تافوغالت : مجلس الجماعة في حالة تلبس بغابة تازمورت

في الوقت التي ترتقع فيه مختلف الأصوات : منظمات حكومية ، وجمعيات من المجتمع المدني ، وجمعيات بيئية … الكل ينادي بالحفاظ على البيئة التي تتعرض لمختلف انواع التلوث ، وفي الوقت الذي لم يمر فيه اكثر من شهرعلى انعقاد لقاء جهوي بوجدة على مستوى عال حول التصحر، وفي الوقت الذي ينظم فيه فضاء التضامن والتعاون للجهة الشرقية – وبمناسبة اليوم العالمي للبيئة – يوما دراسيا حول حماية غابة شاطيء السعيدية ….فان الجريمة يرتكبها يوميا مجلس جماعة تافوغالت ، وبالضبط بمنطقة " تازمورت" والتي تبعد بحوالي ثلاث كلمترات على تافوغالت ، حيث حولت الجماعة غابة " تازمورت " السياحية الى مطرح للنفايات والأزبال ، وبطريقة توحي ان مجلس جماعة تافوغالت يدرك جيدا انه بذلك يرتكب جريمة خطيرة في حق البيئة ، والسياحة بالمغرب ، حيث ان مطرح النفايات هذا يوجد داخل الغابة بحيث لا يمكن لأي شخص يمر عبر طريق تافوغالت – تازمورت – مشرع حمادي ان يدرك المطرح الا اذا توغل يمينا داخل الغابة لتتبين فضاعة الخطر الذي يتهدد غابة تافوغالت جراء هذا المطرح الذي تعم فيه روائحه الكريهة هذه المنطقة بكاملها ، ناهيك عن المنظر المقرف لأنتشار الأكياس البلاستيكية السوداء بهذه الغابة ، بل والغريب في الأمر هو ان هذا المطرح يوجد في منطقة تهدد ايضا المياه الجوفية ، بل وتهدد العين المائية والتي توجد بمركز المنتجع السياحي لتافوغالت ، لأن الأمطار تقوم بجرف كل الأزبال التي تلقى في هذا المطرح الى مركز قرية تافوغالت السياحية…
ففي الوقت الذي يراهن فيه المغرب على 10 ملايين سائح في افق سنة 2010 مع العلم ان ذلك يشترط توفير بيئة سياحية خالية من كل تلوث ، لا سيما ان السياحة الجبلية تعتبر من اهم مميزات السياحة ببلدنا ، والذي اصبحت فيه المساحات الغابوية في تقلص مستمر جراء العديد من الخروقات التي ترتكب بدون ان يعاقب مرتكبيها ، واذا كانت غابة تافوغالت تعتبر من الغابات المهمة ليس فقط في الجهة الشرقية وانما في المغرب ككل ، فان هذه الغابة اصبحت في خطر اذا لم يتم تدارك الأمر في اقرب وقت ، واذالم تتحرك الدولة و جمعيات الحفاظ على البيئة وبسرعة ، قبل فوات الآوان ، وقبل ان يوجه مجلس تافوغالت الضربة القاضية لهذه الغابة الجميلة، التي تعتبر رئة الجهة الشرقية ومتنفسها السياحي الجبلي …فان غابة تافوغالت وبالضبط " تازمورت " ستصبح في خبر كان …
واننا اذ نعتبر نداءنا هذا من الواجب الذي تمليه علينا روحنا الوطنية ، وغيرتنا على بلد يسعى جاهدا لتحقيق تنمية بشرية ، واجتماعية ، واقتصادية ، …فاننا بفتح هذا الملف ، ندق ناقوس الخطربتافوغالت ، خطر سرطاني : يتهدد البيئة ، يتهدد الغابة ، يتهدد المياه الجوفية ، يتهدد السياحة ، بل ويهدد الرهان السياحي المغربي …فهل يتدارك مجلس جماعة تافوغالت الخطأ الفادح الذي ارتكبه ويقوم بانقاذ غابة تازمورت ام انه يصر على الأستمرار في ارتكاب جريمته …بكل تحدي….وبذلك يكون يضع العصى في عجلة الرهان السياحي المغربي …
بقلم : الحوسين قدوري
Aucun commentaire