Home»Régional»وجدة : عمال شركة معمل ــ برودورــ يدخلون في اعتصام مفتوح

وجدة : عمال شركة معمل ــ برودورــ يدخلون في اعتصام مفتوح

0
Shares
PinterestGoogle+

عمال شركة معمل « برودور » بوجدة يدخلون في اعتصام مفتوح

بعد تقليص عدد الساعات إلى 2 ساعتين في اليوم مع التهديد بالطرد 

« خدمت 30 عام في هذا المعمل …واحنا دائما مْشردين في الزنقة…ودائما مْنقَّصنا في السوايع واحنا ضحينا معاه ودخلنا صغارات واحنا اليوم كبرنا…عندنا الأولاد وكاريين وبغاو موالين الدار يخرجونا لحقاش ما جبرناش باش نخلصو الكرا…قطعوا علينا الضو وقطعو علينا الما…مول الحانوت ما بغاش يعطينا…أنا مريضة وما جبرتش باش نشري الدواء… » تحكي سيدة عاملة وهي على مشارف الستين سنة أي سن التقاعد وعينا تذرفان الدموع دون انقطاع وتنظر على السماء كأنها تستجدي حلا منها ورحمة من الله، وتضيف مشتكية »مول الشركة يقول لنا اللي ما عجبوش الحال ها الباب … ها المحكمة…هاذ اليوم 8 في الشهر ومازال ما خلصناش…إيوا نديرو فُمْنا في الحيط…هذا الصيام وهذا الشهر المبارك فين تكون الرحمة… ».

دخل 25 عاملة وعاملا  من أصل 35 من عمال شركة معمل « برودور » بالحي الصناعي بمدينة وجدة في اعتصام مفتوح ابتداء من صباح يوم الثلاثاء 9 شتنبر الحالي بعد أن قرر صاحب المعمل تقليص ساعات العمل إلى 2ساعتين في اليوم والتهديد بطرد هؤلاء العاملات والعمال بقطع أرزاقهم بعد استنفاذه لجميع المساومات والضغوطات.

« هؤلاء يعانون لأكثر من 10 سنوات مع صاحب معمل شركة « برودور » رغم أن البعض منهم قضى ما يفوق من 30 سنة من العمل، حيث شرع في نهج التقليص من ساعات العمل بشكل غير قانوني وضدا على مدونة الشغل بدعوى أن المعمل أصبح لا ينتج… » يصرح نورالدين محاور الكاتب الإقليمي للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب وعضو المكتب الجهوي والكاتب الوطني لقطاع التجهيز والنقل.

عبَّر هؤلاء العمال عن تفهمهم لوضعية المعمل  وتخويل القانون لصاحب الشركة في تقليص عدد ساعات العمل كما حددتها مدونة الشغل في حالة تعرضه لصعوبات مالية وإنتاجية وإكراهات اقتصادية، لكن يُذكِّر هؤلاء بأن التقليص من الساعات العمل له حد أدنى  وقد سبق له أن قلصها إلى 5 ساعات في اليوم بعد حذف يوم السبت ليصير عدد الساعات أربعة،  ثم يعود إلى تقليصها إلى ساعتين في اليوم  وهو ما يجعل العاملة أو العامل لا يتعدى أجره 400 درهم لا تكفيه حتى في التنقلات بحكم أن المعمل يوجد بالحي الصناعي  خارج مدينة وجدة.

 ورغم العديد من جلسات الحوار مع المسؤول على المعمل ومفتشية الشغل وممثلي المأجورين، خلال السنة الماضية، ذهب الأمر إلى اللجنة الإقليمية برئاسة والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنجاد، وقدم العمال العديد من التضحيات والتنازلات والتسهيلات لمساعدة رب المعمل، ونظرا لتوقف المعمل لمدة سنة، وبعد ذلك لمدة ستة أشهر، ومرة ثالثة لثلاثة أشهر مع العلم أن هذه التوقفات تعتبر خرقا سافرا لما تنص عليه قوانين الشغل خاصة وأن العمال لا يتقاضون أي درهم عن ذلك وتُركوا لحالهم يتخبطون في مشاكلهم ويغرقون في أوضاعهم المزرية.

وحسب ميمون الصادقي مندوب وزارة الشغل فإن اتخاذ قرار تقليص عدد الساعات إلى ساعتين قرار انفرادي قام به رب المعمل الذي يعتبر المسؤول الوحيد دون إشعار أو استشارة مندوبية الشغل التي سترفع محضرا في الموضوع  إذ سبق له أن قلص من عدد الساعات بشكل قانوني  وبعد اتفاق ما بين الأطراف نتيجة تعرض المعمل لمشاكل ابتداء من شهر مارس 2001 على مستوى التسويق والإنتاج والمنافسة وتراجع في الأسواق المحلية والوطنية والخارجية. كما أرجع المندوب توقفات المعمل إلى ندرة المواد الأولية استنادا إلى ما صرح به رب المعمل. « كنا نخرج دائما بحل توافقي وكان هاجسنا هو الحفاظ على مناصب الشغل بعد أن كان يهدد دائما بالإغلاق…لكن مع دخول رمضان قام بتقليص ساعات العمل ضدا على القانون بحيث استنفذ جميع الحلول…الأمر الذي دفعنا للقول بأن المعمل أمام أزمة هيكلية وليست عابرة وهذا ما يتطلب إجراءات أخرى تتمثل في تسريح عدد من العمال طبقا للقوانين أو إغلاق المعمل الجزئي والمؤقت…وستقوم مندوبية الشغل بتطبيق القانون « . 

لقد سبق لهؤلاء العاملات والعمال أن خاضوا وقفات احتجاجية  واعتصموا  أمام مقر المعمل لأيام داخل خيمة، ودخلوا في حوارات عديدة بحضور المسؤولين بمندوبية وزارة الشغل أنهوها بعدة اتفاقات، لكن بمجرد الخروج منها ينفض رب المعمل يديه وينقض عهوده متذرعا دائما بنفس الحجج الواهية المتمثلة في تراجع المنتوج وكساد السوق وانعدام الطلب وفقدان الزبائن وصعوبة الاستمرار  وفي الإكراهات الاقتصادية دون أن يُقْدم على إغلاق المعمل بصفة نهائية بعد اتباع الإجراءات القانونية في حالة الإفلاس، وتسريح هؤلاء العاملات والعمال ومنحهم التعويضات في إطار القوانين الجاري بها العمل.

« إن العمل بهذه الساعات الأربع  غير قانونية وهو  قرار انفرادي  ولها آثار سلبية بحيث أن الأجر لا يتعدى 400 درهم وبالتالي يُفقدهم التعويضات العائلية ثم انعكاسات جدُّ سلبية على التقاعد… » يوضح  المسؤول النقابي، » إن هؤلاء العمال لا يطلبون إلا بالحد الأدنى من الحقوق مع العلم أن عددا منهم مقبل على التقاعد…هل من المعقول أن يحصل المتقاعد كما في العهد القديم على أجرة  150 درهم في الشهر وهو ما يعني بالنسبة لنا أن هذا العامل سيحال على الشارع للاستجداء والتسول… ».

إن هؤلاء العمال لا يطالبون بالزيادة في الأجور ولا بالتعويضات ولا بما ينص عليه القانون من ناحية الفحص الطبي…وقد تجاوزوا عددا من الحقوق التي تضمنها القوانين مقابل المطالبة بالعمل بعدد الساعات  التي تضمن لهم الحد الأدنى من العيش الكريم وتؤمن لهم قوت يومهم وقوت أسرهم وأطفالهم، أما  في حالة عجز رب المعمل ضمان ذلك عليه اتخاذ قرار تسريحهم مع منحهم حقوقهم التي تضمنها لهم مدونة الشغل… » لقد مصَّ هذا المعمل دماء هؤلاء العمال لأكثر من 30 سنة، وعرف ازدهارا كبيرا بحيث كان يصدر منتوجاتهم إلى الخارج…فهل يعقل أن يرميهم إلى الشارع بعد أن شُيِّد مجد المعمل بعرقهم وشبابهم…لقد بدأنا نتأكد من تواطؤ بعض المسؤولين على حسابنا؟ ». إن هؤلاء العمال   المتضررون يطالبون بتدخل السلطات المسؤولة والمعنية لإنصافهم وحلِّ المشكل بصفة نهائية وتطبيق قوانين مدونة الشغل بشكل عادل  وموضوعي وإلا ازداد الوضع تأزما وتفاقما وانفجارا، لأن في يديها الحل والعقد ولم تتحرك منذ 10 سنوات… للإشارة لم نتمكن من أخذ رأي رب المعمل الذي انسحب بعد وصول مندوب الشغل ورجال الأمن…

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *