لنعمل على تكسير اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل

بعد ذهاب و إياب بين مكاتب إدارات وطني في يوم حر من أيام هذا الصيف الملطخ بدماء الأبرياء من فلسطين ولبنان؛ انزويت إلى ركن مقهى في الشارع الكبير لمدينتي وقد أخذ التعب مني مأخذه، وكان العرق يتصبب من جسدي جراء مروري عدة مرات في معصرة بيروقراطية بلدي . فارتميت على كرسي وعقلي شارد يحلق بتفكيري في لا إنسانية الإنسان، في غطرسة بني صهيون ومن ساندهم من أمريكان؛ وفي أسباب سكوت قادة العالم على هذا الطغيان.
ولم أفق من شرودي سوى على سؤال النادل وهو يطلب مني ماذا أريد، فأجبت دون تفكير: " فنجان قهوة مقطرة دون سكر". ربما كنت أود من خلال تجرع مرارة القهوة، أن أبدد ما يخالجني من علقم على الوضع العربي والإسلامي، عن الانقسامات وتطاحن المصالح الدنيوية. وهل تبدد مرارة العلقم بمرارة البن؟
وأنا كذلك، تتقاذفني أمواج تفكيري، سمعت أحدهم بطاولة قربي يخاطب جليسه بصوت فيه رنة من الحدة والعتاب يقول: "انظر إلى الناس، كيف هم منشغلون بأمورهم؛ لا مظاهرات، ولا مسيرات، ولا احتجاجات على ما تقوم به إسرائيل في فلسطين ولبنان من تدمير وقتل للأبرياء." وأردف يقول: " أما قادة العرب و المسلمين وحكوماتهم فليس لها موافق شجاعة، إن لم اقل ليس لها مواقف بالمرة ."
اخترق هذا النقد طبلة أذني نظرا لكون صاحبنا كان يتكلم بصوت مرتفع، فدفعني الفضول لأرى وجه هذا الجالس المنتقد. فالتفت ناحيته، فسقط نظري على شخص جالس واضع رجلا على رجل، وأمامه على طاولة مستديرة قنينة من "كوكاكولا" تزينها قطرات ندى من كثرة البرودة، وعلبة سجائر من نوع "ماربورو"، رافعا رأسه و ملوحا بيده اليمنى، وهي تقبض على سيجارة من النوع المذكور بالسبابة والوسطى، كأنه يلوح بسيف في ساحة الوغى. فتبسمت في داخلي من السخرية من هذا الموقف الغريب ، موقف فم اجتمع فيه الضدان: على مستوى القول والكلام يخرج منه الانتقاد مدرارا ليرمي به على الآخرين، وعلى مستوى الفعل يدعم اقتصاد "أمريكا" راعية الصهيونية باستهلاكه وابتلاعه موادها؛ غير آبه أنه بصنيعه هذا يوجه رصاصتين : الأولى لنفسه باستهلاكه مواد في أصلها سموم لجسده، والثانية لإخوته الفلسطينيين واللبنانيين بتمكين هذا القطب الاقتصادي العملاق من تحصيل الفائض للأسلحة. فقلت له في نفسي: " كيف تريد أن يتخلى الزعماء والحكام العرب عن ما تضمنه لهم الولايات المتحدة الأمريكية من ثبات في كراسي السلطة، بما في ذلك من رغد في العيش كما يرونه، وهو يفوق أضعاف ما لم تستطع أنت أن تتخلى عنه ؟"، وزدت أناجي نفسي :" وما جدوى التنديدات والمظاهرات و المسيرات و…و… إن لم يصاحبها الفعل والعزيمة على مقاومة النفس بمقاطعة كل ما قد يخدم الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى رأس ذلك الاقتصاد الذي به تقوت وتجبرت." فلنعمل جميعا على تكسير اقتصادها.




Aucun commentaire
لسم الله. وبعد . اشكر في البداية الاخ صاحب المقال على طرح الموضوع للنقاش والاخوة في وجدة سيتي لفسح المجال. اقول للاخ ان الاقتصاد يخضع لنمط العيش الدي يخضع بدوره الى مجموعة من القيم و العادات و التقاليد وهده منها ما هو مكتسب و منها ما هو قابل للاكتساب عن طريق التعلم. والولايات المتحدةالامريكية باعتبارها دولة عظمى على دراية و وعي بهده الامورلان لها جيشا من العلماء و المفكرين و المنظرين والخبراء في مجالات شتى لهدا فهي تستثمر في مجال التعليم الملايير… لدا نجدها تتدخل في البرامج التعليمية للدول الاخرى – ومنها المغرب- وطبعا الدول العربية تحت درائع من قبيل التعاون و المساعدة الى غير دلك لاجل توجيه ارادات الافراد و الجماعات وتشكيل القابليات لديهم . ان الامر خطير بشكل كبيرولا نستطيع تصوره . فكن على يقين ايها الاخ الكريم سواء ااستهلك جارك في المقهى السيجارة ام لم يستهلك سيخرج ثمنها من جيبي و حيبك وجيبه . ولكن الافضل ان يقي جسده من السموم. فالمشكل في القمح والدهب الاسود.. فامريكا مستعدة للدخول في حرب عالمية ثالثة من اجل البترول وما العراق عنا ببعيد. و ليس في مارلبورو والقمح بيد الدولة العظمى والتي بالطبع تسعى الى ان يبقى دائما بيدها. ثم في مجال التعليم يجب ان تسن سياسات وطنية تسعى الى الحفاظ على الهوية العربية و الاسلامية ودلك بمراعات القيم الاصيلة للامة واعداد جيوش المستقبل من العلماء والفنيين و الخبراء الخ….. كما ان المقاطعة يجب ان تتماشى معها عملية بناء الدات وعدم الافصاح عن البرامج و المشاريع و المخططات حتى لا يطلع عليها هؤلاء و اولائك توخيا للحدر كما يفعلون هم انفسهم . اللهم انصر اخوتنا في لبنان و فلسطين و العراق وعليك باليهود الغاصبين بم شئت و كيف شئت. والحمد لله رب العالمين.
تحية إلى الأخ بنيونس:
أضيف أن طرق المقاطعة قد تم تجريبها بنجاح في الهند وفيتنام والصين وأمريكا اللاتينية. فلم لا نحن؟