Home»International»يوم شاهدتُ البركة

يوم شاهدتُ البركة

3
Shares
PinterestGoogle+

.‎يوم شاهدتُ البركة

‎هناك بين قمم جبال الريف الشاهقة شقت فكرة طريقها إلى الوجود فتلقفها اهل الجود لتتحوّل إلى مؤسسة ضخمة صارت قبلة للحفاظ.

‎دامت الرحلة من مسجد الرمانة بدوار إخوانا قبيلة اجزناية إلى مؤسسة سفينة القرٱن زهاء ساعة قاومٓت فيها الٱلة الألمانية وعورة الجبال الإجزنائية: كان على السي عبد الرحمان تخسي أن يتسلح بكل مهارته في السياقة ليوصلنا بسلام إلى وجهتنا .

‎انطلقت الرحلة بعد عصر السبت 3 غشت 2025. بعد حوالي ساعة من ركوب القمم القاحلة الموحشة الجرداء أسلمتنا الطريق الضيقة إلى منحدر قادنا إلى منطقة خضراء.

‎دوار أولاد علي بن عيسى هو أخضر ما شاهدنا في الطريق.

‎على مستوى الدوار و على يسار الطريق بدت المعلمة متربعة على مرتفع.

‎كانت الساعة حوالي السابعة مساء حين استقبلنا أحد العاملين .

‎جال بنا في مرافق المؤسسة المختلفة لينتهي بنا المطاف في قاعة التحفيظ حيث كان يتربع الشيخ على كرسيه محاطا بعشرات الصبيان و بضعة شبان يكررون بصوت مرتفع الجزء المطلوب للحفظ. لكل جزؤه حسب تقدمه في الحفظ.

‎ زيارة الصيف هذه سبقتها زيارة الشتاء. الأولى كانت بعد الفجر و هذه بعد العصر.

‎في كلتا الزبارتين وجدنا الشيخ متربعا على عرشه بين طلابه منهمكا في الإنصات و التصحيح و المراجعة.

‎و خلافا لما علق بذاكراتنا و لما جرت بذكره الألسن لم نجد قرب الشيخ عصا.

‎نعم ، لا عصا في المدرسة، فكيف استطاع هذا الشيخ الكريم أن يُلغي أداة ارتبطت في الأذهان بتحفيظ القرٱن؟

‎فاتنا أن نسأله عن سّر إقصاء العصى من حصص الحفظ لكن الحديث معه يجعلك تدرك أن السر يكمن في شخصيته.

‎تغادر المكان و انت عازم على العودة في أقرب فرصة.

‎…

‎فكرة تحولت إلى مشروع. كانت قاعة الصلاة ثم قاعة التحفيظ ثم جاء المطعم و المرقد و الفرن و بيت الضيوف و المسبح و الملعب و المكتب.

‎تسميتها بسفينة القرٱن لم تأت اعتباطا. فمن حيث الشكل تمددت المرافق في اتجاه واحد فرضته التضاريس لتأخذ البناية شكلا طوليا يشبه سفينة راسية على تلة.

‎و هي سفينة للقرٱن تمخر ضباب الجهل و الأمية دون توقف. ينزل كل حافظ بعد مرفإ الحزب الستين ليواصل الملاح السي حسن أقلاح رحلته المستمرة منذ سنين.

‎ما تكون البركة إن لم تكن هذه؟

‎ في مكان معزول و سط جبال الريف الشاهقة، لم يتوقّعه أمودو و قد لا يحدد موقعه ݣوݣل إرث، عنت فكرة ببال إمام محب للقرٱن.

‎ فكرة تحفيظ القرٱن عزّزها طلب للجهات المعنية قوبل بالقبول ثم بدأت رحلة التحفيظ و البناء.

‎ذاع صيت المدرسة بين الراغبين في الحفظ الذين حجّوا و يحجون إليها بالمئات من مختلف ربوع الوطن و من وراء الحدود ليجدوا المأوى و المطعم و الرعاية من الداعمين للمدرسة و القائمين على شؤونها.

‎أموال طائلة حلت فوق تلّة لتحولها إلى قبلة للحفاظ. الميزانية الضخمة التي صرفت هنا لا تخطئها العين.

‎معلمة ولدت من همّة مهما وصفتها لن أوفيها حقها: من سمع أو قرأ ليس كمن رأى.

‎بورك في الشيخ و في كل المنفقين من اموالهم و اوقاتهم ليبقى هذا الصرح قائما.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *