Home»Régional»حوار ساخن مع رافضة لتعدد الزوجات

حوار ساخن مع رافضة لتعدد الزوجات

1
Shares
PinterestGoogle+

موضوع تعدد الزوجات كان ولازال وسيبقى أكثر المواضيع جدلا خصوصا في المجتمعات الإسلامية ؛ وهو موضوع حساس لأنه يتعلق بجنسين مختلفين اختلاف تكامل عند العقلاء ؛ واختلاف تناقض عند السفهاء. وهو مثير بالنسبة للمجتمعات غير الإسلامية التي ترى فيه ممارسة غير مقبولة لأنها تمس بكرامة الجنس اللطيف ؛ وهي وجهة نظر لها خلفية غربية النزعة اختلطت فيها الثقافة العلمانية بالثقافة اليهودية المسيحية فأنجبت ما يسمى بثقافة حقوق الإنسان التي تجرم قضية التعدد التي هي من تشريع الديانة الإسلامية.
ولقد جمعتني الظروف بسيدة محترمة تمارس المحاماة فدار بيننا حديث عن مدونة الأحوال الشخصية التي تبناها المغرب مؤخرا بعد إلحاح من منظمات نسائية وجهات متعددة كانت ترى الحيف لاحقا بالمرأة في المدونة السالفة .وقد كلف بالمدونة الجديدة خليط من رجال الدين المحافظين الذين ندبوا أنفسهم لحراسة حدود الشرع ؛ ومن منظمات نسائية ورجالية بما في ذلك أصحاب النزعات التحديثية الذين ندبوا أنفسهم لحراسة حقوق المرأة . ولقد استمر التجاذب بين الطرفين ما يزيد عن حولين كاملين قبل أن تخرج المدونة للوجود وقد أهدر من أجل نقدها إيجابا وسلبا مداد كثير.
سألت الأستاذة الحقوقية عن مهنتها فأبدت امتعاضها من كثرة قضايا محاكم الأسرة واستفحال أمر الأحوال الشخصية؛ فخيل إلي أنها تنتقد المدونة الجديدة ؛ فشاطرتها الرأي ؛ فإذا هي تخالفني وجهة النظر وبحدة بلغت درجة العنف غير المعهود في الجنس اللطيف . ومع تطور النقاش تبين أن الأستاذة المحترمة متدمرة من قضية التعدد ؛ فحاولت أن أنبهها إلى أنها من قضايا الشرع التي لها ضوابطها ولكنها رفضت هذا الطرح ؛ وأرادت نقاشا حول القضية سمته نقاشا عقليا بعيدا عن اللاهوت حسب تعبيرها ؛ فبادرتها بسؤال عن عقيدتها وفهمت أنها مسلمة غير ممارسة على وزن مسيحية غير ممارسة ؛ بمعنى لا تقيم الشعائر ماعدا الصيام . وكان تحدي الأستاذة كبير للرجال في خوض موضوع التعدد ؛ وزعمت أنه لا يوجد ابن أنثى يستطيع إقناعها بالتعدد مهما كان ثقله المعرفي ؛ فأغراني تحديها هذا بخوض غمار النقاش معها لمجرد أني ابن أنثى استهدف بالتحدي ؛ ولما كان زوجها حاضرا بلغ بها الزهو أن قالت إذا ما أقنعتني بالتعدد سمحت لزوجي به على التو ؛ فضربت كفه وقلت مازحا لعل الله قد عجل فرجك .
بدأ الحوار بوضع بعض الضوابط وكان أولها احترام كل جنس لخصوصية الجنس الآخر بحيث يعتمد رأي كل جنس في القضية التي تخصه فلا يبث ذكر في أمر نسائي والعكس يصح أيضا ؛ وثانيها اعتماد الحكم العدل غير المتحيز إذا ما حصل الخلاف وانتهي إلى طريق مسدود .
قالت الأستاذة المحامية أتحدى أن توجد أنثى على وجه الأرض ماضيا وحاضرا تقبل التعدد إلا إذا كانت زوجة ثانية فما فوق ؛ وأن ما حصل من التعدد قديما وحديثا كان عبارة عن إكراه ؛ فقلت أليس الإكراه مرفوض في الإسلام ؟ فقاطعتني بقولها لا أريد لاهوتا بل أريد عقلا متفتحا ؛ فقلت أنا أسلم لك بأنك أعرف بنفسية الأنثى ؛ وأنه لا يحق لي أن أبث في موضوع قبول أو رفض المرأة التعدد ؛ ولكنك أمام إشكال لا بد أن يحل وهو تراوح الموقف النسائي بين الرفض والقبول ؛ فلو كان الرفض كما تصورينه لكان مطلقا تتساوى فيه الزوجات مهما كان ترتيبهن ؛ أما أن ترفضه الزوجة الأولى وتقبله الثانية فما فوق فهذا موضوع خلاف. وبادرت الأستاذة بقولها أنا أنثى وأعرف بنفسية الأنثى من كل الرجال ؛ وأنا أؤكد بأن المرأة ترفض التعدد فطرة وجبلة إلا أن تضطر إلى ذلك اضطررا كما هو حال الثانية فما فوق فتقبله لمصلحة ولو خالفت طبيعتها وفطرتها ؛ فقلت مادام الأمر يتعلق بالطبائع والفطر فما هو رأيك في طبيعة الرجال في هذا الأمر ؟ وما أن بادرت بالجواب حتى قاطعتها وذكرتها بضابط احترام الخصوصيات ؛ فاستجابت للتو ؛ فقلت ماذا تقولين إذا قلت لك أنا أعرف بنفسية الرجال من كل النساء ؟ فأجابت لا يمكنك ذلك فالرجال يختلفون فانفجر زوجها ضاحكا ؛ وبدت منزعجة من سلوكه ؛ فقلت لابأس بقبول رأيك هذا إذا سحبت قولك أنك أعرف بنفسية النساء من كل الرجال ؛ ولكنها رفضت ذلك فكان لا بد أن أحتفظ برأيي عملا بقاعدة الحوار المعتمدة. والتفتت الأستاذة إلى زوجها تسأله أحقا يوجد هذا الشعور عند كل الرجال بمعنى هل يميل كل الرجال للتعدد فطرة وجبلة ؟ فتردد قليلا قبل أن يجيب بالإيجاب ؛ فغضبت بسبب ذلك فقالت له إذن أنت مخادع تبطن ما لا تظهر ؛ فتدخلت لأنقد الحوار من الانزلاق إلى خلاف بين زوج وزوجة. حاول الزوج أن يبرر ساحته ويجدد الولاء لحبها ولكنه لم يتراجع عن فكرة ميله الطبيعي والفطري للتعدد .
ولما لم تجد الأستاذة بدا من قبول فكرة غريزية التعدد عند الرجال مقابل رفض النساء لها طرحت إشكال الفصل بين الطرفين ؛ إذ لا يمكن لطرف التنكر لفطرته وطبيعته والتنازل عما يقتضيه ذلك ؛ وحاولت أن تسوقنا إلى النفق المغلق بحيث يبقى الإشكال مطروحا إلى ما لا نهاية؛ ولكنني ذكرتها بان القضية تتعلق بتحد هي التي طرحته أولا ؛ فلا يحق أن يكون الانسحاب وسط الطريق. سلمت الأستاذة بضرورة فك الخلاف فاعتمدت فكرة شيوع زواج غير التعدد في العالم ؛ ورأت في ذلك انتصارا لفكرتها ؛ فقلت إن القضية إذن قضية مظلمة رجالية إذ كيف يحدث ما يخالف فطرة الرجال ويناسب فطرة النساء دون أن يكون في الأمر حيف ؟ فقالت يحدث ذلك برضى الرجال ؟ فأجبت وما يدريك وأنت أنثى بنفسية الرجال وقد حسمنا في ضابط ذلك بداية ؟ فقالت لو لم يكن ذلك برضاهم لما قبلوه ؟ فقلت ومن يدريك أنهم يبطنون ما لا يظهرون ؟ فتظاهرت بعدم الفهم ؛ فاستطردت قائلا : ما رأيك لو قلت لك إن زوجك ؛ فقاطعتني لا تذكر زوجي كمثال بعيد الشر عنه ؛ فقلت إن مصيره معلق بنهاية النقاش وهو ينتظر نتيجته على أحر من الجمر . وعاودت طرح الأمر من جديد ماذا تقولين لو قلت إن الأزواج ينسجمون مع طبائعهم وغرائزهم في الباطن ويخالفونها في الظاهر ؛ فقالت لابأس بذلك إذا توقف الأمر عند هذا الحد؛ فعقبت وإذا انتقل الأمر من مجرد إحساس إلى سلوك مترجم إلى واقع ؛ فقالت ماذا تعني ؟ فقلت أ لايمكن أن يتخذ صاحب الزوجة الواحدة خليلة تماشيا مع طبيعته دون علم زوجته ؟ فالتفتت إلى زوجها قائلة : يبدو أن هذا المحاور يروم إفساد الأزواج ؛ فقلت نحن في حوار والبينة على من ادعى حتى لا أقول اليمين على من أنكر لأنك لا تؤمنين باللاهوت ؛ فقالت ساخرة إن القضية الآن تقتضي اليمين مشيرة إلى زوجها ؛ فقلت إذن عليك بقبول اللآهوت لحل الإشكال . فاسترسلت قائلة : يمكن أن يحصل ذلك ؛ ولكن لا بأس به إذا ظل سرا لا يؤذي مشاعر الزوجة ؛ فقلت إذن أنت تسلمين بالطبيعة الذكورية في التعدد ؛ فقالت : كيف ؛ قلت أنت تقبلين التعدد غير الشرعي بلغة اللاهوت؛ والا فما الفرق بين رجل يعدد سرا وآخر يعدد علنا ؟ فبادرت بالقول ألف عشيقة ولا لزيقة كما يقول المثل المصري ؛ فعقبت سيظل المشكل مطروحا إذن وهو
مخالف لطبيعة المرأة التي أنت أعرف بها و لن يجادلك فيها رجل.
واسترسلت فماهو الحل في نظرك ؛ فقلت : ما رأيك في حكم تتوفر فيه شروط العدالة ؟ فقالت : لا يمكن وجوده إذ لن يكو ن الحكم سوى أحد شخصين ذكر أو أنثى ؛ فقلت : ما رأيك إذا كان غير هذا وغير تلك ؟ فقالت من يكون إذن ؛ فقلت : ما رأيك في رب العزة جل جلاله ؟ قالت ألم نبعد الدين من الحوار ؟ قلت إذن أنت لا ترغبين في فك الإشكال ؟ فقالت لا بل أعرف مسبقا أن الدين يجيز التعدد ؛ فقلت إذا كان مصدر الدين هوعدالة الله عز وجل فلما ترفضينها إذن ؟ قالت لأنها تخالف طبيعتي ؟ فقلت إذا كنت أعرف من الرجال بنفسية المرأة ؛ فلا يمكن أن تكوني أعرف من الله عز وجل بها ؛ فاستدارت نحو زوجها لتقول له مبروك عليك زوجتك الثانية إذا كنت قادرا على ذلك ؛ فقلت أما القدرة فموضوع آخر يحتاج إلى تحد آخر ليكسب زوجك زوجة ثالثة قبل أن يكون منك تحد آخر .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. قشنني محمد
    01/09/2006 at 13:04

    فقط للتوضيح ليس الإسلام الديانة الوحيدة التي أباحت التتعدد بل حتى اليهودية والمسيحية.. غير أن إباحة الإسلام للتعدد مقرون بقيود وشروط دقيقة أساسها لعدل وهي بصيغة أو أخرى شبيهة بالطلاق وإن كان بغيض حلل ‘ أبغض الحلال عند الله الطلاق ‘..وكذ العدل في التعدد ‘إن خفتم ألاتعدلوا فواحدة ‘ ووجه شبه البغض باتفاق الفقهاء أنك وإن كنت ستعدل ماديا ربما من شبه شبه المستحيل أن تعدل عاطفيا مهما كان ..العاطفة من الصعب التغلب عليها فبقصد أوبدونه سيكون الميل لطرف..فإن كان التعدد لا مفر منه لإعتبارات ومخاوف ;كمرض الزوجة أو فحولة الر جل الزائدة عن طاقة لزوجة أو الخوف من السقوط في رذيلة الفساد ..فالعدل واجب..لذلك نجد وبالموازاة أكثر من زواج ‘ كزواج المسيار’..وفي بعض البلدان لاسيما في الخليج نجد منظمات نسوية تطالب بالتعدد بإيعازمن النساءإسوة بأخواتهن غير المتزوجات ومساهمة من هن في محاربة ظاهرة العنوسة وخوفا على أزواجهن المؤهلين لذلك طبعا من الحرام…

  2. mohammed belgique
    05/09/2006 at 12:49

    le plus simple, c’est de donner cette equation a nos cheres femmes, soeurs et meres aussi on est presque 6 femmes pour chaque homme si on marie chaque homme avec une femme je crois que l’equation n’aura pas de sollution, et je ne crois pas qu’une maman voudra que une seule de ces quatre filles ou cinq fille se marie et les autres resteront à la maison.
    la polygamie dans l’islam n’est venu que comme une sollution à une problametique que vivera l’humain pour ne pas dire l’homme dans le futur et ce n’est pas une juissance, si nos enfants sont eduqués sur la religion telquelle est ça ne va pas parraitre comme une injustice envers les femmes, de toute façon le monde occidentale admet la polygamie mais sous autres forme sauf la forme juridique c’est a dire que jusqu’a maintenant l’islam et la constitution qui proclame la lumiere la clarté et l’occident c’est son equivalent de tenebre.
    je prefere voir mon pere avec une 2 eme femme qu’avec une concubine.
    je prefere voir ma soeur marié avec un homme comme 2eme epouse que de la voir celibataire toute sa vie et avec les consequences qui suivent….

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *