2)أو الرجم في حالة الإحصان: (وللعاهر الحجر. أو كما قال صلى الله عليه وسلم) .ولقد حرم الله الزواج من الزانية أ والزاني كما حرمه من المشركة أو المشرك {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المِؤمنين (سورة النور آية3) إن الصالحين والصالحات, , والعفيفين والعفيفات. لا يليق بهم الزواج من الفاسقين الفاجرين, والفاسقات الفاجرات. فالخبيثون للخبيثات, والطيبون للطيبات. وقديما قيل الطيور على أشكالها تقع.
إن الغرب الاستعماري يكره العالم الإسلامي, ولا يحب الإسلام,لأنه الحائل الوحيد, الذي يقف في وجه نظامه العالمي الجديد. وانطلاقا من هذه الكراهية المزدوجة, فهو يقوم باستمرار بعملية الهدم لكل البنيات التقليدية ,ومنها الأسرة, التي يمكن أن تكون حاجزا أمام تحقيق أغراضه السياسية, والاقتصادية ,وفي نفس الوقت يلجأ إلى إعادة بناء, أو ترميم البنيات التي تساعده على تحقيق مشاريعه الاستعمارية ,ومنها ترويضه للمجتمعات الإسلامية, ومحاولة إلحاقها بالحضارة الغربية عن طريق فرضه لنظام دولي جديد سياسي, واقتصادي واجتماعي, وقيمي أخلاقي, يتلاءم مع نظامه ألقيمي المنحل, والساقط .
يمكن بسهولة , ملاحظة التغيرات التي طرأت على مستوى البنيات العائلية عبر التاريخ, طبقا لقانون التقلص الاجتماعي الذي نادى به كل من بارسونز, ودوركايم , ومفاده أنه كلما تقدم المجتمع, كلما حدث تقلص في جسم العائلة ,وطبقا لهذا القانون تنبأ دوركايم عن موت العائلة في شكلها الأرستقراطي, والبورجوازي, وظهورنموذج الأسرة بلا زوج ربتها امرأة. وهذا ما أصبح يطلق عليه اليوم أسرة ( الأم العازبة) هذا النوع من الأسرة عبارة عن جسم مريض منحل, يتلاءم تماما مع المجتمع الغربي الذي يعاني من باكتيرجا اجتماعية, وأخلاقية, و يجعل من المرأة الذات المركزية التي يمكن أن يمرر من خلالها كل قيمه الساقطة, وألا أخلاقية إلى مجتمعنا المتشبع بأخلاقياته الإسلامية.
إن الحمل عن طريق السفاح في المجتمع الغربي, مشروع أخلاقيا, وقانونيا ولا يجلب لا عارا, ولا فضيحة. بل قد تسعد الأسرة به, ويحتضنه المجتمع, ولا تتعرض أمه, ولا شريكها, لأي عقاب, أو اضطهاد اجتماعي, أو قانوني.وهذا ما يفسر نسبة أزيد من 10في المائة من المواليد اللقطاء في المجتمع الأوربي. أما في الولايات المتحدة, فأن هذه النسبة تصل إلى 28 في المائة. لأن الغرب يشجع ويدعم كل الممارسات الجنسية التي تحدث بين الرجل ,والمرأة خارج العلاقات الزوجية, وهذا ما دعت إليه مسودة وثيقة ألأمم المتحدة التي قدمت لمؤتمر السكان, والتنمية المنعقد بالقاهرة ما بين 5 و13 سبتمبر سنة 1994, والموجه لأغراض سياسية, واجتماعية.{ إذ فصلت بين الزواج, والجنس, والإنجاب, واعتبرتها موضوعات لا علاقة بينها. كما أقرت كافة أنماط الأسرة الحديثة كالزواج المثلي, والمعاشرة بدون زواج, وطالبت بوضع قوانين, وسياسات تدعم الأسرة, وتأخذ في الاعتبار تعدد أشكالها. كما جاء في الفقرة 5/2 ص29الأهداف أ. أما في الفقرة 7من الصفحة 43إلى 53 فقد جاء: (يجب أن تزيل البلدان العوائق القانونية والتنظيمية الاجتماعية, التي تعترض سبيل توفير المعلومات, والرعاية الصحية, والجنسية, والتناسلية للمراهقين.}( بتصرف عن جريدة العالم الإسلامي 22/أغسطس 1994العدد1370 السنة 31) .
أما بالنسبة لمجتمعنا الإسلامي, فقد تفضل الباغية التخلي عن ابنها الذي أنجبته من الرذيلة بدل الفضيحة, والإقصاء, من العائلة, وربما التصفية الجسدية, كثمن لمحو العار الذي لحق بالعائلة. لأنها تعرف مسبقا أنها وابنها خارج الإطار القانوني, والشرعي, والعرفي. وبالتالي لا مكان لها في مجتمع يمقت الرذيلة ,ويحاربها .تقول عائشة صباح مسلم النائبة في البرلمان الجزائري :{إن عدد المواليد بشكل غير شرعي بلغ 4000 طفل سنويا} .ناهيك عن أولائك الذين أجهضوا, وأغرقوا في دورات المياه, أو دفنوا أرضا.[ فالله وحده يعلم عددهم].
إن ظاهرة الأمهات العازبات, ما كانت لترى النور في مجتمعنا بالشكل الذي ظهرت به, لولا التشجيع, والدعم الذي تلقته من منظمات غربية عالمية كمنظمة [أرض البشر], أو محلية كجمعية [التضامن النسائي التي أنشأتها عائشة الشنة سنة 1985و التي فازت بالعديد من الجوائز, كجائزة اليزبيت غورغال بفركفور الألمانية ,مقابل تشجيعها على الفساد طبعا ]
إن ما يثير الغرابة حقا, أن الأم العازبة تتلقى من الاهتمام والدعم ما لا تتلقاه الأرملة, ولا المطلقة, ولا اليتيمة .فعلى سبيل المثل لا الحصر, قررت الحكومة الجزائرية على لسان وزيرها جمال ولد عباس منح الأم العازبة 10000 دينار(110دولار) كمعاش شهري لتربية مولودها غير الشرعي. وهل التربية توكل إلى المنحرف ؟ الذي هو نفسه في حاجة إلى إعادة التربية .فالفاجر لا يلد إلا فاجرا {إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا}(سورة نوح الآية27). بينما لا تحصل المطلقة كما ذكرت فاطمة العوفي إلا على 2000دينار(22دولار)من زوجها طبعا, وبعد اجترار في المحاكم .أما المرأة التي تصون شرفها, وكرامتها, وتحافظ على دينها , مهما كانت وضعيتها, يتيمة ,أرملة, مطلقة ,فلا نصيب لها في منحة الدولة, وهذا ظلم اجتماعي ما بعده ظلم ,ولا يفسر هذا إلا بالتشجيع على الفاحشة, والعمل على نشرها ,( وإلى الله المشتكى). تقول فاطمة العوفي:{نعم نطالب بترقية المرأة ,ولكن لا نطالب بفتح المجالات لسلوك يخرجنا من أصالتنا وهويتنا, وأخلاقنا, رغم أننا من دعاة التقدم والعصرية.}وترى بعض الناشطات الجزائريات , أنه كان على الدولة ,أن تخصص تلك الأموال التي تصرف للأمهات العازبات, للقضاء على العوامل التي تعوق زواج الشباب .كما ترى أن قرار الدولة صرف المعاش للأمهات العازبات يستهدف الهوية العربية الإسلامية وتمرير قانون جديد للأسرة.
إن لفظ أم عازبة, أو أم في وضعية صعبة, أو أم ناشطة, يتضمن مغالطة المقصود منها تمرير الظاهرة وقبولها والتعامل معها كظاهرة طبيعة, و إلا كيف تكون أم وعازبة في نفس الوقت. فلنسمي الأسماء,و الأشياء بأسمائها. ونقول: أم عاهرة ,بدلا من أم عازبة. خصوصا وأن المرأة’في مجتمعنا الإسلامي لا تخرج عن ثلاثة أصناف هي: أم للمؤمنين- وأم محصنة مؤمنة –
وباغية ,عاهرة.- أما الأم العازبة , فلا مكان لها في تراثنا الثقافي ولاجتماعي,ولا اللغوي.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

8 Comments

  1. jdia
    03/09/2006 at 10:29

    :I think the next generation of Moroccoan boys and girls will not think like us or like you especially. Because I prefer the woman with good education and nice job and without getting married or have children without a husband or a whore. A woman that is used just to bring kids like the Mexican women are just « baby » machines to produce children for their husbands. So please instead to talk about the woman and her private life, just try to make better living for them because they are already mistreated. This society of bad culture has been in practice for centuries. We need new things. You can’t compare bicycle to a car so you can’t compare the tradition for 300 years ago with the new generation that is coming. Just try to be more of an optimist in your writing and help all our sisters, mothers, aunts, and maybe daughters to b e good citizens and stay away from the outdated tradition. Thank you.

  2. Ahmed
    07/09/2006 at 00:09

    What the editor wrote is the view of islam towards women.There is absolutely no room for personal interpretation when coranic verses state clearly the position of women in our society.It is quiet ironic when an intellect writes about a sensitive subject,like women,and gets many bad-feedback,mainly from some women

  3. ahmed
    07/09/2006 at 00:10

    we need to educate our selves,give importance to things that make us move towars bright future.look at our society now,a lot of ignorance,a lot of poverty,and alot of crime.With my respect to every woman in the world,regardless her situation,i must say that any prosperity in a society must start with women,any .project that excludes them is a sheer failure.

  4. houda
    07/09/2006 at 12:53

    to my opinion ,i see that he is right , we have to fight this situation because we are musulmans and nothing will be changed in our religion.But i see that we cann’ t fight it with ignorating single mothers and let them in big troubles with babies »the next generation » .

  5. zizou
    06/04/2011 at 18:52

    ma9al jaid wa sarih

  6. ليلى
    25/06/2011 at 20:21

    لللأسف بتنا نعاني حقا من اقتناع الكثيرين بفكرة الأم العازبة و بدلا من تشجيع المرأة على البغاء يجب أن نحاربها و نجعلها تدرك أن ما تفعله يضر بها و بمولودها و الذي من حقه أن يعيش بين أبوين

  7. Hayat
    10/01/2013 at 00:14

    This article is very helpful and It shows us to what extent We are far from our RELIGION, our Cultures and traditions.
    With regard to the first comment, either « jdia » isn’t a muslim person or He is like lMokhtar leghzioui hehehe.(being a good citizen doesn’t mean to be a bitch!)

  8. Benyamin
    15/02/2021 at 08:30

    الأم العازبة هي عاهرة ،تريد شرعية لتحقيق احساس زائف الأمومة .
    فالأم الحقيقية لن تنجب طفلا لا تعفف له اب .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *