Home»National»على خطى البدو

على خطى البدو

0
Shares
PinterestGoogle+

محمد شحلال

         إلى جانب استعمالات نبات الحلفاء في صنع الحصير وكثير من حاجيات البدو المرتبطة بالفلاحة،فإن أغصان الحلفاء كانت تؤدي دورا استثنائيا في حالتين اثنتين :

       كان الأهالي يصنعون شبكة من أغصان النبات سالف الذكر ليقوم بتقطير الحليب ليصبح جبنا لذيذا بعد ،،تلقيحه،،بقطرات نبات  يتم دعكها في قليل من الصوف أو قطعة قماش بيضاء فيتجمع الحليب ويفرز سائلا حلوا يعرف ب،،الميص،،يقبل عليه العارفون بقيمته ،بينما يخص به البعض حصانه ليكون اكثر أداء.

   يتخذ الحليب شكلا هندسيا ،ثم يتحول إلى وجبة مصنفة لا يصيب منها إلا المحظوظون أو الضيوف المميزون.

   تعرف الشبكة التي يقطر فيها الحليب ب،،أحباس،،( بتشديد الباء) ،وقد اختفى من الثقافة المحلية بعدما ظهرت البدائل الجديدة.

     أما الاستعمال الثاني والراقي لأغصان الحلفاء،فيهم نبات،،فليو،،الجبلي الذي ينتعش في مثل هذه الأيام،ويلتقطه الأهالي لينسموا به الشاي بالدرجة الأولى،بينما تتستعمله السيدات في بعض الأكلات المميزة مثل،،الزميطة،، ناهيك عن الخلطات العطرية.

    خلال الأيام القليلة الماضية،وبينما كنت اتجول في بعض جبال البلدة،إذ غمرتني رائحة ،،فليو،، وما كان مني إلى أن استلهمت ثقافة الأجداد،حيث انتزعت أغصان الحلفاء التي غسلتها الأمطار الأخيرة حتى استعادت نضارتها،ثم وضعت ،،الغنيمة،،في وسطها لتظل يانعة ومحافظة على عبقها الذي كان الأهالي يعتبرونه بلسما لالام الرأس عبر تناوله في الشاي.

     لقد جعلني نبات،،فليو،،اتفاءل بعدما اختفي لسنين بفعل جفاف ثقيل،لكن الله تعالى أنعم على الأرض بمطر مبارك أعاد الحياة لكثير من النباتات،بل إن طائر الوقواق ظل يشنف مسامعي وأنا التقط أغصان،،فليو،،بينما كان أحد طيور الحجل يناجي ، عشيقته،،غير بعيد مني،وهي مناجاة لا تسمع إلا في فصل الربيع،حيث يتزاوج طيور الحجل لبناء أمة جديدة !

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *