Home»National»ثلاثة فجيجيين .. ولوحةٌ واحدةٌ:

ثلاثة فجيجيين .. ولوحةٌ واحدةٌ:

0
Shares
PinterestGoogle+

محمد بنعلي
تحمل هذه اللوحة أسماءَ سبعةٍ وسبعين (77) مناضلاً من أعلام الحركة الوطنيّةِ، من جميع أنحاءِ المغرب، الذين اعتقلتهم سلطاتُ الحماية من عام 1952 إلى سنة 1955.. من بينهم ثلاثة فجيجيّين، أحاول أن أعرِّفَ بهم بشيءٍ من الاختصار

:
1/ أحمد بنقاسم:
من قصر الوداغير. يحتل المرتبة السادسة (06) في اللائحة. كتب عنه العالم الجليل محمد المختار السوسي المذكور ضمن اللائحةِ أيضاً، في كتابه: معتقل الصحراء (الجزء الأول – مطبعة الساحل – الرباط -ط1/1982) وسماه: أحمد بن قاسم الفكَيكَي الأزرويي، كان يعتبره من أبنائه البررة، بل كان يصفه بولد قلبي (ص120) وفلذة كبدي. لازمَ أحمد مجالس درسه في المعتقل، واستفاد منه كثيراً، حتى كثيراً حتى تكونت له ملكة علم وإدراك وقواعد، ومعرفة الناس، والرسوخ في التدين…
وفي هذا الكتاب أشار إلى أنه أمضى معه لحظات سعيدةً ماتعةً، رغم قساوة المعتقل في أغبالو نوكردوس. وهو الذي بشره بخروجه من السجن، وفي ذلك يقول: « كانت التباشير تطل علينا من فجر الأماني بأن وقت الرجوع إلى الأهل قريب، وكانت العقول ترجم الغيوب بمن سيطلقون أولا، ولم يهجس قط بي أنني سأكون ذلك الأول. ففي صبيحة الثلاثاء 27 شوال عام 1373هـ، امتددتُ على فراشي وأنا أتلو سورة النمل سرا، إذا بالسيد أحمد بن قاسم الفكيكي يناديني أن قم اجمع متاعك، فقد أخبر بك رسميا الآن بأنك مسرح، والسيارة في الطريق إلى نقلك. فقمت متثاقلا 151 كأني سقيم. »
2/ حميدة بوعريش الفكَيكَي:
من قصر الوداغير أيضاً. يحتل المرتبة الثامنة عشرة (18) في اللائحة. كان والده مولاي أحمد بن هنان من أكبر وجهاء القصر المذكور، حيث وُلِد ابنه هذا عام 1905م. وفي عام 1922 انتقل معه إلى مدينة أزرو. وهناك تفتق وعيه الوطني، الذي جعل منه أحد أبرز رجالات الحركة الوطنيّة في المغربِ. وله مواقف جليلةٌ زجتْ به في السجون، وعذِّب في سبيلها عذاباً استعماريّاً وحشيّاً.
وقد كان مع ابن قاسم والمختار السوسي وغيرهم في أغبالو نوكردوس، ولم يتحرّرْ إلا في: 22 غشت 1955م… كان من أوائل الذين استقبلهم جلالة الملك محمد الخامس رحمه الله بعد عودته من المنفى.. تقلد بعد الاستقلال عدة مناصب، وتوفي رحمه الله عام 1975م.
3/ المدرسي أحمد العربي:
يحتل المرتبة السادسة والعشرين(26) في اللائحة: لم أكن أعرف عنه إلا أنه من أكبر أغنياءِ فجيج ثروةً، حتى إذا قرأت اسمه في هاته اللوحةِ بدأت رحلة البحث عن الجانب الآخر من حياته، فوجدته مناضلاً شرساً في وجه الاستعمار، لا يخرج من سجنٍ إلا ليدخل آخرَ ثمانيَ مرّاتٍ عصيبةٍ ذاق خلالها أشدَّ العذاب. ومعنى هذه الإشارةِ أن هذا المسارَ النضاليَ الطويل والمتراسل يقتضي ترجمةً واسعةً.
وهو في هذا يذكرني بثريٍّ آخرَ من قصر زناقة العتيد أيضاً، وهو المرحوم إبراهيم أوكريد، الذي كان من أكابر الوطنيّين الذين أتقنوا فن النضال، وبرزوا فيه. ولو توفرت المصادر لكان دافعاً إلى كتابة بحثٍ عن نضال أثرياء فجيج، الذين انتقلوا من الثراءِ الجهاديِّ إلى الثراءِ المادّي.
توفي المدرسي في يناير من عام 2003، وله من العمر ستة وتسعون عاماً، كانت حافلةً بالحيويّةِ البنّاءةِ والمثمرة… رحم الله تلك الأبدان، وأسكن أرواحهم في الجنان !

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *