Home»Régional»صمت العالم ودعم أمريكا يشجع إسرائيل على التمادي في العدوان

صمت العالم ودعم أمريكا يشجع إسرائيل على التمادي في العدوان

0
Shares
PinterestGoogle+

أخطر ما في قرار مجلس الأمن 1701 الخاص بوقف الحرب السادسة في الشرق الأوسط هو كونه حمال أوجه بلغة الفقهاء بحيث صار القرار عبارة عن قرارات مختلفة باختلاف القراءات والفهوم. ولقد أصبحنا نسمع بفهم لبناني ذي شقين شق حكومي وشق خاص بالمقاومة ؛ وبفهم عربي ذي شقين أيضا شق الثالوث المصري السعودي الأردني وشق باقي الدول العربية ؛ وبفهم غربي ذي شقين أيضا شق إسرائيلي أمريكي وشق أوربي . والمهم في هذه الفهوم المختلفة والمتضاربة هو خطورة الفهم الإسرائيلي الأمريكي ذلك أن إسرائيل اغتنمت فرصة صمت العالم وتأييد أمريكا المطلق لها لتقدم التأويلات الخاصة بها لهذا القرار الذي صدر في الحقيقة لإيقاف حرب ونشر سلام عوض الإعداد لجولة جديدة من الصراع المسلح .
لقد طلعت علينا التأويلات المختلفة من إسرائيل ؛ فبعضها ينطلق من خلفية أن إسرائيل لم تشف الغليل ولم تستكمل المهمة وهو موقف الطرف المعترف بالهزيمة ؛ وبعضها ينطلق من خلفية أن إسرائيل هي الطرف المنتصر بالنقط ولها الحق في إملاء الشروط . ولم يشهد تاريخ إسرائيل مثل هذه التضاربات في المواقف داخل قيادته السياسية والعسكرية ؛ فالبعض يفاوض والبعض يهدد ويتوعد وهو موقف يصدق عليه قوله تعالى ( أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم ) فإذا ما صرح وزير الدفاع بضرورة جولة أخرى من الحرب فما قيمة قرار مجلس الأمن ؟ وما قيمة قرار وقف الأعمال الحريبة وهي لم تتوقف إذ تتكرر الطلعات الجوية للطيران الحربي الإسرائيلي كل ساعة ؛ وتتم عمليات الإنزال على غرار عملية غرب بعلبك ؛ وتستمر التوغلات في الجنوب ؛ بل وتحصل الاستفزازات كل يوم ؟ فهل نحن أمام وقف إطلاق نار هش ؟ وهل وقف إطلاق النار كان من أجل أن تلتقط إسرائيل أنفاسها ؟ أم من أجل امتصاص غضب العالم على مجازرها ؟ أم الخطة الأمريكية تقتضي ذلك قبل تأديب سوريا وإيران خصوصا وقد حان موعد الرد الإيراني على الخطة الأوربية بخصوص برنامجها النووي ؛ وهو رد لن يرضي الغرب وأمريكا حسب الجديد من المؤشرات .
لم تخف إسرائيل ولا البيت الأبيض رغبتهما في توسيع صلاحيات القوات الأممية ليحصل بالفعل ما تريده إسرائيل وهو نزع سلاح المقاومة ؛ علما بأن مهمة القوات الأممية حسب الفهم العربي هو مراقبة اللالتزام بقرار مجلس الأمن إلى حين ظهور ما يؤكد الخرق فيكون قرار التأديب بعد ذلك للطرف غير الملتزم . ولقد طرحت أسئلة حول تملص الفرنسيين من قيادة هذه القوات وتقليص عددها ؛ وأهمها هل ترفض فرنسا الإذعان للإرادة الأمريكية في موضوع نزع سلاح المقاومة لهذا جاء موقفها بتخفيض القوات وتقنين مهامها وهي التي بادرت في البداية إلى تبني قضية قيادة القوات الأممية ؟ ومن الأسئلة الملحة أيضا لماذا تشترط إسرائيل في القوات الأممية أن تكون من دول تربطها بها علاقة ؟ هل تناور لربط علاقات وقد سنحت الفرصة أم أنها تبيت لهجوم على لبنان وسوريا وتريد غطاء الدول التي تسكت عن عدوانها أو ربما تساعدها عليه ؟
لقد طال الصمت العالمي على نزق إسرائيل واستهتارها بالالتزامات الدولية ؛ وقد قاست إسرائيل مدى استعداد العالم لكبح جماحها وهي ربيبة أكبر دولة تمارس العدوان في العالم فوجدت الفرصة سانحة ولا تعوض للعب دور أكبر في ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد وهو كناية عن تقسيم جديد لمناطق النفوذ بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية بعد تردد الدول الأوربية في ذلك تحت ضغط شعوبها التي دهشت من ممارسات الديمقراطية على الطريقة الأمريكية والإسرائيلية . وانه ما لم يتحرك العالم بسرعة ويستيقظ ضميره فيستعمل لغة الإدانة الصريحة لممارسات إسرائيل وأمريكا المصحوبة بالإجراءات الردعية سياسيا واقتصاديا فان العالم سيصير لعبة في يد شرذمة متهورة قد لا تحسب الحسابات الدقيقة لعدوان بالأسلحة المحرمة دوليا بدعوى الدفاع عن إسرائيل وعن العالم الحر وعن الديمقراطية وبدعوى محاربة الإرهاب ؛ ولربما انقلب السحر على الساحر وتكرر نموذج المقاومة اللبنانية في كل مكان وانكشفت السوءة الأمريكية والإسرائيلية لعالم ظل لعقود يخشى بطشهما ؛ ومن يدري قد يكون الله عز وجل قد أراد بهذا العالم خيرا فزين لإسرائيل وأمريكا الحرب ليكون ذلك نهاية لعقلية التجبر في الأرض ورب نقمة في طيها نعمة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *