دعوة تحزيب الامازيغية دعوة ضيقة الافق

العلاقة بين الحقلين : الثقافي و السياسي، حاضرة بقوة في كل تحولاتنا المجتمعية و يشكل هذا الأمر خطرا حقيقيا على كل قضايانا الحيوية خاصة إن لم نستوعب دقة العلاقة القائمة جدليا بين الحقلين .
ومن أهم القضايا التي طرحت فيه هذه العلاقة بشكل قوي وبشكل فج القضية الأمازيغية ، بحيث كلما تقدمنا في طرح مشكل الثقافة واللغة الامازيغيتين أو كلما كان هناك جديد يهم هذه القضية إلا وظهر في الساحة من ينادي بتأسيس حزب سياسي امازيغي .. وهكذا كان الأمر بعد ميثاق أكادير وبعد بيان محمد شفيقي .. وبعد تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وهكذا كان الأمر بعد الشروع في تدريس الأمازيغية .. إن الدعوة إلى تحزيب الأمازيغية أمر قديم وجديد وأصحابه لا يفقهون شيئا في العلاقة القائمة بين الحقل السياسي حقل المنافسة والاختلاف والسعي إلى ممارسة السلطة والتناوب بين الحكم والمعارضة والحقل الثقافي حقل النظرية و الاجتهاد وحقل إنتاج الفكر وصياغة الهوية المتعددة ..إن سعي هؤلاء إلى التأسييس المفرط للقضية في إطار حزب سياسي وهو نقل موضوع الأمازيغية من الحقل الثقافي المدني الواسع إلى حقل سياسي ضيق الأفق ، وهو مجرد نوع من الهروب إلى الأمام بقضية ليست قضيتهم لوحدهم بل قضية كل المجتمع وكل الوطن ، وتحزيب قضية من حجم المجتمع و الوطن مثل الأمازيغية هو مسالة نخبوية تريد فئة من الناس استغلالها سياسيا لمصالح قد تبدو عادلة ومهمة في عيون أصحابها إلا أنها مجرد أوهام سياسية لا غير.
هل حل معضلة الأمازيغية يستدعي منا الاستمرار في النهج المعروف,جمعيات ثقافية مدنية وشخصيات وطنية مستقلة ومنتمية مطالبة و مدافعة,رافعة راية الأمازيغية ثقافة و لغة
وتراثا و أرضا .. حاضرة في كل اللقاءات و المحافل والأحزاب والنقابات والمنظمات غير الحكومية المحلية والوطنية مرة مفلحة في مسعاها و مرة أخرى مخيبة الآمال ، أم الأمر أصبح يستدعي منا تشكيل إطار سياسي ؟؟؟
إن السؤال أعلاه يختزل الإشكالية ويحي بجواب واحد هو التحزيب أي الإطار السياسي ، لقوة الجاذبية والبسطة التي يختزلها مشروع الحزب.. كأننا أمام حل سحري يقلص المسافات والزمان ، ويحقق المستحيل في الخيال والحلم .. أليس من حقنا أن نضيف ليكن الأمر كذلك ونؤسس لحزب يجمع الامازيغيين ..وقد تأسس الحزب المعلوم .. ولكن ماذا بعد ؟؟؟ وهذا هو السؤال الحقيقي الذي يشكل العقبة ويشل التفكير ويجمد المبادرات .
يقول احد مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية متحدثا عن هذه الحركة : ظهرت الحركة الثقافية الأمازيغية المغربية في أواخر الستينيات كحركة تصحيحية ضاغطة, قوامها العقل
والإقناع و الحوار و مرجعيتها التاريخ و الواقع اللساني و الثقافي للشعب المغربي والمواثيق الدولية و حقوق الإنسان، و مبدأها الاستقلال عن الحكومة و الأحزاب السياسية،ففرضت وجودها داخل المجتمع ..و نضيف أن الحركة حققت فعلا تراكما نوعيا على مستوى التعبئة للمطالب الأمازيغية فأصبحت هذه المطالب تحضي فعلا بتأييد أغلبية الديمقراطيين المغاربة وبالدوائر الحكومية والرسمية ،واتسعت الرقعة الجغرافية للجمعيات و ازداد عددها وظهرت تشكيلات مدنية كتنسيقيات وكونفدراليات .. كما عرفت الساحة الثقافية إصدارات امازيغية تهم كل المجالات بفضل مساهمات هذه الحركة الثقافية الصبورة و المتجدرة إلى أن توج نضالها بإعلان الوزير الأول لأول حكومة للتناوب عن نية حكومته ؛إنعاش الأمازيغية ؛ بحل معضلاتها و النظر في مطالب حركتها ….وجاء ميثاق التربية و التكوين وطرح تدريس الأمازيغية بعلته .. وجاء خطاب أجدير التاريخي.. وتأسس المعهد بعيوبه .. وحسم الحرف .. تحققت تراكمات نسبيا ايجابية .. والبقية تأتي .. كل هذه العوامل خلقت دينامكية جديدة وسط المهتمين من أبناء الحركة الثقافية الأمازيغية وخارجها وتبنت الأحزاب المغربية أهم أطروحات هذه الحركة ولو بشكل محتشم ..وتطور تدريس الأمازيغية نسبيا بحيث بلغت نسبة توسيع تدريس الأمازيغية بأكاديميات المملكة خلال الموسم الدراسي 2004 – 2005 حوالي 225 % وهي قفزة نوعية هامة رغم كل المشاكل التي لاتزال تطرحها عملية تدريس الأمازيغية .
إن دعوة تأسيس إطار سياسي للأمازيغية, دعوة ضيقة الأفق, و يظهر أن أصحابها يعانون من معضلتين أساسيتين, من جهة قصر نفس نضاليتهم رغم كل النوايا الحسنة التي يملكون, و من جهة أخرى مدى تبعيتهم السياسية و بالتالي اعتمادهم على الجزء الكبير من الأحزاب التي تقود الحكومة الحالية في حل معضلات الأمازيغية علما أن هذه المسألة في نظرنا تاريخية و لا يمكن التقدم في تحقيق المطالب الأمازيغية إلا عبر صيرورة تاريخية طويلة النفس, الصيرورة التي لابد أن تظل وراءها حركة ثقافية ديمقراطية قوية, تعرف متى ترفع هذا الشعار و متى تدافع و متى تهاجم .., إن موضوع الأمازيغية يمكن اليوم أن يصبح شأنا مغربيا وطنيا, و التحولات التي يعيشها بلدنا تساعد كثيرا على ذلك.
إن التسييس المفرط للأمازيغية في إطار حزب يبدو غامضا منذ الآن و سيفقد القضية الحيوية التي تعيشها داخل المجتمع المدني, بحيث ستصبح قضية خاصة بعدما قطعنا كل الأشواط منذ الستينيات لجعلها شأنا عاما و وطنيا, لابد أن نعمل حاليا لتكون محل إجماع كقضية الصحراء, و نحن إذ نسجل هذه الملاحظات على أصحاب مبادرة تأسيس إطار سياسي للأمازيغية,نريد أن نسجل كذلك أنه آن الأوان لبناء حركة ثقافية أمازيغية مستقلة فعليا عن الأحزاب لبناء هوية مغربية متعددة لا إقصاء فيها لطرف على حساب طرف آخر.
حركة ديمقراطية حداثية مفتوحة على المستقبل ، ذات مرجعية اقتراحية، و في نفس الوقت منشغلة في البحث الجاد في الرفع من المكونات الثقافية الأمازيغية؛ الثرات، اللغة، التاريخ، الإيداع،.. و تعميمها على كل المغاربة بل و تصديرها إلى العالم.
الحسن باكريم – أكادير
Aucun commentaire
Notre langue c’est l’arabe, notre religion c’est l’islam. Celui qui veut autre chose que c’est deux là, qu’il quitte le pays. « Addahir albarbari » ou « le pacte de la sisanie » ne cesse de venir sous autres visages, et le but c’est la laicisation de la nation par la suite la mise en avant d’une élite sioniste qui « guide le peuple vers les interêts de sion », on est pas loin de ce scénario..
من أب أمزيغى وأم عربية ومعليشة لجميع أنواع الفصائل المغربية أتعجب لهذه الفكرة الجديدة القديمة التى بدأت تفرض نفسها على واقعنا المغربى …وإذا ما نظرنا من حولنا إلى التحولات التى يعيشها المجنمع العربى خاصة والمجتمع الإسلامى عامة نرى أن سيناريوهات جديدة تطغى على معظم أمتنا …فما بدأنا فى محاولة إطفاء نار فتنة هنا حتى تشتعل أخرى فى ناحية ما….إن ما تعيشه أمتنا لهو مسلسل فى تفرقة شعوبنا تفرقة عرقية أو ثقافية أو جهوية أو….إن ما ينسج الآن لهو تتمة لما بدأه الظهير البربرى ….ونحن فى حاجة أكثر من أي وقت مضى لتماسك أطرافنا لمواجهة تحديات العالم الجديد الذى لايرحم الضعفاء …..إن المنازعات التى ستخلقها الأمازغية ستكون لها عواقب وخيمة على وطننا لتشتيته إلى طوائف عدة ومن هناك سينطلق المسلسل الذى نشاهده يوميا فى أوطان أخرى…..
ألم يقل سبحانه وتعالى »إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدونى » ربنا واحد…ديننا واحد ..نبينا واحد …وقبلتنا واحدة ..إذن أين يكمن هذا الضرربالنسبة للأمازيغ؟ من الأمازيغية إلى الإستقلال الذاتى إلى الفيديرالية إلى…وإلى…..إلى الجحيم …أتقوا الله فى أمتنا ووحدتنا التى هى سر قوتنا والنتماسك بحبل الله جميعا …وآخر سيناريو هو فى العراق الذى كتب عليه التمزق من من؟…..من العدو المشترك لجميع الشعوب الإسلامية والعربية….حيا الله كل من يدافع على وحدة هذه الأمة….