Home»Régional»نبش في ذاكرة قدماء أبناء حي لازاري بوجدة

نبش في ذاكرة قدماء أبناء حي لازاري بوجدة

3
Shares
PinterestGoogle+

تأبى بعض الاحداث إلا ان تتمرد عن آفة النسيان فتطفو على السطح – بين الفينة والأخرى –  منبعثة من رمادها كطائر الفنيق , لتنفض الغبار عن حفريات نقشت في الذاكرة كوشم غرزته الابر في الجسد فاستعصي عن الزوال رغم عوادي  الدهر وظروف الزمان والمكان .

 وكما يقول الشاعر  » اني تذكرت والذكرى مؤرقة « , تمر الايام فتصير ذكرى , والذكرى قد ترتبط بأفراح او احزان او تيمات لما يخالج النفس من أشجان  تمور بالإنسان كأمواج  متلاطمة في الجو الماطروالاعصار.

ولعل من محفزات الذاكرة على الاعتصار و مقاومة  عوامل التعرية الذهنية و الكسل الدماغي ,مشاركة ما تختزنه مع مجموعة ممن عشنا معهم فترة عمرية ذهبية في الحي والمدرسة ومراحل اخرى من الحياة خاصة اذا كان لها ارتباطا بالطفولة مهد الذكريات ومشتل التجارب العمرية والاكتشافات.

في هذا الاطار تأتي المبادرة الحميدة التي قامت بها مجموعة من أبناء حي لازاري القدامى والتي تتجلى في انشاء صفحة فايسبوكية هدفها مشاركة الذكريات التي تؤرخ لأشخاص رسخت صورهم في ذاكرتنا الجمعية ,   منهم معلمون وأساتذة حملوا مشعل العلم والمعرفة ودرس على ايديهم جيل من التلاميذ والتلميذات تفرقت بهم السبل في مناح شتى ,  ومنهم من التحق بالرفيق الاعلى , وهاهم الاحياء منهم يعاودون اللقاء – ولو عن بعد –  للنبش في الذاكرة واستعادة فترات الزمن الجميل بالحي الذي ارتبطوا به قلبا وقالبا , وتعلموا في دروبه ابجديات الحياة .

  ورجوعا الى الطفولة هناك اماكن قد يكون طالها التغيير بمرور السنين إلا ان ذكراها لازالت حية في الروح نابضة في الاعماق ,  كالمدرسة والفران والحمام والمسجد والحديقة العمومية والمرافق التجارية وغيرها من  المعالم التي كانت  بمثابة النواة للحي بدروبه ومساكنه التي تزايدت وتكاثرت حتى صرنا غرباء في حينا الذي فيه نشأنا وترعرعنا , فهذه الخطوة تعتبر جسرا للتواصل وعروة وثقى  تربط الماضي بالحاضر وفرصة لتبادل الخبرات و المعارف بين الاجيال لتبقى الذاكرة حية يقظة على الدوام.

ومن حسنات هاته المجموعة انها استطاعت في ظرف وجيز ان تضم بين احضانها ما يناهز ألفين منخرط من الجنسين من مختلف المشارب الاعمار بداخل المغرب وخارجه منهم من كان قد فقد الصلة بحيه وأصدقاء الدراسة والجيران لأسباب متعلقة بالإقامة و ظروف العمل والبعد الجغرافي , وهاهو اليوم يعيد شريط الذكريات بفعل الصور الفردية والجماعية المنشورة التي هي تأريخ لعهد ولى , و ما يصاحبها من تعاليق مثمرة وغنية وكتابات جادة وفيديوهات يسهر على انجازها بعض قدماء الحي من الشهود على العصر بشكل تطوعي محبة في توثيق عرى الصداقة وأواصر الاخوة . ويتم كل ذلك في اطار الاحترام المتبادل  و الرقي بمستوى الحوار مما ينم عن وعي وسمو أخلاقي قل نظيرهما .

فتحية لأصحاب فكرة  انشاء هذه المجموعة المحايدة ذات الاهداف النبيلة,  و نتمنى لها التوفيق والاستمرارية  في أحضان الوطن الذي يسع جميع ابنائه .

وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين . ( صدق الله العظيم).

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *