Home»National»الفترة الزاهية والراقية رياضيا وثقافيا لمدينة تاوريرت أواخر السبعينات وبداية الثمانينات

الفترة الزاهية والراقية رياضيا وثقافيا لمدينة تاوريرت أواخر السبعينات وبداية الثمانينات

0
Shares
PinterestGoogle+

انجاز MOHAMED HATHOUT محمد حطحوط

صديقاتي اصدقائي الاوفياء يسعدني ويسرني كثيرا في هذا اليوم المبارك ان استعيد معكم تلك النهضة المميزة التي بدأت تعرفها مدينتنا تاوريرت العزيزة منذ فجر الاستقلال خاصة في ميدانين نموذجيين ومهمين ومحبوبين لدى شبابنا .
وهما الميدان الثقافي الذي سنبدا به حديثنا وورقتنا والذي سيعرف خلال أواخر السبعينات انتفاضة وطفرة وانتعاشة قوية مع ظهور شباب مثقف ومناضل متعطش للتعبير عن ذاته واخراج كل طاقاته الإبداعية التي تشبع بها في الثانويات والجامعات.شباب ما بعد الاستقلال او الجيل الذهبي الذي أصبح يشكل نموذجا للطموح والجدية وخدمة بلده ومدينته

.من هنا كانت بداية طلبتنا واطرنا بالانضمام للمجتمع المدني وتأسيس جمعيات راقية دورها الاعتناء بكل ماهو ثقافي وفني كالمسرح والسينما والغناء الملتزم.نعم ظهرت عدة جمعيات للوجود منها جمعية الامل واصوات المسرح التي عشنا معها اسبوعا فلسطينيا اقل ما يقال عنه انه كان رائعا وراقيا خاصة كرنفاله الذي جاب الشوارع الرئيسية بالمدينة ونال اعجاب الجماهير التي غصت بها جوانب الطرقات التي مر منها الكرنفال .هناك ايضا فرقة المسرح الشعبي التي كانت تضم عدة وجوه شابة آنذاك امثال احمد بنغنو وتوكيليت البكاي ومختاري ميمون والبرنيشي وعدلاوي عبدالحفيظ رحمه الله واحمد حاجي وٱخرون استسمح ان اغفلت ذكرهم وقد مثلوا مدينة تاوريرت في عدة ملتقيات تعني بهذا النوع الفني وهو المسرح

.هناك ايضا جمعية جيل وادزا التي كانت مهتمة أساسا بالغناء وجمعية قدماء تلاميذ تاوريرت التي ساهمت بدورها في الدفع والعمل قدر المستطاع على تنمية المدينة ،لكن جمعية الامل كانت العنصر الابرز والاهم من خلال ما كانت تقدمه لنا كمتتبعين شغوفين وتواقين ومتعطيشين
لنرى مدينتنا تنعم بهذا الكم من ابناء المدينة الابرار الذين ازالوا عنا غبن التسكع والارتكان في الأزقة والدروب والمقاهي دون فائدة .نعم بدا هؤلاء يستهووننا بما كانوا يجودون علينا به من ابداع مسرحي ومحاضرات وامسيات سينمائية واسابيع ثقافية وفلسطينية .كانت فعلا مرحلة مهمة في تاريخ تاوريرت حيث أصبح اسمها متداولا بشكل كبير جهويا ووطنيا بفضل جمعية الامل التي برزت في مسرح الهواة بطاقات شابة واعدة امثال الاخوان مخفي واهرام واحمد حاجي وعمري والحنبالي حسين وقضاوي وبتاطبر من موسسي الجمعية جمال هاشم واخوه حسن رحمه الله وبوزردة بوبكر وعبدالقادر الصادقي رحمه الله ولحرش رگيگ وعبدالكريم شليح واخوه حسن رحمه الله وٱخرون سنأتي على تقديمهم حين تتاح لنا الفرصة.جمعية الامل استطاعت بفضل تضحيات اعضائها ونضالهم كتابة تاريخ مجيد في صفحات الذاكرة الثقافية لمدينة تاوريرت

.ماعشناه وشاهدناه ٱنذاك من مسرحيات واغاني ملتزمة من اعداد الفرقة التي تشكلت في مجملها من ابناء دوار المخزن وعلى رأسهم المرحوم عبدالعزيز بوروح والاخ عماري محمد وعماري عيسى ومصطفى غربي وما عشناه كذلك من مشاهدة قيمة لافلام سينيمائية متنوعة ورحلات استكشافية وترفيهية كان شيئا رائعا عوضنا عن سنوات عجاف ثقافيا. نعم مدينتنا بفضل ذلك اصبحت قبلة لعديد المسرحيين المرموقين والمجموعات الغنائية الملتزمة والمحاضرات من ألوان مختلفة وكذلك تعرفنا عن قرب عن القضية الفلسطينية التي كانت محورا رئيسيا لكل الأنشطة التي كانت تنظمها جمعية الامل.تعرفنا كذلك من خلال جمعية الامل على شخصيات رائدة في المسرح والفكاهة كبزيز وباز مثلا .ولا احد عايش تلك المرحلة يمكنه تجاهل او انكار تلك المرحلة المميزة التي كتبت حروفها من ذهب في سجل الزمن الجميل الثقافي بتاوريرت والذي لم ولن تعرف المدينة مثيلا له

 

.
اما النوع الثاني الذي بدوره عرف طفرة قوية صديقاتي اصدقائي هو الميدان الرياضي الذي بدأت المدينة تعرفه ٱنذاك ولم تعد المدينة مكتفية بفريق واحد لكرة القدم والذي استمر منذ فجر الاستقلال اوقبل ذلك والذي هو جمعية أهل وادزا ASOZT فظهور جمعية قدماء تلاميذ تاوريرت استقطبت عديد الأطر من ابناء المدينة الذين عملوا على ظهور فريق جديد تحت اسم النهضة الرياضية لكرة القدم الذي سيشكل له مكتبا شابا وعلى رأسهم المرحوم مصطفى القضياوي الذي اعطى له انطلاقة جيدة وأضاف له فرعا لكرة اليد الذي سيقول كلمته منذ البداية واستطاع جلب العديد من الشباب المحب لهذه الرياضة وكون له شعبية كبيرة بالمدينة وسيرتقي مع مرور السنين الى القسم الممتاز بفضل عشاقه ومازال لحد الساعة يناضل ويكافح من اجل الإستمرارية مع نقص كبير وواضح في الدعم والمساندة علما اخواني اخواتي ان فريق نهضة تاوريرت لكرة القدم استطاع بعد تأسيسه لسنوات الصعود للقسم الثاني للمرة الأولى في تاريخ تاوريرت وما زال ينشط لحد الساعة في بطولة العصبة بعد مغادرته لقسم الهواة لظروف مادية محظة مع العلم انني كنت كاتبا عاما للفريق أواخر الثمانينات

.
اضافة إلى نهضة تاوريرت عزيزاتي اعزائي فقد ظهرت للوجود جمعيات اخرى في كرة القدم كالنجم الرياضي الذي استطاع البصم منذ بدايته على تتائج جد إيجابية ووصل لمباريات السد منذ بدايته ولكن لظروف مادية محضة سيندثر ليعوضه فريق ٱخر تحت اسم جمعية تاوريرت الذي بدوره سيعتذر بعد مواسم قليلة دون ان ننسى ولادة جمعية الوفاق الرياضي الذي عرف انطلاقة مميزة جدا وبخمسة فروع رياضية وهي كرة اليد وكرة الطاولة ورياضة الشطرنج والعاب القوى والدراجات الهوائية وكنت كذلك كاتبا عامابالمكتب الاداري برٱسة الاستاذ لحرش ركيك .هذه كانت لمحة قصيرة عن الفترة الزاهية التي عرفتها مدينة تاوريرت أواخر السبعينات وبداية الثمانينات في الميدان الثقافي والرياضي والتي كنت شاهدا عليها سواء كرياضي ممارس او كمتفرج ومتتبع للشأن الثقافي آنذاك

.
اتمنى ان تتمكن المدينة على الاقل معاودة مثل هذه المرحلة التي رسمها ذلك الجيل الذهبي بتضحيات جسام دون طلب المقابل بل فقط من أجل الامتاع والإستمتاع .مع ازكى التحيات للجميع.
انجاز MOHAMED HATHOUT محمد حطحوط

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. Radouane IJJOU
    27/10/2025 at 14:49

    من أخيك الأصغر رضوان إيجو ومن بلاد المهجر. إلى أستاذي الفاضل السيد حتحوت محمد، أستاذ التربية البدنية بإعدادية عدلال بن عبد الله بمدينة تاوريرت العزيزة،

    أبعث إليك بخالص الشكر والتقدير على ما جادت به أناملك في مقالك الجميل الذي أحيى فينا ذكرياتٍ لا تُنسى. لقد عدتَ بنا إلى زمنٍ ذهبي، زمن الجيل الرائع الذي تشرّف بأن تتلمذ على يديك.

    لقد أيقظتَ فينا حنينَ تلك الأيام الخالدة التي كانت فيها تاوريرت تعجُّ بالجمعيات الرياضية والنشاطات الشبابية. كنا نشارك بين الفينة والأخرى في مباريات كرة السلة، وكرة اليد، وكرة القدم، بل وحتى في أنشطة جمعية الأمل التي ما زلت أذكرها بكل فخر، وكنت أشارك فيها ولو بقدر بسيط إلى جانب إخوتي وزملائي الأعزاء، أمثال الأخوين المخلصين مخفي و”الأخ بوزردة” غربي الرامي وبنغنو وغيرهم من الوجوه الطيبة التي لا تُنسى.

    أشكرك أستاذي الكريم جزيل الشكر، فقد أعدتَنا إلى سنوات السبعينات والثمانينات، إلى زمنٍ كانت فيه الرياضة تربيةً وأخلاقًا، والمدرسة بيتًا ثانياً، والأساتذة قدوةً ومصدر إلهام.

    تلميذك وأخوك الصغير،
    رضوان إيجو

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *