مجزة غزة توحد إسلاميي وجدة
بعد قطيعة دامت أزيد من أربع سنوات بين أكبر فصيلين إسلاميين بالمغرب، مكنت مجزرة غزة الرهيبة من أن يجتمع الشقيقين جماعة العدل و الإحسان و حركة التوحيد و الإصلاح من جديد لينسقا مسيرة اليوم المعبرة عن تضامن ساكنة وجدة الأبية ،والتي أعادت الدفء للعلاقة المتجمدة بين الجانبين ، فقد كان هول الكارثة أكبر ،ووقع الصدمة أبلغ، الشيء الذي مزق حائط الحزازات ،و أذاب جبل الثلج، و ربما لأن الجانبين يدركان جيدا حجم المسؤولية الإسلامية و القومية الملقاة على عاتقيهما فمن لفلسطين و العراق و أفغانستان إن غابت القوى الإسلامية ؟،و أين من يرفعون الشعارات الفضفاضة الذين يتهمون الإسلاميين بأنهم يستغلون هذه المناسبات من أجل الركوب على موجة الشارع؟ .و الحقيقة أن الإسلاميين المغاربة خاصة الحركيين منهم لم يدعوا في يوم من الأيام الانفراد بالشارع المغربي .كما أن الأيام علمتهم أن القضية هي قضية الجميع، و أنه لا معنى لأن تتنصل الأحزاب و الهيئات من الوقوف بجانب الإخوة في غزة و غيرها . فكم سيكون الموقف معبرا لو استنفرت كل هيئة قواها و مناضليها و نزلت إلى الشارع بكل مسؤولية و روح حضارية و عبرت عن استنكارها و شجبها لما يحدث ؟ بل الرسالة الجماهيرية ستكون ذات وقع أكبر، و لكن ؟
و الحال أن مجزة غزة و حصارها لا يوحد الإسلاميين المغاربة فقط ،و لكنها تتعداه إلى صفوف الأمة العربية و الإسلامية ، مذكرة إياهم بعهد الأخوة التي يجمعهم و إن اختلفت ألوانهم و ألسنتهم ، بل و حتى معتقداتهم ، لأن نصرة المستضعفين أحد أهم ركائز الدين الإسلامي الحنيف .فكيف بمن هم إخوة لنا تجمعنا بهم قواسم الدين و اللغة و المصير المشترك…
لذا ، و أمام تسارع الأحداث لم يكن أمام الفصيلين كثير من الوقت من أجل التشاور و التنسيق .والذي حضر المسيرة لا حظ حجم التطاوع بين الجانبين ، فقد اختلطت الأطراف في معمعة واحدة ، هي التضامن مع غزة ،و نتمنى أن لا يكون ما حضرناه اليوم استثناء و سحابة عابرة ، بل نتمنى أن يعم التآلف و التطاوع جميع الهيئات و الأحزاب و الجمعيات و ذلك حتى تصبح القضايا الكبرى فوق أي تنازع و توظيف سياسي ضيق .و لكم كانت كلمات الأستاذ النهاري الخطيب المتحرق محبة و نصرة للقضية صادقة صافية و هي تهفو إليها القلوب ،و لكم كان ختم الأستاذ محمد حمودي معبرا عما يختلج في جنبات صدور الحاضرين . وفي هذا الصدد أدلى الأستاذ مصطفى قوريشي بتصريح عن جماعة العدل و الإحسان لوجدة سيتي
كما أدلى السيد (رشيد شتواني).و هو أحد مسؤولي حركة التوحيد و الإصلاح بوجدة لوجدة سيتي ـ استمع الى التسجيل : الجزء الأول للسيد رشيد شتواني والجزء الثاني للسيد مصطفى قوريشي ـ :
.إعداد
الحوسين قدوري و رشيد شريت




3 Comments
هكذا نريدكم يا إسلاميي وجدة. تطاوع كبير ونكران للذات ، لا شعارات إلا ما ارتبط بالقضية الفلسطينية، صحيح أنكم أصحاب المبادرة وأنكم في المقدمة، لكن سكان وجدة كلهم كانوا معكم ولو بقلوبهم، لقد رأيتم النساء من شرفة العمارة يعبرن لكم عن تضامنهن… من هنا يبدأ النصر.
هكذا نريدكم يا إسلاميي وجدة. تطاوع كبير ونكران للذات ، لا شعارات إلا ما ارتبط بالقضية الفلسطينية، صحيح أنكم أصحاب المبادرة وأنكم في المقدمة، لكن سكان وجدة كلهم كانوا معكم ولو بقلوبهم، لقد رأيتم النساء من شرفة العمارة يعبرن لكم عن تضامنهن… من هنا يبدأ النصر.
غدا المظاهرات في كل الثانويات مع الثامنة صباحا
تحية لصاحبي المقال على الجدية و التغطية الفاعلة و الغيرة على واقع الحركة الإسلامية إلا أنه وجب التنبيه أن العلاقة بين الحركتين طبيعية كأي علاقة بين أي مدرستين
مختلفتين وَلإن غاب التنسيق على المستوى المحلي فإنه حاظر على المستوى الوطني في مثل هذه المناسبات