Home»Régional»المسجد الأقصى شأن إسلامي ولكن أين المسلمون ؟؟

المسجد الأقصى شأن إسلامي ولكن أين المسلمون ؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

حلت ذكرى إحراق المسجد الأقصى دون ردود أفعال ممن يفترض أن يكون مسلمين خصوصا في ظروف الاعتداء على الحرم المقدسي عن طريق ما هو أخطر من الحريق والمتمثل في الحفر في الأساسات.
إن الاعتداء على القدس وقع يوم سقطت في أيدي الصهاينة، وكل يوم يمر على الاحتلال هو اعتداء جديد ومتجدد ومستمر. وغاية العدو جلية واضحة ، وهي هدم المسجد وإقامة ما يسمى بالهيكل. ولعل السيناريوهات المطبوخة لتبرير الهدم قد أعدت وهي في انتظار التنفيذ الإجرائي الذي لا بد له من ظرف صارف للأنظار عن الجريمة والذي سيكون على غرار ردة فعل ما سمي بالحادي عشر من شتنبر ، وهي ردة فعل أرعبت العرب والمسلمين ، وجعلتهم يتسابقون لإثبات براءتهم من عمل هم على علم تام وبيقين لا يقبل الشك بأن أصحاب ردة الفعل هم أصحاب الفعل نفسه لحاجة في نفس يعقوب.
لقد قضى الصهاينة زمنا طويلا يجوبون أقطار العالم ويمارسون أكبر سرقة عالمية للتحف الأثرية التي يمكن أن توظف لتمرير خرافة الهيكل المزعوم. وهم يعدون خطة محكمة للحصول على مصداقية عالمية لتمرير خرافتهم إذ يعتبر الاعتراف بصحة أثرية الهيكل المزعوم من خلال إخضاع بعض مقتنياته المدلسة للفحص الأثري المعترف به دوليا والذي يوجد بحوزة جهات متواطئة ومغرضة أمرا محققا لحلمهم المنشود.
إن بيت المقدس عبارة عن وقف إسلامي بمعنى أن مسئوليته تقع على كاهل الأمة الإسلامية قاطبة. والسؤال الذي يفرض نفسه هو : هل يوجد في العالم مسلمون يمكنهم المطالبة باسترجاع وقفهم المغتصب ؟ أو منع تهديد وجوده مهما كانت وسيلة التدمير ؟؟
في العالم الإسلامي دول نووية ، ودول محسوبة على الحلف الأطلسي ، ودول تلوح بالقوة العسكرية ، ودول تملك ترياق الاقتصاد العالمي ، ودول تتودد للعدو وتبرم معه المعاهدات ، ودول لها أراضي محتلة ، ودول تهرول للتطبيع مع العدو ظنا منها أن من انبطح قد فاز، وكلها بلدان محسوبة على الإسلام ، وكلها معنية بالوقف الإسلامي المغتصب ولكنها لا تحرك ساكنا من أجل إنقاذ ا هذا الوقف.


إن القضية إذن تتطلب إيجاد المسلمين أولا قبل التفكير في تخليص الوقف. فطالما أن الذين يصدق عليهم الوصف الإسلامي لم يوجدوا بعد، فإنه من العبث الحديث عن خلاص القدس. ولعل الصهاينة ينتظرون انقراض ما يسمى بالمسلمين الانقراض الكلي ليعلنوا تهويد القدس لأن الحق لا يضع ووراءه طالب، فإذا ما غاب الطالب ضاع الحق بالضرورة .
وإذا ما كان رد الفعل السنوي على حادثة إحراق المسجد الأقصى لا يكلف المحسوبين على الإسلام مجرد ما يسمى بدقيقة صمت حزنا على الفاجعة ، فإن ذلك يعد تشجيعا للعدو الصهيوني على تهديد المسجد الأقصى بحفرياته التي لم تتوقف منذ احتلال القدس ولن تتوقف ما دام الوقف المقدسي واقفا.
ومعلوم أن أسطورة الهيكل هي أهم أسطورة يعول عليها العدو لتبرير احتلاله للأرض الإسلامية والعربية. وإن انهيار هذه الأسطورة معناه انهيار الكيان الصهيوني برمته، لهذا نجد العدو يرتاح لكل جهة تقر بوجوده، ويناصب العداء الشديد لكل جهة لا تقر له ب هذا الوجود.
وفي المقابل فإن بقاء الوقف المقدسي الإسلامي هو الضامن لوجود المسلمين ليس في فلسطين فحسب بل في كل بقاع الدنيا. ولن يقتنع المسلمون بالخطر الذي يتهددهم حتى يسري التهويد على وقفهم الذي لم يحظ برعايتهم وهو في عهدتهم حكاما ومحكومين ، وبزواله يكون زوالهم حتما وبالضرورة.
فهل سيفكر المسلمون في تصحيح إسلامهم من خلال برهان إجرائي يتمثل في استرجاع الوقف المقدسي الضائع أم أنهم سيكتفون بإثبات الذات الإثبات الخرافي الوهمي الذي لا يتعدى العبارات الجوفاء والتي لا تعني شيئا في نظر عدو يواصل الحفر لتدمير أساسات الهوية جهارا نهارا وتحت أنظار كل العالم الذي يسلس القياد للصهيونية

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *