Home»National»الفرقة الموسيقية لجمعية الأمل الثقافية بتاوريرت :ظروف النشاة وسياق التاسيس

الفرقة الموسيقية لجمعية الأمل الثقافية بتاوريرت :ظروف النشاة وسياق التاسيس

0
Shares
PinterestGoogle+

عبد السلام بوروح
الجزء الاول: ظروف النشاة

.

مع حلول كل صيف تغوص بنا الذكريات في عُمق وعِبق التاريخ لتعود بنا الى الزمن الجميل والرائع ،، زمن السبعينيات ،، زمن الأسابيع الثقافية التي كانت تُؤثث كل صيف مدينة تاوريرت والتي اصبحت بعدها مدينة الثقافة بامتياز ،، بعد ان كان القحط الثقافي يخيم عليها ،، تغوص بنا الذكريات كذالك في افراح الاعراس الجميلة التي لا تتوقف طيلة الصيف والتي كان يتكلف بها اصحابها بمساعدة الأهل والجيران من دون ممول حفلات ،، كانت الروعة في البساطة والفرح الجماعي الكبير،، كانت المدينة ،، بكل احيائها تفرح ،، وكان دوار المخزن ،، أقدم حي في المدينة ،، وكانت فرقته الموسيقية،، تهيئ ،، تبدع ،، لتقدم الفرح بسخاء منقطع النظير ،،
قبل أن تكون ،، الفرقة الموسيقية لجمعية الأمل الثقافية ،، بدات هذه المجموعة المتكونة من الإخوة عماري محمد ،، عماري عيسى ،، غربي مصطفى،، لشهب ناجم والمرحوم الأخ عبد العزيز بوروح ،،نشاطها في دوار المخزن ،، تخرج أفرادها من معهد موسيقى الهواء الطلق الذي يزخر به ذلك الحي الشامخ،، المطل على مدينة تاوريرت،، بعد أن أخد مسافة منها لكي يتعلم أفرادها بهدوء أبجديات الغناء والموسيقى ،، موازاة مع أبجديات الحياة ،، كانت الموسيقى نشاطا ليلياً بامتياز،، تتخلله الطرائف المُضحكة أحياناً والنقاش الجدي في أمور الحياة أحياناً اخرى،،كُنا نجتمع حول تلك الفرقة بعيدا عن منازلنا ،،صيفاً،، في الساحة المُطلة على ملعب كرة القدم أو في أعالي الجرف المطلة على الحي،، بين البرجين الشامخين التي تُعرف بهم مدينة تاوريرت ،، وشتاء في أحد الإسطبلات التي غادرتها خيول آبائنا،، التي كانت تسكنها حينما كانت لدوار المخزن فرقة للخيالة الخاصة به،، والتي كان اباؤنا يشاركون بها في الحفلات الوطنية والدينية،، كنا ونحن أطفال،، ننتظر بشغف أعياد الفطر والأضحى والمولد النبوي،، لنستمتع بسباقات التبوريدة التي كان يحرص اباؤنا على تنظيمها في ميدان الفروسية المحادي للدوار. كما قلت غادرت الخيول لعدة أسباب ،، وتركت لنا إصطبلاتها ،،نصول ونجول فيها ،، ننتقل من اصطبل لأخر حسب الظروف والمزاج ،، نملئها أجواءحا غناء ومرحا،، تحت أضواء شمعة خافتة او قنديل ياتي به أحدنا،، لينير به ظلمة الاصطبل ويبعث الذفئ في تلك الاجواء الشتوية ،، لم يكن في خُلد أفراد المجموعة يوما ما،، أن تلك الفضاءات المطلقة والواسعة التي اكتسحتها ،، قد بدأت من تلك الجحور الضيقة ،، وكانت الانطلاقة ،، في البداية،، كانت تُنشط أفراح الحي ،، الأعراس والأعياد وافراح نيل الشهادات ،، حتى الشهادة الابتدائية كانت لها قيمتها ،، فالتفوق الدراسي كان أحد الشروط الأساسية لآبائنا رحمهم الله،، لقبول شغبنا ،، ومن العوامل التي أغنت ثقافتنا الموسيقية،، هو أن آباؤنا وامهاتنا قدموا من مختلف إرجاء الوطن،، حملوا معهم القليل من أمتعتهم يؤثثون بها منازلهم الضيقة ،، لكن بالمقابل حملوا معهم كذلك الكثير من عاداتهم وتقاليدهم والأهم،، أهازيجهم ورقصاتهم،، يؤدونها بروعة في كل مناسبة ،، فكان كل فرح بمثابة مهرجان للفنون الشعبية ،، أهازيج الأطلس بكل أنواعها،، تمتزج مع أهازيج جبال الريف،، وجبال بني يزنا سن،، وحيدوس قبائل بني وراين،، يمتزج مع حيدوس اوطاط الحاج وميسور،، تتخللها الطقطوقة الجبلية،، ورقصة لعلاوي والمنكوشي،، والرگادة،، وغيرها من الفنون الشعبية التي تزخر بها بلادنا ،،حتى مدن كالدار البيضاء ومكناس،، وغيرها كانت تساهم هي الاخرى بما تعرفه من غناء وطرب ،، في هذا المناخ المتميز والرائع ،، نشأت المجموعة،، والتي شكلت نواة الفرقة الموسيقية لجمعية الامل الثقافية.
عبد السلام بوروح. غشت 2018
يتبع ،الجزء الثاني.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *